غزو العراق ٢٠٠٣ جريمة القرن وكل القرون

علي العبيدي

إحدى وعشرون سنة هو زمن يكفي لتقييم الأحداث وإصدار الأحكام بحقها، سلباً أو إيجاباً.

فغزو العراق حقق بعض الأهداف لأمريكا وللقوى والأحزاب والمليشيات التي وظفتها أميركا من ناحية التدمير الجزئي للنسيج الوطني الشعبي العراقي باستخدام أسلحة الطائفية والعنصرية والعرقية والإرهاب، وحقق معظم أهدافه في تدمير دور العراق العربي والإقليمي والدولي وتأثيراته، خاصة في المسار القومي باتجاه تثوير العرب وصناعة فرصة تاريخية لهم لاستعادة حضورهم واستثمار قدراتهم وثرواتهم وحماية أمنهم القومي والوطني وحقق بعض أهدافه في تدمير الاقتصاد العراقي وآلات الإنتاج الضخمة التي صنعتها تجربة البعث في العراق، إلا أن شعب  العراق ما زال يعض بأسنانه بقوة على وحدة بلاده.

إن الحفاظ على الهيكل العام للبلد هو إنجاز شعبي، وإنجاز من إنجازات المقاومة العراقية، تبني عليه القوى الوطنية العراقية المختلفة في الداخل وفي الخارج في مساراتها وجهودها واجتهاداتها لإنقاذ العراق وتحرير شعبه.

إن الحفاظ على الهيكل العام للوطن رغم ما يتلقى هذا الهيكل من ضربات وطعنات ومؤامرات هو أهم ما حققه شعب العراق في عمقه الشعبي الأصيل وفي ضمير الأحرار من أبنائه.

إن انحدار موظفو وتشكيلات القوى العاملة في العملية السياسية الاحتلالية إلى الفساد بمختلف أنواعه وإلى ركوب موجات الوجاهة الشكلية للسلطة والبحث عن منجزات فئوية ومذهبية هو أحد أوجه نجاح شعب العراق في اسقاط خطط التفتيت لجغرافية العراق وشعبه، والله أكبر.