شبكة ذي قار
عـاجـل










لكل إنسان في الحياة مبدأ يؤمن به كقاعدة أخلاقية إنسانية وتربية وهدف لمشروع وفق تفكير وطموح ذاتي، وليس ما يمنع أن يعمل على تحقيقه ويكافح من أجله. فالحياة مسيرة واختيار، لنضوج فكري والتزام لمن يؤمن بمبدأ وقيم إنسانية، والعمل السياسي مخاض عسير إيمان وتضحية وعطاء، والأهم هو الثبات لأنه تأكيد مطلق على فهم الحياة كمشروع إنساني يكون الإنسان فيه دفعة حيوية ووحدة بناء صلبة تتحمل ما يؤسس ويبنى عليها، لأن حركة التأريخ في جوهرها توثيق سياسي واجتماعي لأفراد أو جماعات لعبوا دورا ً وقادوا تحولات عميقة الفعل في مجتمعاتهم، وكانوا قدوة ومدارس.

والسياسة علم يطبق ليس للتنظير فقط وليس حالة عبثية دون بوصلة للتأشير،  فهو وسيلة للحياة يحقق آمال وطموحات البشرية، كما إنه ليس ترفاً شخصياً أو هدفاً مصلحياً يتسلق به أو يرتديه من يرتديه للمنظر والمظهر رغبة للتعويض عن نقص نابع من الاحساس بالدونية وعجز للارتقاء بروح وقيم وطنية وأخلاقية، هذه الصفة جوهرها أبعاد وتأثيرات تركيبة نفسية غير متوازنة تستبدل انتماء بآخر من غير قناعة أكيدة أو إيمان فكري عقائدي مطلق لتحقيق غاية يعتقد بأنها حياة جديدة في العمل السياسي منتهزاً حالة ظهرت في الميدان السياسي العام، ولربما يضع الانتهازي نفسه بمصاف المشرعين والممثلين الحقيقين لمصلحة الشعب، أو من يمتلك خطاً سياسياً فاعلاً لتحقيق أهداف الشعب في التحرير والعدالة الاجتماعية وخدمة الإنسانية . والانتهازيون لا يستطيعون العيش باستقلالية فكرية ثابتة وذات متمسكة بالكرامة والصفة الإنسانية بل يتعايشون كسماسرة سياسيين تشكل عندهم حالة نفسية مضطربة مبنية على قاعدة من اهتزاز فكري وتربوي في آن واحد، وقد يتصور البعض أنها حالة تنم عن ذكاء شخصي وفهم عميق للحراك السياسي في المجتمع بصورة عامة عندما تتبدل المواقع والادوار.

فالعمل السياسي المبدئي المبني على قناعة وجدانية فكرية ونفسية وطنية لا يتخلى عنها من دخل معتركه السياسي، ومن المستحيل التخلي عنه في أعلى مراحل الخطورة الشخصية بل يزداد إصراراً وقناعة إيمانية راسخة بصحة الخط الذي يؤمن به حتى وإن كلفه حياته. وهي صورة حقيقية واضحة للشخص المبدئي الشجاع الملتزم وللحركة السياسية التاريخية ومن يمثلها لصمودها ومسيرتها الوطنية، لبسالة وإقدام أعضائها وقيادتها كطليعة قادرة على تقديم مشروع وطني يخدم الشعب، إن ما يشكل خطورة هو الاهتزاز الفكري والتنظيمي لأشخاص يحاولون القفز فوق المثابات السياسية الوطنية التي لها بصمة نضالية خالصة وأثبتت من خلال ومسيرتها أنها الأقدر على التعبير والتغيير، و أنها الردع والخط المستقيم المقاوم والتحرر الحقيقي وليس أمثال المصلحيين المتسللين بطرق وأفعال تكتيكية لاهتزاز في فكرهم وأفعالهم المشحونة بتناقض الموقف والمنطق المحكوم بحزمة من العقد النفسية، وحالة غير طبيعية في الشعور، فالعمل السياسي مخاض عسير وإيمان راسخ ومبدئية حقيقية.

والعمل السياسي... ممارسة ميدانية نضالية وليس سياحة فكرية ترفيهية، فالسياسي المخلص نموذج للوطني الذي يمتلك زمام المبادرة الوطنية والارتقاء بها لمستوى العمل والعطاء والإيمان المطلق... وتتمثل فيه مبدئية صادقة والتزام دون مساومة للنهوض بواقع الإنسانية ليعيش والمجتمع الذي هو جزءاً منه بحرية وكرامة ومستقبل، لأنه سيكون ممثل الشعب بكافة أطيافه ومساحته الوطنية ويشير إلى مستقبل صحيح.




الاربعاء ١٥ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة