شبكة ذي قار
عـاجـل










" عملية حاحا!!!!! / من الحبر حيي بن أخطب إلى ابن الحاخام حاييم هيرتزوغ "

مهند أبو فلاح


يعتبر حيي ابن أخطب زعيم يهود بني النضير أبرز الشخصيات اليهودية التي ناصبت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العداء بعد هجرته إلى  يثرب ( المدينة المنورة )، وقد كان بن أخطب من أبرز أحبار قومه هنالك ضليعاً في التوراة، ولم يتردد هذا الوغد الذي أضله الله على بصيرة عن شن حرب شعواء لا هوادة فيها ضد الرسول العربي الكريم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين رغم علمه اليقيني بصدق نبوة سيدنا محمد الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بسبب الكبر والحسد والحقد الأسود الذي امتلأ به قلبه على خير الأنام وعلينا نحن معشر العرب، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء منا وليس من بني إسرائيل، وقد ذكر ذلك رب العزة والجلال في محكم تنزيله العربي المجيد، إذ قال عز من قائل في محكم تنزيله العربي المجيد: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق " الآية 109 - سورة البقرة .

لذلك لم يكن مستغرباً أن يبادر ابن أخطب على التحريض شخصياً على اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وقوع غزوة بني النضير، ثم أن يُجَيِّيش الجيوش لغزوة الخندق (الأحزاب) مؤلباً قريشاً وغطفان وبني قريظة على الإسلام والمسلمين قبل أن يلقى حتفه المحتوم في نهاية غزوة بني قريظة، بناءً على ذلك الحكم الذي قضى به سعد بن معاذ رضي الله عنه في هؤلاء الذين هموا بالغدر ونقض العهد مع الرسول العربي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

الملفت للانتباه حقاً أن الصهاينة في عصرنا الحاضر لم يأخذوا العبرة ولا العظة من مصير حيي بن أخطب الذي تحدى رب العزة والجلال مبارزاً رغم علمه المسبق بأن معركته هذه خاسرة لا أدنى أمل فيها للظفر والنصر، فبادر أحد أحفاد هذا الهالك الغابر إلى محاكاة شخصيته الدنيئة الوضيعة ولم يكن هذا الرجل سوى حاييم هيرتزوغ رئيس استخبارات العدو الصهيوني العسكرية المعروفة اختصارا باسم (أمان).

ولد حاييم اللئيم في مطلع القرن العشرين الميلادي وتحديداً في مدينة بلفاست عاصمة ما يعرف بإيرلندا الشمالية في المملكة المتحدة، فيما تعرف باسم مقاطعة إليستر في مطلع القرن العشرين في إحدى أبرز بؤر الاحتكاك الطائفي بين المسيحيين البروتستانت والكاثوليك، وهي تشبه في ذلك إلى  حد بعيد يثرب التي كانت مسرحاً لصراع دامٍ بين أبناء العمومة من قبيلتي الأوس والخزرج على مدار عقود من الزمان قبل هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه إلى  هناك مصداقاً لقوله تعالى : "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " الآية 103 - سورة آل عمران .

والد هيرتزوغ كان الحاخام الأكبر لليهود في مسقط رأسه بلفاست ولم يكن غريبا أن يتشرب هذا الصهيوني الكراهية والحقد علينا نحن معشر العرب، حملة لواء رسالة الإسلام الخالدة من أبيه، كما تشربه من قبل الحبر اليهودي الأعظم في يثرب وأن يصبح حيي بن أخطب رأس الأفعى محل اعجاب حاييم هيرتزوغ قبل أن يلتحق بصفوف جهاز الاستخبارات البريطاني في فلسطين خلال فترة ما عرف بالانتداب قبل تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب على ثراها الحبيب في سنة 1948.

خبرة هيرتزوغ المكتسبة في صفوف أجهزة الاستخبارات البريطانية أهلته لشغل منصب أول رئيس استخبارات عسكرية للعدو الصهيوني عند تأسيس هذا الجهاز في العام 1951 قبل أن يشرع بإعداد أخطر عملية استخباراتية للعدو الصهيوني بالتعاون مع نظيرتها البريطانية التي قدمت دعماً لوجستياً هاماً جداً له في هذا المجال.

العملية التي خططها وصممها هيرتزوغ تهدف إلى زرع مجموعة من عملائها في صفوف أسلحة الجو العربية قبل حرب سنة 1967 ومساعدتهم في الوصول إلى أعلى المناصب فيها،  ، والقاسم المشترك بين جميع هؤلاء أن أسماءهم تبدأ بحرف الحاء حالهم في ذلك حال حاييم هيرتزوغ ومن قبله حيي بن أخطب.

ارتقى أحد هؤلاء الطيارون بعد كارثة حزيران / يونيو 1967 إلى أعلى المناصب في بلادهم وصولاً إلى سدة الحكم هناك،  وهو حافظ أسد في سورية فقد وصل إلى سدة الحكم في بلاده . فيما لقي أحدهم حتفه في الكويت في 15 آذار / مارس 1971 اغتيالاً.

إنه لمن المضحك المبكي حقاً ألا نجد مصطلحاً للدلالة إلى هذه العملية الصهيونية القذرة إلا مسمى "حاحا" تلك الأغنية الساخرة التي غناها الفنان اليساري العربي المصري الملتزم الشيخ إمام في أعقاب حرب سنة 1967.

في نهاية المطاف لا يسعنا القول إلا إذا كان الصهاينة لم يجدوا في تاريخ الإنسانية ما يستحضرونه ويحاكونه من شخصيات في واقعنا المعاصر إلا شخصية حيي بن أخطب فإن علينا أن نشحن جيلنا الصاعد الواعد ونوجههم ليحاكوا شخصية سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه الذي جاهد في الله حق جهاده ولم يخش فيه لومة لائم قبل أن ينزل حكم رب العزة والجلال من سابع سماء في حثالة البشرية وشياطين البرية قبل أن يقضي نحبه شهيداً يهتز له عرش الرحمن شوقاً لروحٍ طيبة طاهرة حملتها الملائكة الأطهار الأبرار في جنازة مهيبة أغاضت كل شيطان فجّار، فنحن يقيناً على موعد مع الانتصار بعون الله الواحد القهار رغم أنوف كل الصهاينة الأشرار.





الاربعاء ٢٥ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة