شبكة ذي قار
عـاجـل










الفاو هي المقبرة التي دفنت المشروع الخميني الصهيوني الفارسي إلى الأبد

 

الرفيق أبو هاجر

 

تبرز أهمية معركة الفاو التي حصلت في ١٧نيسان ١٩٨٨ على عمق الأهداف والنتائج التي تحققت بسببها وشدة وطيسها والثقل العسكري والبشري للمعركة، فكانت معركة وجود ومستقبل ومصير للعراق والأمة العربية، وكانت هدف نجاح مشروع صهيوني فارسي لاجتياح العراق والوطن العربي واخضاعه لبلاد فارس، فكانت معركة مصير، إما الحياة الكريمة أو الذل والمهانة وفقدان الكرامة والتاريخ والشرف والأرض، كانت معركة أسطورية تعيد تاريخ الصراع العربي الفارسي بيوم جديد يقاتل فيه العراق بسيف جدنا حيدر الكرار جيش رستم وكسرى.

نقاتل بعمق حضارة الأمة وتاريخها ورسالتها الإسلامية والإنسانية نيابة عن الأمة العربية والإنسانية في كل مكان.

لذلك كانت كل قلوب الشرفاء في الوطن العربي معلقة بالحناجر ترتجف خوفاً ورعباً لهول المعركة وهلعاً من نتيجتها وما سيحصل للمنطقة من ظلام أسود دامس في حالة انتصار الفرس، لذلك لم تغمض عيون أبناء الخليج واليمن ومصر والأردن وغيرهم من النجباء وقلوبهم تخفق بصمت وأصواتهم مبحوحة تصدح بصمت الله أكبر لنصر العراق وأجسادهم مشلولة الحركة وتفكيرهم في تيهان لخطورة الموقف. فكان جيش العراق البطل وقائده عند حسن ظنهم، فقد ثبت الله أقدامهم ونزلت عليهم السكينة من الناصر العظيم في شهر رمضان.  فقد خسرت إيران أكثر من ٨٠ ألف قتيل وضعفها بين جريح وأسير، وخسرت ثلثي معداتها الحربية، وفقد المقاتل الإيراني كل إرادته ومعنوياته وتحطمت أمامه كل ما كانوا يملؤون عقولهم الخاوية بتحقيق النصر.

ربح العراقُ المعركة وانتصر بأسرع معركة تحسم بوقت قياسي ٣٥ساعة رغم الحجم البشري والمعدات التي تقاتل فيه الطرفيين وعدم صلاحيه الأرض للدروع كونها رخوة وملحية وارتفاع درجة الحرارة، ارتفعت معنويات المقاتل العراقي وزاد اصراراً وثباتاً على تمسكه بالأرض والتفاف الشعب وكل العرب حول قيادة الشهيد صدام حسين رحمه الله فأصبح رمزاً للأمة وأصبح العراق الرمح والسيف البتار لمن يحاول التطاول على حدود الوطن العربي، فكانت لهذه المعركة نتائج سياسية واقتصادية وعسكرية وتعبوية مهمة، فقد فشل مشروعهم الخبيث بنشر ما يسمى بالثورة الإسلامية على أرجاء الوطن العربي وفقد المقبور الخميني كل شعبيته في إيران وانتهت غطرستهم بتدمير ماكنتهم العسكرية بهذه المعركة وعدم القدرة على التعويض ومواصلة الحرب وانتهى حلمهم باحتلال البصرة وعزل العراق وحرمانه من المنفذ الجنوبي الاستراتيجي المائي الذي يغذيه ويديم إليه الحياة فكان نصراً مؤزراً فتح أبواب الأمان والتطلع نحو المستقبل للأمة العربية ومنحها الثقة بوجود قوة عربية قادرة أن تحمي حياضها من الريح الصفراء الخمينية، لذاك كانت المعركة هي العامل الحاسم في عملية الصراع، لهذا كان النصر له الأثر البالغ والحاسم لكسر شوكة الفرس وإجبارهم على قبول وقف إطلاق النار بعد تبدد كل آمالهم بالقدرة على تحقيق النصر في أي قاطع من قواطع العمليات، فانهار الكيان الفارسي ومرغت أنوفهم بوحل الهزيمة وتجرع الخميني السم الزعاف وبكى قاسم سليماني كالطفل اليتيم على حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها قواتهم، وارتفعت هامات الماجدات العراقيات عزاً وفخراً بجيشهم الذي أنجبته بطونهن الطاهرة فقد سجل التاريخ هذا الحدث المجلجل بحروف من نور في صفحات العز والفخر لأمة العرب ورأس نفيضتها العراق، وليتذكر كل شريف وغيور فضل العراق ودوره الفعال في سبيل حماية أمن الوطن العربي والتي أظهرت نتائجه الحقيقية الميدانية في واقع ما بعد غزو العراق سنة ٢٠٠٣ وكيف تمددت إيران نحو اليمن ولبنان وسورية، وماذا حل بهذه الأقطار من كوارث، وكيف تعاملوا مع  الشعب العراقي وشيعته من قتل وتجويع واذلال كعقاب على وقوفهم مع شعبهم ووطنهم لهذا تبرز أهمية هذه المعركة على أنها قصمت ظهر البعير وأطفأت نار المجوسية.

الرحمة وإلى عليين لروح الشهيد صدام حسين والشهداء عدنان خير الله وسلطان هاشم وعبد الجبار شنشل وماهر عبد الرشيد وهشام صباح الفخري وبطل الفاو الشهيد الفريق أول إياد فتيح الراوي، وكل القادة والآمرين والمقاتلين من كل الصنوف وأبطال الجيش الشعبي والمهمات الخاصة.

ستبقى معركة الفاو رمزاً وعلامة عز وفخر لنضال وبطولة شعب العراق وقيادة البعث على مر العصور في تحديها لطغيان الشر... وما يحصل اليوم سيرحل بإذن الله بإرادة الشعب العراقي البطل وشبابه المجاهد، وما النصر إلا من عند الله.

 






الاثنين ٢٦ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو هاجر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة