شبكة ذي قار
عـاجـل










قال القائد المؤسس الأستاذ المرحوم ميشيل عفلق ( صدام وهبه الله للعراق ووهبه العراق للأمة ) لأنه قدم للعراق والأمة العربية الكثير.
كان له دور بارز في ثورة البعث 1968.

وهبه الله صفات القيادة الفذّة منذ نعومة أظفاره كالشجاعة والإقدام، فلا يهاب الموت، واشترك مع رفاقه في الهجوم على موكب عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وكان عمره 17 عاما وأصيب برصاصة في رجله أخرجها بنفسه، وحُكم عليه بالإعدام.

غادر العراق إلى سوريا لفترة قصيرة ثم انتقل إلى القاهرة عاش فيها لاجئا سياسيا وأكمل دراسته الثانوية ودرس في كلية الحقوق، ثم عاد الى العراق بعد ثورة 14 رمضان 8 شباط 1963، وسرعان ما تنصل الحكم العارفي من تحالفه مع البعث فأقدم على ردة تشرين السوداء 1963.

أدخل صدام السجن مع رفاقه وظل يتواصل ويقود الحزب من هناك.

استمر نضاله مع رفاقه المدنيين والعسكريين بالإعداد للثورة الجبارة في 17 تموز عام 1968 التي أطاحت بحكم عبد الرحمن عارف وسميت بالثورة البيضاء حيث لم ترق بها نقطة دم واحدة.

شغل منصب نائب لرئيس مجلس قيادة ثورة الأب القائد المرحوم أحمد حسن البكر حتى عام 1979. واستلم رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة نزولا عند رغبة الأب القائد أحمد حسن البكر بسبب ظروفه الصحية.

قاد حملة تصفية أوكار الجواسيس والعملاء الخونة وأوضح الصورة الحقيقية للوجه الناصع لثورة 17-30 تموز المجيدة بقيادة حزب البعث الاشتراكي بمبادئه الوطنية والقومية التقدمية والاشتراكية الثورية الخلّاقة.

وخاض معركة البناء والتغيير ابتداءً بالإصلاح الزراعي فدعم المزارعين والفلاحين وتم استصلاح الأراضي وقضى على الإقطاع وتطبيق شعار الأرض لمن يزرعها. وكان الإنسان وتحسين ظروف معيشته الهدف الاستراتيجي للقائد والبعث، فتحققت نهضة رائدة في قطاعي الصحة والتعليم وأقرت مجانية العلاج لكافة المواطنين ومجانية التعليم من رياض الأطفال حتى المراحل العليا للدراسية الجامعية، وأٌقيمت صروح العلم وتخرّج آلاف العلماء حتى أصبح العراق بلدا خاليا من الأمية في منتصف السبعينات من القرن الماضي حسب إحصاءات منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وفُتحت الجامعات العراقية للطلبة العرب من جميع الأقطار ومن بلدان العالم الثالث ليساهموا في بناء وتنمية أقطارهم بعد تخرجهم لإيمانه بالوحدة العربية من المحيط إلى الخليج ولدعم الدول الفقيرة، كما أرسل طلبة العلم إلى أرقى الجامعات العالمية وأسس جيشا من العلماء في شتى الاختصاصات وأقيمت المصانع الحديثة للأغراض المدنية والعسكرية وبنى جيشا عظيما مسلحا بالعلم والعقيدة الوطنية والقومية وقدرات قتالية عظيمة فتم تصنيع أسلحة متطورة من الرصاصة حتى الصواريخ التي دكّت عمق الكيان الصهيوني الغاصب، وأعلن قرار التأميم عام 1972 على الشركات الأجنبية التي كانت تسرق خيرات العراق فتحققت نتيجة التأميم تنمية انفجارية في كل الميادين عمّت خيراتها أرياف العراق ومدنه كافة وتم رفع مستوى المعيشة للمواطن العراقي، ولم يبخل يوما حتى في أحلك الظروف بدعم أقطار الأمة العربية ترجمة لشعار البعث ( نفط العرب للعرب ) وأٌنجز اتفاق الحكم الذاتي لأكراد العراق بإعلان البيان التاريخي في 11 آذار 1970 فتم منح الأكراد المشاركة في الحكومة العراقية وأصبحت اللغة الكردية إلى جانب اللغة العربية لغة رسمية وأنشئ مجلس تشريعي ومجلس تنفيذي وميزانية مستقلة لتنمية إقليم كردستان.

وتم تأسيس الجبهة الوطنية مع الأحزاب السياسية القومية واليسارية والوطنية حتى كاد أن يصبح العراق من دول العالم المتقدم بسبب الإنجازات العظمى التي تحققت.

أما فلسطين فكانت تسكن قلبه وعقله فكانت القضية المركزية للبعث وثورته، فأسس جبهة التحرير العربية فصيلا إلى جانب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على طريق تحرير فلسطين وأقام الجبهة العربية المشاركة لنصرة ودعم تحرير فلسطين ضد دول المواجهة مع الكيان الصهيوني وتقديم الدعم لأسرة كل شهيد فلسطيني عشرة آلاف دولار وكل من فقد بيته أو هدم خمسة وعشرون ألف دولار، ودعم الجامعات الفلسطينية وقدّم المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين للدراسة في الجامعات العراقية ورفض جميع الحلول الاستسلامية لتصفية القضية الفلسطينية ولم يتزحزح قيد أنمله عن دعم فلسطين ومقاومتها وشعبها حتى وصل حبل المشنقة على رقبته وظل ينادي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر.

وقدّم الدعم لكل حركات التحرر في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية لنيل الاستقلال والحرية لجميع الشعوب المحبة للسلم والعدالة في العالم.

وفي عام 1980م خاض معركة قادسية صدام المجيدة بعد العدوان الإيراني الصفوي الفارسي المتكرر واستمرت ثمان سنوات دفاعا عن سيادة العراق ودول الخليج العربي، وخرج منها منتصرا بعد أن أذاق فيها الخميني السم الزعاف.

لم يرتح الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية لذلك النصر الذي حققه العراق وحالة التقدّم والنهضة في جميع الميادين وتمسكه بالسيادة الوطنية، فأخذت تتحين الفرص بالتواطئ مع العملاء العرب وبالتحالف مع كل القوى التي تضمر العداء والشر للعراق والعرب، فراحت تنسج المؤامرات المتعددة للنيل من سيادة العراق وأمنه واستقراره وتقدمه فعملت كل ما لديها من وسائل لإجهاض المشروع النهضوي القومي العربي الذي كان منطلقه العراق ليشمل أقطار العروبة كافة فيما بعد. وتعرض لاعتداءات متعددة من حلف الأشرار وفرض عليه حصار ظالم طويل استمر أكثر من ثلاثة عشر عاما حتى حرم أطفال العراق وشيوخه ونساؤه من الغذاء والدواء. وكانت إيران وعملاؤها المحرض والمتواطئة لتسهيل العدوان بالتحالف مع الصهيونية والامبريالية، ولم تفلح في إسقاط الحكم الوطني فتحالف المجرم بوش الابن الأرعن مع حليفه التابع الخانع بلير وجيشوا كل عملائهم دولا وأحزابا وحكّاما من عرب الجنسية لاحتلال العراق، فكانت الطامة الكبرى عام 2003 وتم احتلال العراق ونصّب بريمر حاكما عليه فحلّ الجيش والمؤسسات وسنّ قانون اجتثاث البعث وشكّل ما يسمى بالعملية السياسية من الأحزاب الطائفية والعميلة ونصّب حفنة من عملاء إيران وأمريكا حكاما على المنطقة الخضراء ( الغبراء ).

وفي التاسع من نيسان عام 2003 ومن أمام جامع الإمام أبو حنيفة النعمان، أعلن القائد صدام والجماهير تلتف حوله وتهتف بحياته عن انطلاق أسرع مقاومة للتحرير ضد الاحتلال الأمريكي البغيض. ونتيجة لنشاط القائد وتحركاته لتفعيل المقاومة رصده الأعداء وبوشاية ممن خان العهد والأمانة وقع أسيرا بيد الاحتلال وخاض معركة بطولية جسّدت شجاعته وقيادته الجبّارة الفذّة في المحاكمة المهزلة التي عرّى فيها المحتلين وعملائهم ومخططاتهم بمبدئية عالية.

وفي فجر يوم عيد الأضحى والمسلمون في جميع أنحاء المعمورة يحيون الوقوف على صعيد عرفة، قام المحتلون الأمريكان بتسليم القائد للخونة في حزب الدعوة عملاء إيران وسارعوا بإعدام الشهيد صدام حسين سيّد شهداء العصر وشهيد الحج الأكبر، فانقلب فرح العيد إلى حزن أدمى القلوب وأوغر الصدور على الخونة ولن تهدأ النفوس وترتاح الضمائر إلا بالثأر والانتقام من أولئك الأوغاد الوحوش.

ولا يزال الشهيد صدام يقود القتال ضدهم حتى بعد استشهاده لأنه يسكن قلوب الملايين من أحرار العرب والعالم، واستلم الراية من بعده رفيق دربه الطويل القائد المجاهد الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير أيّده الله وعجّل له بالنصر على الأعداء وتحرير العراق من الاحتلال الإيراني الأمريكي.

وستبقى الوقفة البطولية للشهيد على منصة الإعدام بكل شموخ وشجاعة غير آبه ولا مكترث بحبل المشنقة في تلك اللحظات العصيبة وسخريته من صيحات الخونة والعملاء ورقصاتهم واستفزازاتهم ذكرى خالدة، وزاده الله كرامة وسطع النور الوهّاج من وجهه المضيء، وما أجمل تلك الابتسامة على ذلك الثغر الجميل التي زادته هيبة ووقارا أذهلت كل من شاهد ذلك المشهد.

لقد استحضر في تلك الأثناء في أعماقه قول شاعر البعث :
لما اعتنقنا البعث كنا نعلم أن المشانق للعقيدة سلم.
وزمجر صوت الأسد الهصور بأغلى وأثمن وأقدس الكلمات من فم طهور ستبقى ترن ويرجع صداها في كل أذن وضمير كل إنسان حر شريف مؤمن وصاحب مبدأ.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
عاش العراق، عاشت فلسطين، عاشت الأمة، عاش البعث.
وعرجت روحه الزكية الطاهرة عاليا إلى خالقها لتسكن جنات الخلد مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

سلام عليك يا شهيدنا البطل يوم ولدت وسلام عليك يوم استشهادك وسلام عليك يوم تبعث حيا يوم القيامة. وإننا على نهجك ومبادئك ماضون نردد ما قاله شاعر البعث المرحوم كمال ناصر:
ويشهد الله هذا الدرب لا طمعا،، ولا ادعاء ولا زهوا مشيناه.
وإنما هزنا في بعث أمتنا،، جرح على صدرها الدامي لثمنّاه.
قوموا انظروا الشعب يحدو في مسيرته،، ثالوثنا القلب والدنيا جناحاه.
ما علينا لو كل يوم غزانا،، عابر وانتمى إلينا دخيل.
فبذور الحياة تكمن فينا،، وسيبقى البعث الأصيل أصيل.





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الخزاعلة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة