بسم الله الرحمن الرحيم
( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )

في اللحظات الاولى لاحتلال بغداد كان العالم يخيم عليه الحزن والخوف من هول الصدمة لاحتلال بغداد في هذا الوقت كانت قيادة البعث تعد العدة لانطلاق المقاومة العراقية وبعد أقل من 24 ساعة، وتحديدا في الساعات الأولى لنهار يوم الخميس 10- نيسان -2003 انطلقت اسرع مقاومة في التاريخ فقد تعرضت القوات الغازية الى عدد من الهجمات في بغداد وضواحيها وما يؤكد بداء انطلاق المقاومة العراقية الرسالة التي بعثها شهيد الامة رمز البعث صدام حسين رحمه الله الى قائد الجمع المؤمن الرفيق عز العرب عزة ابراهيم اطال الله عمرة يوم 10 – نيسان – 2003 وهذا جزء من الرسالة المباركة :- ( أعانقك وأشد على يديك ونلتقي حسبما يشاء الله، أما في جنة الخلد التي وعد الله بها المجاهدين والمتقين والصابرين أو كمشروع دائم للشهادة مجاهدين نعاود من جديد إلى حمل الراية في ظرف جديد هو ظرف البداية التي نتجت عنه ثورة 17-30 تموز المجيدة... سنتواصل إن شاء الله لاحقاً، إلا أن الأمر مع التدبر بحاجة إلى الصبر الجميل، وإننا إن شاء الله لفاعلون والله أكبر .. وليخسأ المجرمون .. وعاشت أمتنا المجيدة )

اعتبر المحللون العسكريون والسياسيون في العالم أن المقاومة الوطنية في العراق هي أسرع مقاومة شعبية نشأت لمواجهة المحتل، حيث إنها بدأت في اليوم الأول بعد إعلان احتلال العراق في 9-4-2003

أذكر يوم احتلال بغداد يوم 9 – 4 وفي ساعة متأخرة من الليل كان هناك لقاء سريع مع أحد الرفاق المسؤول الحزبي تحدث الى المجتمعين وكانت تللك اللحظات أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي الابصار زائغة والقلوب بلغت الحناجر, قال سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا ؟ فَقَالَ : ( النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، وَ يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بَعْدُ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِ وَ حُسْنِ أَعْمَالِهِ ، فَمَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَ مَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ وَ ضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُهُ ) رفاقي التاريخ يعيد نفسة أذكركم يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا قال سيدنا أبو بكر رضى الله عنه قال (من كان يعبد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ) اليوم لم يبقى من مميزات السلطة والحكم الا السمعة الطيبة ومن كان يدافع عن المنصب فأن المنصب زائل ومن كان يدافع عن المنافع الشخصية اليوم لم يبقى منها شيء بقي لكم المبادئ التي تربيتم عليها ودفاعكم عن الدين والارض والعرض , وقرأ ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) أوصيكم رفاقي حافظوا على مبادئكم ولاتتنازلون عنها لمجرد شهوة نفس بمنصب زائل أو بمنفع شخصي على حساب المبادئ , لا تسمحوا لأعدائكم أن يشقوا صفكم وتمسكوا بقيادتكم الشرعية , واذكركم بقول الحق سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) ) . نعم الجهاد الجهاد الجهاد وسمعوا كيف يصور النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه - أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إذا كان في الحراسة كان في الحراسة، وإذا كان في الساقة كان في الساقة، إذا شفع لا يشفع، وإذا استأذن لا يؤذن له ) قال: الطوبى هي: شجرة في الجنة يسير الراكب المسرع تحت ظلها مائة عام لا يقطعها, وطوبى اليوم لمن آخذ بحزام رصاصه، آخذ بمقبض رشاشه حمل متاعه وقاتل المحتل ..نقول لكم اليوم مثل قول سيدنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحرك الجيوش، لم يعدهم لا بالرتب والرواتب والنياشين والعهود والوعود الفارغة، كان يخطب بهم في أحد ويخطب بهم في بدر ( من قاتل المشركين اليوم صابراً محتسباً فقتل؛ أدخله الله الجنة ) ليس لدينا المال ولا السلطة حتى نعدكم بها ولكن الله وعد المجاهدين والله لايخلف الميعاد ( اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ )..

رفاقي أجتمع عليكم الشر كله والسؤ كله ، والقبيح كله وأنتم في امتحان صعب لا تضعون في حساباتكم غير التوكل على الله فالتوكل هو عدة المؤمنين كان أول شيء وآخر شيء قاله سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل , و اتذكر معكم قول الله تعالي ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) و أنتم من سيري الله بكم فرعون و هامان و جنودهما ما كانوا يحذرون ..

معركة البعث قد بدأت في 9 نيسان 2003 ... بدأ الرفاق التعرض يوميا الى القوات الامريكية الى أن وصل العمليات التي يتعرض لها الامريكان حسب اعترافهم الى 300 عملية أو أكثر يوميا ًوباعتراف الاحتلال بأن من يقود المقاومة هو حزب البعث العربي الاشتراكي , وفي فترة قصيرة جدا الشهور الأولى للاحتلال أرغمنا وزير دفاع الأمريكي إن يقول ( انه منهك ، وانه فقد توازنه ، ولكنه لم ينكسر بعد ) ، وقد أعترف المجرم جورج بوش بأن القوات الأمريكية لا تحقق النصر في العراق ، ففي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست قال ( إن الجيش الأمريكي لا يحقق النصر في العراق ) و اعترف رامسفيلد بان القوات الامريكية خسرت الحرب في العراق , فقد تميزت هجمات المقاومة العراقية بالقوة والتخطيط الجيد مما أكد على أن الهجمات تتم بأشراف وتنفيذ ضباط عراقيين لديهم خبرة في القتال ، وذلك بسبب تجاوز العمليات لزرع الألغام و إطلاق النار على الجنود الأمريكيين، ووصلت الى ان تكون هجمات بالهاون و صواريخ بل وتسببت في اسقاط طائرات هليكوبتر مما يدل على استراتيجية عسكرية محكمة وقدره عالية على التخطيط والتنفيذ, وقد أعترف جنرال أمريكي قائلا جيشنا يواجه 100 ألف مقاوم عراقي كلهم من اتباع حزب البعث من العسكريين السابقين يشنون 2900 هجوم شهريًا بقنابل موجهة .. ويحرقون تسعة مليارات دولار شهريا. وأن التهديد الذي تواجهه القوات الأمريكية هائل ..

بعد ( 2005 ) ظهرت اسماء لفصائل مقاومة كثيرة يدعون قيادتهم للمقاومة أين هم الان , 75 % من المجاهدين في هذه الفصائل هم من البعثيين , دخل البعثيون في الفصائل الاخرى ( الوطنية ) ما عدى الفصائل الارهابية مثل القاعدة ومن تحالف معها وهذه الفصائل انشأها المحتل لضرب البعث فكان البعث على خلاف معها من الاحتلال الى يومنا هذا ..

دخل البعثيون في الفصائل ( الوطنية ) لأسباب أهمها :-

1- البعث اراد ان يعطي المقاومة صفة المقاومة العراقية لتشمل كل طوائف الشعب العراقي وحتى لا يقول ان من يقاوم فقط البعثيين ..

2- لأبعاد المقاومة عن التورط بالدم العراقي من خلال تأثير رفاقنا في توعية المجاهدين بحرمة الدم العراقي واستهداف قوات التحالف فقط ..

3- كان هناك تركيز من قبل الامريكان وعملائهم على قيادات البعث ومن الحرص على سلامة رفاقنا وبدواعي التخفي انخرط البعثيين ضمن هذه الفصائل ..

4- قيادة البعث ليس لديها موارد مالية فقط اشتراكات الرفاق وبعض المتبرعين من المواطنين ..

وفي المستقبل عندما لا يكون هناك خطر على سلامة الرفاق سوف تكشف اسماء المقاتلين البعثيين الذين قاتلوا ضمن تشكيلات لم تأخذ اسم البعث , سرعان ما تبخرت هذه الاسماء والتشكيلات عندما عاد البعثيون الى تنظيماتهم ولم يبقى من هذه التشكيلات فقط شخوص قادة هذه الفصائل ومن يدعي أنه قاد المقاومة فل يأتنا بعشرة أشخاص يمشون خلفة , نحن لا نريد إن نصادر حقوق الاخرين لكن هذه حقائق للتاريخ ..

أيها الرفاق التاريخ سجل لكم قبل البعض أو لم يقبل مقاتلين أحرار قاوموا المحتل وحافظوا على مبادئهم أمام أعتى قوه بربرية مغولية غازية , أسقطتم نظرية كيسنجر التي تقول ( أن لا مناص من أن يكون النصر هو المخرج الوحيد ) فقد أخرجتم الغزاة مهزومين مرعوبين يتجرعون مرارة الهزيمة ..

بيض الله وجوهكم والله يشهد لكم وكل الشرفاء أنكم كفيتم ووفيتم