شبكة ذي قار
عـاجـل










لم ينس العراقيون الاصلاء والاشقاء العرب النجباء والأصدقاء الاوفياء ثورة 17 ـ 30 تموز 1968 المجيدة ومكانة العراق آنذاك واهميته عربياً واقليمياً ودولياً، واليوم تمر ذكراها الحادية والخمسون، والعراق المحتل منذ عام 2003 في انحدار نتيجة لما حلّ به وما يحصل له من دمار وخراب وتردي على كل الأصعدة، وكذا حال الامة والمنطقة والعالم ، واحتفاء الاصلاء والشرفاء عراقيين وعرباً واصدقاء بذكرى ثورة 17 تموز يتزايد عاماً بعد عام للمجاهرة بحبها، باعلى الأصوات، والوقوف، بقامات يملؤها الزهو والتباهي، والفخار..اعتزازاً وتشرفاً وانتماءً للعراق العربي ذي التأريخ المشرف، ولعراق 17 ـ 30 تموز، عراق الوطنية والشرف والرجولة.، العراق القوي والعزيز والمنيع والمهاب الذي تغنى به وله كل الشرفاء من عرب اصلاء واحرار شجعان.

العراق بعد 17 ـ 30 من تموز 1968 وفي غضون سنوات قليلة، ورغم استهدافة والتآمر عليه ومنذ أيام الثورة الأولى وقبل العدوان والحصار ثم الأحتلال ، اضحى احد اهم بلدان المنطقة تقدماً ونهضة وتطوراً ومكانة مرموقة ووجوداً مؤثراً وفاعلاً، واستطاع اوائل ثمانينات القرن الماضي، ان يقطع شوطاً كبيراً في التقدم وامتلاك ناصية العلم والتكنلوجيا واستطاع بقرارات تأريخية ومنجزات خالدة كتأميم النفط عام 1972 ومجانية التعليم والقضاء على الامية وبيان اذار للسلام والحكم الذاتي للكرد، بناء عراق قوي، وأرساء البنى التحتية المتينة حيث شهدت جميع القطاعات طفرات عملاقة ومستويات تطور متقدمة، ولعل ابرز ما نفخر به بناء الانسان العراقي وتحسين المستوى المعاشي والاجتماعي والخدمي وتطبيق ألزامية ومجانية الصحة والتعليم بجميع مراحله وفتح باب الدراسة والتعلم في الخارج في بعثات وزمالات وبرواتب مجزية للطلاب تتحملها جميعها الدولة؟، وفاق العراق، انذاك، بلدان المنطقة بعدد العلماء وحملة الشهادات العليا وبمختلف الاختصاصات، واصبح العراق قبلة الاشقاء وابناء المنطقة للدراسة والتعليم الجامعي والتخصص العالي المجاني في افضل الجامعات واكثرها علمية ورصانة، والتطبب والاستشفاء في افضل المستشفيات المتطورة وبأدارة خيرة الاساتذة والأطباء، وأضاف العراقيون الغيارى بعد عدوان 1991 مباشرة، الى جانب اعادة بناء الجسورة المدمرة، بناء اكثر من جسر جديد ابرزها جسر17 تموز بطابقين في وسط بغداد الحبيبة، وكان كل شيء يسير بأنتظام وتحت رقابة الدولة بما في ذلك الامن العام والاستقرار والحفاظ على ارض وثروات ووحدة البلاد!؟ وفي ظل الحصار الجائر اعادت السواعد والعقول العراقية بناء اغلب مادمّر، فالكهرباء اعيدت بعد الترميم والاصلاح من الادوات الاحتياطية القديمة والمنتشلة من بقايا المحطات والشبكات المقصوفة وبالاستعانة بما ابتكره العراقيون في ورش "الشيخ عمر" من مواد حظر تصديرها للعراق؟ ويا لبؤس اليوم وبعد اكثر من عقد ونصف فما يزال المواطنون يعانون الامرين لافتقاد الكهرباء وشحة مياه الشرب بعد ان اوشكت مياه الرافدين دجلة والفرات على النضوب لاقامة عشرات السدود التركية والسورية في قرصنة مخالفة للقوانين واتفاقيات توزيع المياه المشتركة بين الدول فضلاً عن قيام نظام طهران بتحويل مجاري اكثر من 42 نهرا فرعيا ابرزها الكارون الى داخل أراضيهم لتضمحل مياه شط العرب وتموت البساتين وتعطش الأرض وتتشقق التربة وتنفق المواشي دون ان تحرك سلطة بغداد ساكناً لان ما يعنيها نهب أموال العراق ليس الا؟! رغم انتفاض وتظاهر الشارع العراقي الذي يتفجر بين فترة واخرى بتظاهرات حاشدة واعتصامات محركها فقدان الكهرباء ومجمل الخدمات الضرورية وتردي الأوضاع، وكثيرا ما يحتل المحتجون مبنى هذه المحافظة اومكاتب ومقرات بعض الأحزاب المتسلطة ووصل الامر الى اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة، كما تتصاعد شعارات واهازيج "صدام خلافك ذلينا" و"ايران بره بره.. بغداد تبقى حره". وكان عراق 17 تموز قوي بشعبه وقواته المسلحة وجيشه العقائدي الباسل الذي اضحى، في ثمانينات القرن الماضي، من اقوى وابرز وافضل جيوش المنطقة فذاد عن البلاد وعن الامة العربية جمعاء وتصدى بشجاعة لعدوان نظام خميني وانتصر عليه في حرب الثمان سنوات، وكانت العقول العراقية في الجيش والتصنيع العسكري قد نجحت في ارساء صناعة عسكرية فتية وفرت على الدولة استيراد بعض الاسلحة الخفيفة وانواع كثيرة من الاعتدة، وكانت "عدنان 1 و2 من طائرات الاواكس التي ابدع العراقيون تطويرها " ومن الكلية العسكرية وكلية الاركان وجامعة البكر للدراسات العسكرية العليا تخرج العديد من الضباط والقادة الاكفاء من الاشقاء العرب؟؟ فانتقم المحتل ومن سلطهم من اتباع الفرس من الجيش العريق الذي أذلهم وسقى السم الزعاف كبيرهم، فحلّوه وقتلوا خيرة القادة والضباط والطيارين والمنتسبين ومازالت التصفيات مستمرة، واقاموا بدلاً عنه جيش الدمج من مرتزقة وعملاء تم تدريبهم في معسكرات خاصة في هنغاريا والتشيك وشمال الوطن على يد "بيشمركة"؟!! ومن دمج عصابات و ميليشيات الاحزاب العميلة وبالذات تلك التي تأسست في ايران بأشراف الحرس الثوري والباسيج والمخابرات (اطلاعات) الايرانية امثال فيلق بدر وميليشيا حزب الله في العراق واضيفت لها ميليشات نمت في ظل الاحتلال في سنواته الاولى كـجيش المهدي او سرايا السلام والعصائب وتفرعاتها والعصابات المرتبطة بحزب الدعوة وغيرها واكثر من 110 ميليشيا والتي يضمها اليوم الحشد الشعبي الذي سيكون، بعد ضمه للقوات المسلحة، بديلا للجيش وكما هو حال الحرس الإيراني.

فهل هناك مقتربات للمقارنة لما كان عليه العراق ووصل اليه في ظل الاحتلال والدمار، بل تضاد وتباعد كلي، اذ لم يتحقق في العراق الديمقراطي خلال 16 عاماً سوى القتل والفساد والخراب والدمار والنهب واستهداف الانسان العراقي وارادته و القضاء على كل شيء بما في ذلك الرموز والنصب والمعالم التأريخية و التراثية لأعرق واول الحضارات في تأريخ الإنسانية فأصبح ، ولاكثر من سنة، متصدراً الدول المتأخرة رغم ثرائه اذ بلغت موازنة العراق للفترة 2003 ـ 2014 اكثر من ترليون دولار" نهبت كلها! " فيما بلغت اعلى نسبة لموازنة العراق في ظل الحكم الوطني قبل الاحتلال 3.2 مليار دولار "جعلت العراق في مصاف الدول المتقدمة "!؟ وحسب تقارير الامم المتحدة لحقوق الانسان ووكالة السكن الدولية للاعوام 2007 وحتى 2016 فقد بلغت نسب الفقر والجهل والبطالة والتخلف مستويات مخيفة وحقائق مفزعة، اذ بلغت نسبة من هم تحت خط الفقر بحدود 40% ومن هم يعيشون بدولار واحد يومياً اكثر من 52% في عراق يطفو على بحيرة من النفط " اشترى فيه ابن (علي العلاق) محافظ البنك المركزي العراقي العام الماضي رقم سيارة بـ 450 ألف دينار اردني ، ويتجول حمودي المالكي في لندن بسيارة مطلية بالذهب ويصرف على سهراته كل ليلة مثات الألوف من الباونات" ؟!! اما اعداد اللاجئين والمهجرين في داخل وخارج العراق فقد تجاوز العدد 10 ملايين!؟ وفاقت ديون العراق للبنك الدولي ولعدة دول اكثر من 210 مليار دولار، وبلغ الإهدار العام والسرقات اكثر من 800 مليار عام 2014 و202 مليار دولار عام 2016! واصبح الفساد سمة عامة فانتشرت الرشوة والمحسوبية في ظل سياسة طائفية وعرقية سفح فيها الدم العراقي البريء وعم الخراب كل شيء بما في ذلك الانسان العراقي وهنا مكمن الخطورة؟ فلا ذمم ولا أخلاق ولا صدق فكل المتسلطين مرتشون ولصوص والفساد عم الجميع بما في ذلك القضاء والتعليم؟ لان الراعي جاهل وفاسد وعدو حاقد ، وان أغلب الوزراء وكبار المسؤولين جهلة اميون بشهادات " مريدي في بغداد ، وبازار عراقيان في طهران المزورة"!؟ وقد تم فضح المئات من حملة الشهادات من وزراء ونواب ووكلاء وزارات ومدراء عامين ومحافظين وسفراء ومازال اضعافهم يعيثون فساداً وخراباً في اهم وابرز مرافق الدولة؟! وكان العراق السد المنيع للبوابة الشرقية للوطن الأكبر وخير حام للامة العربية واصلب مدافع عن كل قضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولم يتراجع رغم التآمر وتشديد الحصار وعدوان وحشي عام 1991 بل تمسك بما يؤمن به من ثوابت على رأسها القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية الى جانب بناء عراق حر متقدم ذي أرادة وطنية مستقلة وتسخير ثروات البلد ونفطه المؤمم في خدمة شعبه والشعب العربي.. فكان الثبات والوفاء والمبدئية السبب في أستهداف النظام الوطني بحرب كونية انتهت بتدميره واحتلاله خدمة للأعداء! وتمكين نظام الملالي، من احتلال العراق والهيمنة على مقدراته ، والتمدد السرطاني على حساب العرب اذ يتفاخر ملالي طهران باحتلال 4 عواصم عربية! كما اضحت منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط والغاز العربي، بعد تدمير العراق واضعافه وتبعيته للمحتلين وبالذات الفرس، وغياب وتمزق وضعف الطرف العربي بشكل عام.. مسرحاً لصراع إقليمي يهدد باندلاع حرب للهيمنة على هذه المنطقة الغنية بالنفط وذات الموقع الاستراتيجي الهام. طوبى لثورة 17 تموز في ذكراها 51، واللعنة على المتآمرين، والخزي والعار للخونة والعملاء. .





الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة