شبكة ذي قار
عـاجـل










يقع الكثير من المتابعين في وهم ان النظام الإيراني راغب في معركة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية للتخلص من العقوبات التي فرضها ترامب على الزمرة الحاكمة في إيران... ومما يقنعهم بهذا الوهم خفوت لهجة ترامب تارة وتصاعدها في أخرى حتى وصل الامر الى قناعة تكاد تكون عامة ان ترامب يفضل التغريد في وسائل التواصل الاجتماعي على ان يتخذ موقفا حازما ويرد الصاع صاعين.

ولسنا معنيين بما يتخذه ترامب وهذا الامر ليس مدار موضوعنا انما الذي يعنينا هو ذلك الوهم القائل ان الزمرة الحاكمة في إيران تتعطش لجر ترامب الى معركة عسكرية لكي تهرب من الضغوط الاقتصادية التي وجدت نفسها عليها على اثر انسحاب اميركا من اتفاق خمسة زائد اثنين وهو المسوغ الذي يسوقه المحللون من ذيولها ونغولها ناهيك عن انكشاف اجندتها الحقيقية في التهام ارض العرب والتمدد على حسابهم وهو الامر الذي يتم التغاضي عنه.

واحدد أكثر وأقول ان تمرير هذا الوهم يصب في خدمة الدعاية الإعلامية لنظام طهران الذي يقرع الطبول بعد كل حدث له فيه يد ويجند من يجنده من الكتاب والمحللين المدفوعي الثمن تحت مزاعم الانتصارات التي تحققها السياسة الإيرانية والنكسات التي تلاحق ترامب في مواجهته المزعومة مع النظام الإيراني.

ما يحتاجه النظام الإيراني اليوم هو زمرة المطبلين من اتباعه في وسائل الاعلام الذين يقدمون يوميا ما ينفخ في اوداجه ويتمشدق بانتصاراته على الشيطان الأكبر رغم معرفتهم ان هذا الشيطان هو الذي سلم العراق الى الطغمة الإيرانية ... وان كيري المتصاهر مع ال بيت طهران ويزودهم بكل التطورات الحاصلة على صعيد العلاقات الأميركية الإيرانية يدعمه في ذلك لوبي إيراني أميركي ما يزال نافذا في دوائر المال والصناعة العسكرية والمخابرات حتى ازعج ترامب ودفعه الى صراخ عال بإحالته الى قانون أميركي لم يستعن به في سابق العصر والاوان ومقاضاته على وفق ذلك ..

وحتى الان فان الصراع باق في الحدود المرسومة له واي اندفاع غير محسوب يجد ما يسوغه في الطرف الأميركي...ويطمع خامنئي وزمرته لأسباب داخلية بالمزيد من تبجحات المحللين ومزاعمهم بهروب ترامب من المواجهة العسكرية والتهويل من إمكانات إيران واذرعتها في ارغام ترامب على التراجع وغض النظر عن اية مواجهة عسكرية رغم ان ترامب قالها بصريح العبارة انه ليس في وارد اسقاط النظام او الدخول في تصعيد عسكري.

ان موقف ترامب له هدف اخر وهو تعويض النظام الإيراني التوسعي معنويا بعد ان فقد اكثر اغطيته واسفر عن وجهه القبيح في العراق وسوريا واليمن ولبنان و لذلك فالمواجهة مع امريكا بهذه الطريقة التجزيئية على نحو استهداف مقر السفارة الأميركية ببغداد بقذائف الهاون او خلافها او مقرات القوات الأميركية في معسكر التاجي .. الخ من غير رد أميركي رادع وقوي يقدم للنظام الإيراني على طبق من ذهب ما يتمناه لأنه يعزز موقفه الداخلي ويمنح مرتزقته العرب قدرة اكبر على ممارسة الوقاحة الخيانية بحجة ان نظام الملالي يقاوم امريكا فهو نظام تحرري يستحق الدعم .

خامنئي وزمرته الباغية غير معنيين بحرب مع ترامب لكنهم بحاجة الى انتصارات مزعومة لتأمين الوضع الداخلي في إيران القابل للانفلات والتمرد بسبب الضائقة الاقتصادية وفقدان المواد الأساسية والانخفاض المروع للعملة مقابل ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل الى جانب تسويقهم من جديد كمقاومين للمشاريع الأميركية الصهيونية بعد ان افتضحوا شعبيا على الصعيد العربي كزمرة مجرمة تتطلع الى احتلال ارض العرب وممارسة سياسة التغيير الديمغرافي والثقافي في العراق وسوريا واليمن ولبنان على شاكلة ما حصل لأمارة الاحواز العربية وبناء على ذلك فهم يؤثرون الانتصارات اللفظية ويرقصون على أنغام المحللين الذين يسيرون في فلكهم وينتشون بأوهام رغبة خامنئي وجموحه من اجل مواجهة عسكرية مع ترامب !

وما اريد ان انبه اليه، علينا الحذر من الوقوع في فخ الحملة الإيرانية الدعائية الرامية الى الترويج لقبضة الزمرة الحاكمة في طهران وقم وامكاناتها المتزايدة والتخويف من قدراتها العسكرية المتعاظمة فلسنا معنيين كمتابعين في تقديم خدمات لهذه الحملة الدعائية الموجهة الى الداخل الإيراني لتعوض عن الازمة الاقتصادية المتفاقمة من جهة ومن جهة أخرى اسباغ صفة المقاومة على نظام توسعي طامع, بمسكنات خوف ترامب وتهربه من المواجهة العسكرية الراغب فيها خامنئي كما يزعم الزاعمون ولو كان ترامب راغبا حقا بهذه المواجهة على خلاف اطماعه المعلنة بحلب ثروات الخليج وانظمته الحاكمة من خلال الإبقاء على نظام الملالي فما فوت فرصا عديدة اخرها اسقاط طائرة التجسس المسيرة فوق مضيق هرمز !





السبت ١٩ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مازن الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة