شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة السورية بين الرغبة في التغيير والواقع الآن!

خالد مصطفى رستم

 

انطلقت الثورة الجماهيرية في سوريا العربية ضد النظام القمعي المستبد الحاكم في سوريا منذ23 شباط عام 1966 وكانت شعارات المتظاهرين الحرية والعدل والعيش الأفضل والتغيير وبما فيه حفظ كرامة المواطن وحقوقه.

وكما العادة تعامل النظام مع المتظاهرين بأسلوب القمع والعنف وذلك أجج روح الحماس في نفوس المتظاهرين، وازداد التفاف الجماهير كحاضنة شعبية للثورة...

- تشكلت لجان وتنسيقيات للثورة في غالبية المدن والقرى السورية، وأخذت تتابع وتحض على الثورة وتقدم التسهيلات للمتظاهرين.

في 2/10/2011 تم تشكيل المجلس الوطني السوري للثورة من ممثلين عن معظم المناطق السورية المنخرطة في الثورة والداعمة لها. وأصبح هذا المجلس يدير التظاهرات ويشرف عليها ويحدد انطلاقاتها (الزمان والمكان) ويوصي بالشعارات التي يطلقها المتظاهرون.

 

- حدث الاحتلال الروسي (بمباركة دولية) في أيلول 2015 ومؤتمري فينا الدوليين وقرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254 الذي صدر في 2015 ثم مؤتمر الرياض 1 للمعارضة السورية، وتشكيل الهيئة العليا للمفاوضات في كانون الأول.

- خاضت الهيئة العليا المفاوضات في سبع جولات خلال عامي 2016 و2017 برفقة فريق كبير من المستشارين والإعلاميين والفنيين ولم تثمر على شيء، ثم جاء مؤتمر رياض2 والذي برزت خلال انعقاده الخلافات الحادة بين من اعتبروا أنفسهم ممثلين عن الثورة السورية وصولاً إلى بدايات التطبيع مع النظام مباشرةً أو من خلال سوتشي وأستانا (عن طريق موسكو) واللجان الدستورية.

- دخل سوريا خلال الأعوام الخمس الأولى من عمر الثورة أكثر من 150 ألف إرهابي وبيدهم البندقية وفي نيتهم الهيمنة على الأرض، ووزعوا المناطق التي يسيطرون عليها (المحررة حسب تعبيرهم) إلى مناطق نفوذ لأمراء وكل أمير (مسؤول عن فصيل مسلح) دولة قائمة بحد ذاتها وبديل معاداتهم للنظام شنوا الحروب بين بعضهم وراج نتيجة ذلك آلاف الضحايا.

-بعد التخلص من داعش أصبح الموقف العسكري كما يلي:

من يحملون السلاح أسيرين لمن يمولهم، والبعض منهم زُجوا كمرتزقة في ليبيا وغيرها أو تابعين للدول التي حددت مهامهم والجبهات التي يقاتلون عليها.

- أما ما أنجزته الحكومة المؤقتة وسفراؤها والمختصون بالإعلام فبالمختصر لم ينجزوا إلا استلام رواتبهم الفارهة وكره الشعب لهم.

- الحصاد الرهيب مسؤولية مشتركة بين النظام والمعارضة، وجاء كل ذلك وفق مخطط أجنبي مدروس، وتم إنجازه بنجاح باهر وهو تدمير كل إمكانيات الشعب في سوريا وقتل روح الوطنية والتآخي بين مكوناته.

الوضع على الأرض حالياً:

1- النظام يسيطر على ما يقارب 65 % من مساحة سوريا، ويخضع النظام لهيمنة كلٍّ من روسيا وإيران...

2- المعارضات ويسيطرون على محافظة إدلب وبعض من ريف حلب... ويهيمن على قرار المسلحين (جبهة النصرة والجيش الوطني السوري وبعض الفصائل الأخرى) والولاء المطلق لتركيا.

3- أمريكا ومعها الأكراد الانفصاليون ويسيطرون على مساحة شاسعة وغنية بالنفط شمال سوريا شرق نهر الفرات.

4- أكثر من 4 مليون سوري مهجر في تركيا والأردن ولبنان... وبما لا يقل عن 2 مليون مهجر في أنحاء العالم.

5- أكثر من مليون شهيد قضوا منذ بدء الأحداث حتى اليوم، وشلال الدم إلى يومنا هذا لم يتوقف.

6- التقديرات الأولية تقول إن هنالك أكثر من 100 ألف معتقل ومعتقلة في سجون النظام.

ولا زالت الأزمة السورية قائمة بل تستفحل وضاقَ العيش وصولاً إلى حد دون الفقر يعم كل سوريا من شمالها إلى جنوبها، ويبقى الحل حلم قائماً مع وقف التنفيذ.






الاثنين ٢٠ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد مصطفى رستم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة