شبكة ذي قار
عـاجـل










تناقلت وكالات الإنباء و على مدى الأسبوع الماضي عن خرق لحدود العراق الشمالية قامت به القوات الإيرانية تمثل بقصف مدفعي كثيف للقرى الحدودية و التجمعات السكنية و توغل قوة إيرانية و حسب ما أوردته وكالات الإنباء فأن هذه القوة تقدر بفصيل ودخلت على عمق كيلوا مترين  وأطلقت النار على المواطنين و الرعاة في  البساتين العائدة للمواطنين ، و بالرغم من دعوات الشارع العراقي للحكومة العراقية على استنكار هذا الخرق و الذي يعتبر مساسا لسيادة  الدول المستقلة و بالرغم من الاحتجاج الكردي إلا أن ما يسمى بسفير العراق في طهران كذب هذه الإخبار ،  بينما الحكومة العراقية لزمت الصمت ولم نسمع مثل تلك التصريحات النارية  التي كانوا يطلقونها حول موضوع مدينة أشرف و تباكيهم على سيادة و أمن البلد ..

 

الحكومة العراقية هي عاجزة عن صد هذا العدوان أو حتى إصدار بيان يدينها  على هذا لقصف المدفعي و دخول قوات عسكرية إلى داخل الأرض العراقية و هذا هو ديدن حكومات الأحزاب الطائفية منذ احتلال العراق و لحد هذا اليوم حيث تتناقل و سائل الأعلام المختلفة العديد من الخروقات التي تقوم بها الجارة إيران ( المسلمة) على أمن و سيادة العراق و استيلائها على  عدد من آبار النفط و خطف موظفين و حراس أمنيين و منع  طواقم العمل في عدد من حقولنا النفطية من القيام بأعمالهم  و كأن إيران تتصرف كما لو كانت هذه المناطق جزء من الأراضي الإيرانية ،  و في الوقت نفسه هناك غياب كامل و تجاهل كبير  للحكومات العراقية  ناهيك عن عشرات الأكداس الكبيرة و الصغيرة و التي تحتوي على انواع من الاسلحة و المتفجرات ذات الصنع الايراني الحديث من قبل السلطات العراقية ،  و لحد هذه اللحظة لم نسمع تصريحا لناطق رسمي بأسم الحكومة العراقية يستنكر هذا التدخل الايراني بشأننا الداخلي .

 

بالوقت الذي  نرى الحكومة العراقية موجودة و بقوة للحفاظ على سيادة و أمن العراق و تهاجم و تعتدي على عدة ألاف من المواطنين الايرانين اللاجئون في العراق و يسكنون مدينة آمنة معزولة و منزوعة السلاح تحاصرها  كما يقولون قوات أمنية عراقية و بالحقيقة ما هي إلا عناصر مرتبطة بأحزاب سياسية موالية لإيران و تأتمر بأمر قوات القدس الإيرانية و التي تتواجد داخل العراق بقوة و تقوض الأمن فيه و تقود المجاميع الخاصة الإجرامية و تدعمها لتنفيذ جرائمها بحق الشعب العراقي .. و منذ بداية عام 2009 و لحد ألان تعيش هذه المدينة وضعا مأساويا و تتعرض لجرائم الإبادة الجماعية  وهذا ما أكدته التقارير الإعلامية التي تناقلتها وكالات الإنباء عن بعض منها و خاصة اقتحام هذه المدينة في الصيف الماضي و قتل ( 11 ) مواطنا  من سكانها و جرح أعداد كبيرة و خطف 36  شخصا منهم و زجهم في المعتقلات العراقية و التي يصعب على المتتبع حصرها أو تحديد نوعيتها أن كانت سرية أم علنية ..

 

و تزامنا مع هذا العدوان الإيراني الغاشم فقد أطلق عدد من مسئولي  الحكومة تصريحات مفادها عزم الحكومة على أخلاء مدينة أشرف و هذا يعني  العزم على تنفيذ مذبحة جديدة بحق مواطنين عزل أحتموا  بالعراق منذ حوالي 25 عاما طلبا للأمن و العيش بسلام  و الخلاص من بطش حكامهم الفاشيون بالرغم من تعاطف الكثير من المؤسسات الدولية و الإنسانية و الشخصيات الدولية و تأييد شريحة واسعة من أبناء شعبنا و الدعوات المستمرة للحكومة العراقية على احترام مبادئ حقوق الانسان و تحميلها مسؤولية الحفاظ على أرواح هؤلاء اللاجئين  ، في الوقت الذي يعاني العراق أزمة سياسية خانقة في عدم التوافق على تشكيل حكومة و حسب الاستحقاق الانتخابي منذ حوالي ثلاث أشهر بسبب تمسك رئيس الوزراء بمنصبه و خلقه الأزمة تلو الأخرى لتأخير تشكيل الحكومة و أطالة مدة بقائه بمنصبه و ما التصريحات الجديدة حول مدينة أشرف ماهي إلا حلقة جديدة من سلسلة حلقات  لخلق أزمة جديدة تعصف بالبلد المنهك  ..

 

و أذا كانت للدولة قدرة على ترحيل  عدة ألاف من سكان أشرف وهم لاجئون يتمتعون بحماية  مقررات  اتفاقية جنيف الرابعة و يحضون بدعم و تأييد الملايين من أبناء شعبنا و المنظمات  الدولية و الاقليمة و دول كبيرة لها تأثير كبير بالسياسة الدولية ،  أما كان الأحرى بها أن تعمل على أخراج بعض العشرات من الجنود الإيرانيين من حدودنا الدولية و محاسبة المتسببين لإزهاق  العشرات من أرواح المدنيين من مواطنينا الأكراد بسبب هذا الاعتداء السافر على حدودنا الدولية و سيادة العراق  أذا كان له سيادة كما يدعون ..  و يمكن أن نسمع في وقت لاحق بأن العراق جزء لا يتجزأ من إيران  ،  و عليه فأن الحكومة العراقية هي حكومة ولاية تابعة لإيران طالما لم تدافع عن أرضها و سيادتها التي يتشدقون بتحقيقها حسب ما يدعون .





الثلاثاء٢٥ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة