شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد احتلال العراق في ٢٠٠٣، عملت الطغمة الفاسدة والأحزاب العميلة ذيول ملالي إيران على بث روح الفرقة والخلاف والاختلاف بين افراد الشعب الواحد، ولكن مخططاتهم بائت بالفشل الذريع بعد أن اثبت العراقيون في ثورة تشرين وقوفهم سدا منيعا امام تلك المخططات وانهم شعب واحد موحد، وانه لن يخضع لتلك المخططات ولن يقبل بسياسات تلك الذيول ولا بدجل العمائم السوداء والبيضاء التي تعد أساس البلاء ومصدر الجريمة المنظمة.

من المشاريع التي تبنتها الطغمة الفاسدة تكوين حشد شعبي على أساس مقارعة الاحتلال الأميركي، ولكن الواقع اثبت ان الحشد الشعبي ما هو الا أداة إيرانية لتنفيذ مخططات إيران وذيولها والعمائم العفنة.
ومما يؤسف له ان المحسوبين على الجيش العراقي من المهنيين سواء في مقر الوزارة او في قطعات الجيش الأخرى قد انساقوا وراء تلك العمائم ونسوا او تناسوا من اجل مكاسبهم الشخصية ان الجيش سور الوطن وحامي الحمى.

جيش العراق، جيش الامة العربية كلها.

لقد انطلقت احتجاجات المتظاهرين نتيجة تردي الأوضاع في كافة مجالات الحياة، وقد شاعت ظواهر لم يعتد عليها العراقيون من عقود طويلة.

منها انهم كانوا يشاهدون العسكر يزهو ويفتخر لانه عراقي، وانه يذود عن الوطن والشعب، في حين نرى الآن قادة يحملون رتباً عليا يسيرون خلف قاسم سليماني وخلف معمم ربما يرتدي زياً عسكريا منحته إياه ايران ليكون سوطاً يضرب به رقاب شعب العراق الأبي.

لقد شاهدنا ثورات شعبية أطاحت بدكتاتوريات عتيدة منها ثورة الفلبين التي استمرت ٣ سنوات وانتهت بالإطاحة برئيس الفلبين فرديناند ماركوس عام ١٩٨٦.

الشيء المثير في هذه الثورة هو موقف القوات المسلحة التابعة للحكومة.

كانت امام خيارين، اما مناصرة الحكومة وضرب الشعب والقضاء على الثورة لكي يستمر الفساد، او الوقوف مع الشعب في احتجاجاته السلمية وتغيير النظام السياسي الحاكم المتسلط والمستبد.

أحكم رئيس الفلبين قبضته على البرلمان والجيش والاعلام والسلطة القضائية وفوق هذا كله سيطرته على اقتصاد البلاد لمصالحه الشخصية مما جعل الشعب فقيرا لا يكاد يحصل على لقمة العيش، مما جعل معارضيه يحشدون طاقاتهم ومواردهم لتغيير سياسة الدولة.

لذا قرر ماركوس، رئيس الفلبين، التخلص من زعيم المعارضة "بنينو أكينو"، وتمكن من قتله، فكانت تلك الشرارة التي اوقدت شعلة ثوار الفلبين الذين شكلوا مقاومة سلمية تجاوز تعدادها ١٢ مليون شخص من كل فئات الشعب، لان قضيتهم واحدة وهي استعادة كرامتهم التي دنستها حكومتهم بزعامة رئيس الدولة.

وانا هنا لا اريد الخوض في تفاصيل المقاومة وكيف سارت الامور بعد مقتل زعيم المعارضة.

بل اريد التركيز على دور الجيش في هذا الموضوع.

باختصار توجه الشعب بكل فئاته الى القصر الرئاسي.

ولم يتزحزحوا من اماكنهم التي اصبحت تجمعات مشابهة لساحة التحرير في بغداد بحيث اصبحت تشبه أجواء الاحتفال ومهرجات الاعياد وراح الناس يغنون ويهتفون للوطن والشعب.

بعدها أصدر رئيس الفلبين أوامره الى الجيش بالقضاء على الثورة والثوار، فانطلقت الدبابات ووقفت تحمي قصر الرئيس موجهة فوهات مدافعها نحو الجماهير العُزّل.

ثم تقدمت قطعات الجيش مدعومة بالدبابات لسحق الجماهير، لكنها فوجئت بحشود غفيرة تقطع الطريق وهي جالسة امامهم.

ثم قام فتيان وفتيات صغيرات بتقديم الورود للجنود والضباط، وقدموا ايضا الحلويات والسجائر وطلبوا منهم ان يقفوا مع الثوار.

لذا غير الجيش اتجاه مدافع الدبابات باتجاه القصر ووقفوا مع الشعب.
وعندما علم ماركوس بذلك اصدر اوامره الى طيران الجيش لضرب الدبابات والشعب.
لكن الذي حصل هو هبوط الهليكوبترات في ساحات الاعتصام وانظم الطيارون الى المتظاهرين.

خلاصة الكلام، لقد وقف الجيش بكل صنوفه مع الشعب لانهم من الشعب واليه.
الجيش سور للشعب والوطن في كل مكان في الارض.

إن حكام العراق الحاليين، ذيول الملالي ماضون الى الزوال ولن يبق الا الشعب والوطن.

تحياتي العسكرية والودية للقطعات التي تقف مع شعبنا العراقي الذي يستحق الحياة بعد ان اثبت للكون انه رمز العز والكرامة.

وتحياتي للشعب الذي يقدم الورود الى الجيش العراقي الاصيل حامي الحمى وسور الوطن والشعب.
وتحياتي دوما وابدا الى شهدائنا الابرار لما قدموه من دماء زكية روت وستروي ارض الوطن.

عاش العراق وعاش الشعب وليخسأ الخاسئون.





الاحد ١١ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم مغير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة