شبكة ذي قار
عـاجـل










للثورات الشعبية الكبرى مقوماتها واسباب استمرارها حتى تحقيق اهدافها السامية خصوصا منها المرتبطة بالخلاص من الاستبداد والعبودية وتحرير الشعوب من الظلم والقمع الدكتاتوري.

فالشعب الايراني كان سباقا في هذا المضمار منذ مطلع القرن العشرين وان صح التعبير فهو مدرسة خصبة لتلك الثورات حين قارع النظم الدكتاتورية في مسيرة العمل الوطني واطاح بأشرس الانظمة دموية.

اذن مقومات الثورة ضد الظلم والجوع والقهر متحققة في السجل التاريخي للشعب الايراني من خلال انتفاضته الثورية ضد الدكتاتورية الدينية التي حكمت ايران بالحديد والنار على مدى اكثر من ثلاثة عقود , حيث اطبق رجال الدين الفاشست على مقدرات الشعب وبدد ثرواته في دعمه للإرهاب العالمي وغزواته الطائشة للدول العربية ومشاريعه النووية الفاشلة وترسانته العسكرية البالية.

فأن اسباب استمرار الانتفاضة الشعبية لها ما يبررها بعد ان دفع الشعب الايراني الثمن باهضا من جراء سياسات الطغمة الحاكمة الرجعية التي اوصلته الى درجة 80 % من الشعب يعيش خط الفقر. وانه ينفق خمسة وخمسون مليار دولار سنويا من اموال الشعب على تسليح ودعم الميلشيات الارهابية على الساحتين العربية والدولية من اجل اشباع رغباته الشريرة. فهو مصدر خطر على نظام السلم والامن الدوليين ومزعزع لاستقرار المنطقة العربية حتى اوصل شعبه الى حافة الانفجار بثورة عارمة لن يهدأ لها اوار. الى ان تحقق اهدافها بأسقاط نظام ما يسمى ولاية الفقيه ومحاكمة ازلامه على جرائمهم بحق الشعب حيث وصل عديد الذين اعدموا ظلما وبمحاكمات صورية اكثر من مائة وعشرين الف مواطن بريء. ولعل مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها ثلاثين الف معارض سياسي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة بأمر من خميني المقبور كانت الاكثر دموية .

لقد مضى على الثورة اكثر من ثلاثین يوما ولن تهدأ في عموم المدن الايرانية الليل واطراف النهار حتى بلغ عدد المدن الثائرة اكثر من مائة واربعين مدينة غطت الساحة الايرانية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها شاركت فيها كل الاقليات المضطهدة الفرس والعرب والاكراد والبلوش والاذريين .

وان المعارضة الايرانية بقيادة المجاهدة الكبيرة مريم رجوي تقود الثورة من مقرها في الخارج وخلاياها في الداخل على وفق استراتيجية منهجية متوازنة متكئة على ارضية الرعب والظلم والفقر والحرمان التي يعيشها الشعب تحت خيمة الرجعية الدينية.

ان ارادة الشعب الايراني لا تعلو عليها رغبات الاشرار الذين نهبوا الثروات القومية وزعزعوا امن المنطقة الاقليمية برمتها وجعلوا من ايران بلد التخلف والجوع وعادوا بالشعب الايراني الى عصور ما قبل التاريخي لكي يتمتعوا هم بخيراته واشباع رغباتهم الشيطانية.

الشعب الايراني انتزع زمام المبادرة بثورته المباركة وكسر حاجز الخوف وان الممارسات القمعية لن تعيق استمرارية الثورة حتى تحقيق اهدافها, لأنها من انبل الاهداف على الاطلاق في تحرير الشعب من قيود الرجعية وصولا الى الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد والرخاء الاجتماعي ومشاركة كل الناس في الحياة السياسية دون اقصاء او تهميش وتحقيق العدل والمساواة بين الشعب ومنح المرأة والاقليات حقوقهم الدستورية كاملة .





الجمعة ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور سفيان عباس التكريتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة