شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد انكسارها ودحرها في قادسية العرب الأولى وانهيار إمبراطوريتها، وهزيمتها في معركة القادسية الثانية متجرعة كأس السم على لسان حال دجالها الكبير الخميني المعتوه حملت حقداً وضغينة للانتقام لهزائمها المتكررة في العراق، مما دفعها لتنفيذ مخططاتها العدوانية الخبيثة للتآمر عليه لإعادة شيء من الاعتبار إليها، فبعد غزو العراق واحتلاله من قبل أمريكا وحلفها الشرير باركت هذا الاحتلال، وكانت لها اليد الطولى بتدمير العراق وبمساندة عملائها وأذنابها في الداخل، والتي من خلالهم استطاعت أن تعبث بالعراق وشعبه الذي أوقف مدها الصفوي مستغلة غياب قيادته الوطنية وشيوع الفوضى التي حلت به مع دخول الغزاة المحتلين ..

وبعد انسحاب قوات الاحتلال نهاية عام ٢٠١١ حاولت ملء الفراغ، ودخلت بكل قواها لتدمر وتخرب بقية ما تركه المحتل، فوسعت نفوذها وحاولت التمدد في اتجاهات عدة، فكانت فرصتها الذهبية لترسيخ نفوذها وتوسيع قاعدتها من خلال العملية السياسية التابعة والخاضعة لها، فكرست كل جهدها وقواها لذلك، ودعمت الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون لزعزعة الأمن وإشاعة الفتن والفوضى في ظل غياب سلطة القانون، فقد عملت على محاور عدة للتأثير ومحاولة التحكم في القرار العراقي من خلال الحكومات التي توالت على العراق منذ سنة ٢٠٠٣ والأحزاب الموالية لها ..

إن العداء الذي تكنه إيران للعراق والعروبة هو عداء تاريخي متجذر، فكانت تنتهز الفرص لاحتلال العراق كونه قلعة العروبة وبوابتها الشرقية والمدافع عنها وعن تاريخها المجيد وحضارتها العريقة، فبعد العدوان الثلاثيني على العراق تدخلت تدخلاً سافراً من خلال صفحة الغدر والخيانة بإدخالها الآلاف من الحرس الثوري والعملاء العراقيين المقيمين في إيران والمجندين من قبل سلطات النظام الإيراني في فيلق بدر عبر المنافذ الحدودية مستغلين انسحاب الجيش العراقي من الكويت وزودتهم بالسلاح والعتاد لإثارة الشغب، فقاموا بأبشع العمليات الإجرامية، فقتلوا وسرقوا ودمروا المنشآت وأحرقوا الدوائر الحكومية والمدارس والمساجد، ولكن بفضل حكمة القيادة وهمة الغيارى من أبناء شعبنا وجيشنا الباسل استطاعوا خلال فترة وجيزة من تحرير المحافظات وإعادة الأمن والاستقرار لربوعها، وبعد احتلال العراق من قبل أمريكا كان لإيران الدور الرئيسي بتدمير العراق من خلال عملائهم في الأحزاب الدينية الصفوية التي أسستها ودعمتها المخابرات الإيرانية ومولتها لتسرق وتدمر وتخرب وتغتال وتقتل العراقيين على الهوية ..

إن سيطرة إيران على العراق والتدخل في شؤونه الداخلية له أهمية كبيرة بالنسبة لها، لأنهم يعتقدون أن العراق امتداد تاريخي وجغرافي لإمبراطورية فارس، وهو منفذهم للسيطرة على بقية الدول العربية لتصدير ثورتهم ونشر فكرهم الصفوي.

فالمشروع الإيراني الصفوي التوسعي في المنطقة مشروع تدميري، وهذا المشروع ليس جديداً، فهو قائم منذ آلاف السنين، وغايته الأساسية هو نشر الفكر الفارسي الصفوي، فالعراق أوقف هذا المد خلال حربه مع الفرس خلال ثمان سنوات متتالية، لذا كَنَّ الفرس العداء للعراق وحكومته الوطنية التي أوقفت المد الصفوي الفارسي التوسعي ..

لقد نهض شعبنا من كبوته بعد أن ذاق الويلات والمآسي خلال الثمان عشر سنة التي أعقبت الاحتلال، وناهض الحكومة العميلة الفاسدة الموالية لإيران، ووقف شبابنا الثائر في ساحات الشرف والعز والكرامة منتفضاً بوجه الخونة والعملاء الذين عاثوا بالعراق فساداً ودماراً، وكانت أولى مطالبهم هي اسقاط تلك الحكومة الفاشلة وأحزابها العميلة وحل الميليشيات المجرمة التي سفكت دماء العراقيين الأبرياء، فقد قدموا مئات الشهداء، ومازالوا يقدمون، إلى أن يتحرر بلدهم من هذه الثلة الضالة، ويعود وطنهم حراً كريماً له هيبته بين الدول المتقدمة كما كان قبل الاحتلال، فلا حياة حرة كريمة ما دام عملاء وأذناب إيران يتحكمون بالعراق وشعبه.







الثلاثاء ٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة