شبكة ذي قار
عـاجـل










الرؤية الأمريكية للإسلاميين والنظام العالمي الجديد – الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

عند العودة الى كتاب  كيسنجر الوزير الأسبق للخارجية الامريكية ومهندس خططها وبرامجها ما بعد الاتحاد السوفياتي نجد ان فكرته الأساسية حول تعارض الأيديولوجيا المتشددة والفكرة الدينية حين تنغلق وتتطرف مع الصورة الحديثة للعالم بقوله  ((  إنه من منظور هؤلاء الأيديولوجيين الدينيين المتطرفين ، فإنه خلال السعي لإقامة النظام الإسلامي ، لا يجوز للدول أن تكون نقطة الانطلاق لإقامة نظام دولي ، لأن هذه الدول علمانية أي فاقدة للشرعية ، وفي أفضل الحالات ، يمكن للدول أن تحقق شكلا من أشكال الكيان المؤقت على الطريق نحو بناء كيان ديني على نطاق أوسع ووفق هؤلاء أيضا  فإنه لا يمكن لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، أن يكون مبدأ منظما للعلاقات لأن الولاءات الوطنية تمثل انحرافا عن العقيدة الصحيحة ، ولأنه يترتب على الجهاديين واجب تغيير شكل دار الحرب التي هي عالم الكافرين بجملة أخيرة مختصرة ، فإنّ النقاء -  وليس الاستقرار- هو المبدأ الحاكم لهذا التصور الإسلاموي أو الجهادي عن النظام العالمي ))   مراكز الأبحاث والمعاهد الامريكية  تتبنى هذه الرؤية وتحليلها بما ينسجم مع المصالح الامريكية عالميا وقد تبلورت تلك الأبحاث والتحليلات بالمشروع الأميركي الجديد للشرق الأوسط الساعي لإقامة شرق أوسط جديد وضعت ابعاده مستشارة الامن القومي الأمريكي ووزيرة الخارجية الامريكية لاحقا كوندوليزا رايس خلال جولتها إلى المنطقة  {{  مقومات المشروع  الأميركي الجديد للشرق الأوسط  ،  وعقبات وشروط نجاح المخطط الأميركي }}  وان من أولى  نتائج هذا المشروع هو الامن  (( لإسرائيل ))  واحاول في هذه الحلقة وما بعدها التعرف على طبيعة المشروع الأميركي الساعي لإقامة شرق أوسط جديد وكما تؤمن به الإدارة الامريكية ان كانت ديمقراطيين أو جمهوريين ، ولابد من طرح تساؤلين اثنين {{  ما هي مقومات المشروع الأميركي الجديد للشرق الأوسط  ؟  ،  وما هي شروط نجاحه والعقبات التي يمكن أن تعترضه  ؟  }}  وبالرغم من ما قيل من قبل رايس ومن اعقبها بالمسؤولية نجد ان أمريكا بالظاهر تعلن مبدأ احتواء ايران ولاية الفقيه وتحديد نفوذها في المنطقة وبالدرجة الأساس محيطها الإقليمي  ولكن المشهد على الواقع العربي  وخاصة  -  جنوب لبنان  ، سوريا ، العراق ، اليمن  بالإضافة الى ازعاجاتها في الخليج العربي -  يختلف جذريا  لان أمريكا من اجل الوصول الى أهدافها تحت عنوان مكافحة الإرهاب تعاونت بالسر مع ملالي قم وطهران لاحتلال أفغانستان وغزو واحتلال العراق باعتراف الرؤساء الإيرانيين -  رفسنجاني وأحمد نجاد وخاتمي وروحاني  -   خلال سني الغزو والاحتلال لأفغانستان  او العراق   وهذا لا يبتعد عن ما ورد في أفكار  مستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق بريجينسكي في سبعينات القرن المنصرم  وان ما نراه الآن هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد عمل لإنهاء العنف في مكان وتحقيق عنف في مكان اخر لإتاحة الفرصة للإدارة الامريكية بتحقيق التمدد والتواجد ومثال ذلك القواعد التي تم اقامتها في سوريا  التي لم تغزوها أمريكا بل كان نظام الأسد الحليف لإدارة بوش الابن لغزو واحتلال العراق تحت عنوان تحرير الكويت  ،  والمحبذ لمشاريع بوش الابن ومن سبقه  تحريك الحدود وصناعة المصائر منذ  معاهدة سايكس بيكو وظهور الوطن العربي بدوله ونظامه  ،  تبين أن هنالك حاجة ما لإحداث تغيير ما في المفاهيم وعلى الأرض حاجة تولت المدافع إيقاظها في كل مرة القوات الأميركية عابرة من جبال تورا بورا إلى ساحة الفردوس في بغداد تمهد الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير ، مشروع وسع جغرافيا التصور الأميركي للمصالح الإقليمية إلى باكستان شرقا وتركيا شمالا وبعثرت الدولة الفلسطينية المستقلة  وعدم إعطاء الفرصة لإعلانها دوليا وان هذه  المبادرة الامريكية  حملت اسم  -   مبادرة الشراكة الأميركية مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -  وصفت بالهجوم الإصلاحي على المنطقة وأثارت جدلا وتحفظات بشأن مسألة الإصلاح من الخارج واصطدمت بمآل الوضع في العراق وسوريا واليمن والأراضي الفلسطينية ، وفي هذه الأثناء او ما قبلها ظهر عنوان المقاومة والممانعة بقيادة إيرانية  من اجل  مقاومة الاحتواء الأمريكي واعطي الاذن للقذائف ((  الإسرائيلية )) لتمهيد الطريق إليه من على أرض محروقة قبل موعد مؤتمر روما حتى تسهل على الدبلوماسية الأميركية تثبيت الانتقال إلى مرحلة جديدة أول مقوماتها شطب قوى الممانعة والرفض في المنطقة وإنهاء أدبيات المقاومة ورومانسية المواجهة مع (( إسرائيل  )) ، الشرق الأوسط الجديد هذا قد يقوم في جزء منه على محور إقليمي من الدول الأكثر اتساقا مع المواقف والتوجهات الأميركية كالسعودية ومصر والأردن وربما اليمن  قبل انقلاب الحوتي  واستيلائه على العاصمة  صنعاء ومحافظات أخرى في الجنوب او الشمال اليمني   فمن حرب إلى أخرى ومن هزة إلى أخرى  كما نفذه حكام الكويت الصلبة بدفع من حكام السعودية والامارات وقطر لإيذاء العراق اقتصاديا بعد خروجه من الحرب التي فرضها ملالي قم وطهران  لثمان سنوات 4 / 9 / 1980 – 8 / 8 / 1988  وهو باقتدار عسكري وعلمي  ، دون أن ينتبه أحد إلى أن شيء ما سقط في الأثناء اسمه النظام الرسمي العربي  ، ماهي الملامح الأولية لهذا الشرق الأوسط الجديد الذي تتحدث عنه رايس ؟  هناك سياسة أميركية في الشرق الأوسط منذ هجمات أيلول 2011 تقوم على إعادة صياغة التحالفات الإقليمية في المنطقة بإخراج النظم والحركات المعادية للمصالح الأميركية من المعادلات السياسية والدبلوماسية بدأ من الخطاب المعلن للإدارة الأميركية.

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






الاربعاء ٢٠ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة