شبكة ذي قار
عـاجـل










تقاس هيبة اي دولة بهيبة اصغر جندي او عنصر مجند في جهازها العسكري او الشرطي ولاتختلف الهيبة بين دولة غربية او شرقية فالهيبة واحدة مهما شرقنا او غربنا وهي تأتي من سلطة القانون الذي تفرضه الدولة والذي يكون متساويا على جميع مواطني وقاطني الدولة وهكذا عهدنا الدول بما فيها بلدنا العراق حتى التاسع من نيسان الاسود 2003 حين اتت غربان الشر من كل حدب وصوب وصبت جام حقدها على ارض العراق وشعبه وحدث ماحدث بعد هذا التاريخ لم يبقى لا للعراق هيبة كبلد ولا لآجهزته الامنية ولا افرادها ولا حتى حاكمه, وشهدنا كلنا عشرات المواقف وربما هناك المئات غيرها من ضعف الدولة وحكامها وطريقة تعاملهم مع ابسط المواقف او اصعبها وطريقة ردة الفعل التي عكست مدى هشاشة امرهم وانهم ليسوا سوى الواح مسندة يقوي وقوفها اما من اتى بها او من ادام بقائها.

فما بين تصريحات خجلة لأحتلال جزء من اراضي العراق من قبل دولة جارة , الى الامتناع عن التصريح بعد الاستيلاء على ابار النفط في الجنوب العراقي من قبل دولة اخرى , الى تعدي دولة ثالثة على اراضي العراق واستقطاع ساحل بحري كامل وغيرها الكثير والكثير حتى انه لاتتسع مقالة واحدة لسرد تفاصيلها او حتى فقط عناوينها.

وان كان ولابد ان نذكر الهيبة والرصانة فلنتحدث عن رأس الحكومة الحالية وهو يتحدث عن مأساة الموصل او اخر ماجرى في تلك المدينة السليبة التي باعها سلفه ويقوم هو بالاشراف على تدميرها, حيث وكما يعلم الجميع وقبل ايام قليلة استهدفت ضربات للتحالف احدى مناطق محافظة الموصل بحجة وجود ارهابيين فقتلت تلك الغارات مايقارب الاربعمئة شخص من المدنيين العزل جلهم اطفال ونساء كانوا يختبئون في اقبية المنازل خوفا من المعارك الدائرة, علما ان سلامة المدنيين هي مسؤولية الحكومة بكل الاحوال وهي التي يجب ان تحيدهم عن اي معركة دائرة على ارضهم وان تضمن سلامتهم ومعيشتهم لحين انتهاء اي عمل عسكري او شبه عسكري مما يجعل تلك الحادثة ترتقي الى جريمة حرب حسب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنين في ظروف الحرب, وبكل الاحوال وعلى اثر تلك الضربة اعلنت قوات التحالف والتي تقودها الولايات المتحدة وتحت مظلتها العديد من الدول الغربية وحتى العربية , اعلنت مسؤوليتها واوقفت العمل بالعمليات العسكرية مؤقتا وهذا يعتبر جزءا من الاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤوليته, علما بأن المتحدث بأسم التحالف وبعد الاعتراف بالخطأ العسكري اعترف بتلقيه الاحداثيات التي وقعت الضربة على اساسها من القوات العراقية المرابطة على الارض وهذا مايثبت صحة ادعائنا بان الضربة واحداثياتها مقصودة وبنية مبيتة لقتل اكبر عدد من المدنيين من اهل نينوى .

والغريب و المدهش بالامر ان يخرج رأس الحكومة المليشياوية منتفضا ليقول ان العدو هو من قام بذلك وان من قام بالتفجير هو نفسه من احتل الموصل واسقطها قبل اكثر من سنتين, وان من يريد الشر بالعراق هو من يتهم الحكومة مع ان التحالف الذي قام بالضربة كان قد اعترف فعلا بمسؤوليته عن تلك المصيبة التي راح ضحيتها المدنيين. فأي سقوط انتم فيه ياسراق وقتلة العراق, فأذا كان من اتى بكم ويحميكم ويشرعن وجودكم يعترف بخطأه فبماذا تحدث العالم انت !

وهنا يضيف احد اقطاب الحكومة الخامسة بعد الاحتلال وصمة عار اخرى كبرى لتاريخ سقوط هيبتهم الزائفة وكذبهم المستمر المبني على تزييف الحقائق وشرعنة القتل والسلب والتنكيل والتغيير الديمغرافي , لا بل اكثر من ذلك فهو يؤكد انه لايأبه لا هو ولا حكومته الزائفة بأرواح المدنيين اللذين وان بقوا في منازلهم فهم لم يبقوا سوى امتثالا لأمر صرح به هو نفسه وحكومته قبل بدأ العمليات بأن يبقوا بمنازلهم ودورهم امنين حتى تنتهي المعركة, اي امان هذا الذي فاجأهم بسحق رؤوسهم واجسادهم اي امان وهم يهجرون ويسكنون الخيم والمخيمات ويزج اولادهم ورجالهم في سجون المليشيات او في احسن الاحوال في قبور غير معلومة ربما الهيبة عنوان نسبي ولكنها لم يكن لها اي وجود في العراق بعد نيسان 2003 لانها ذهبت مع من ذهب, وبقي من يعتلي الكرسي ولايعرف كيف يتحدث ولا كيف يصدق بوعد ولا يحافظ على شعب, الهيبة ليست بعنوان وظيفي ولكنها قول وفعل وصفة ونتائج, ونقول هنا قولا واحدا كل من اتى بعد نيسان الاسود لم يبقى له هيبة ولم يبقي للعراق هيبة.





الجمعة ٣ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة