شبكة ذي قار
عـاجـل










ان خطابنا هذا الى من نأمل بهم خيرا ونسترجي منهم الفلاح .. فليس من المنطق ان نخاطب اثرياء هذا الزمان .. السراق الذين استحوذوا على المال الحرام .. ممن كان يبيع المحابس والخرزفي اسواق السيدة زينب وفجاءة يشتري ابنه الزعطوط فندق السفيرالسياحي بعشرات الملايين من الدولارات في نفس المدينة ..او نخاطب من اشترى شوارع كامله في دبي وابوظبي بكامل عقاراتها من اموال الشعب نهبا وسرقة .. حقا ياللعجب العجاب من هذه الدنيا ومما يخبأ الدهر من مفاجات تذهل العقول والابصار ..!!


اخوة الايمان : خطابنا الى الغافلين ..عسى ان يصحو من غفلتهم و نامل منهم خيرا لانفسهم ولامتهم ..فنقول لهم .. ان الجهاد هو سبيل الخلاص من التهلكه غدا .. ويقصد بالتهلكة هي نار جهنم اعاذنا الله واياكم منها يوم لاينفع مال ولابنون ... ولامعنى للجهاد بالنفس بل يصبح ضعيفا اذا لم يتمكن المجاهد من المال الذي يشتري به السلاح ليكسر به عنفوان العدو ويحطم جبروته فقد ثبت ان المال هو السند الساند للجهاد ولهذا قرن الله تعالى الجهاد بالمال مع الجهاد بالنفس ، بل قدَّم ذكر المال على ذكر النفس في أكثر المواضع من القرآن الكريم كقوله تعالى :


(ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ) [التوبة:41]، ‏
وقوله: (ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ) [التوبة:20]. والفائزون ..هم الناجون من النار


وقال جل في علاه : (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الصف:10، 11]،


وقوله سبحانه :( إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَـٰهَدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ) [الحجرات:15].


والايات التي وردت في كتاب الله عزوجل كثيره جميعها يؤكد بوضوح تام ان لا رضى من الله ولا فلاح إلا عن طريق الجهاد .. واحيانا يكون الجهاد بالمال في بعض الأوقات والأحوال أرفعَ درجةً من أوقات أخرى ، فعند الشدة وضيق الحال يكون الإنفاق أعظمَ درجةً من الإنفاق في أوقات وأحوال أخرى ، مثلما كان الإنفاق قبل فتح مكة في وقت حاجة الأمة وضرورتها أعظمَ من الإنفاق بعد الفتح والتمكين، كما في قوله تعالى:


﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (الحديد: من الآية 10(.


فهل من صحوة وهذا كتاب الله ينطق بيننا بالحق، مبيِّنًا عظمة وفضيلةَ الإنفاق في سبيل الله ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261 (البقرة.


وهذا ايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحُثُّ المسلمين على نصرة إخوانهم المجاهدين، مبينًا ما ينتظر المنفقين الأسخياء في سبيل الله من أجرعظيم .. متعهدا لهم بأن ينالوا من الأجر مثلَ أجر المجاهدين بانفسهم ، فقد أخرج البخاري وغيره عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا .)


فلماذا يتأخر المسلم عن مدِّ يد العون للمجاهد..الذي يجود بروحه لله ذودًا عن حياض الدين ودفاعًا عن حرمات المسلمين وإعلاءً لكلمة الله وحفاظًا على الأوطان التي انتهكت حرماتها ودنست مقدساتها من قبل الاعداء!؟


كيف تسمح له نفسه وكرامته وعقيدته .. هذا الثري الواهم الطامع في الدنيا .. ان ينزوي بدراهم معدودات متخفيا مسود الوجه امام الله والناس .. موصوفا بالبخل.. بعيدا عن الجنة قريبا من النار كما وصفه الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ..!!؟؟


كيف يبخل الاثرياء.. ابناء أمة الخير والهدى والنور على مجاهديها بالمال اللازم لإعلاء كلمة الإسلام وتحرير البلاد من المحتلين ؟‍! كبف يحدث هذا ونحن امة اثرياؤها في دين الإسلام العظيم الذي من أركانه الزكاة..!! كيف .. وأعداء الله وأعداء الأمة ينفقون أموالهم ليصدُّوا عن سبيل الله ويدمروا ويهلكوا الحرث والنسل ؟؟ !!


مافائدة الذهب والفضة والدينار والدولار وكثرة المال بعد ان سقط العز وذلت الجباه واهينت الكرامة وانتهكت الحرمات والمقدسات ..!!؟؟ والله.. فان .. العار ثم العار لكل هؤلاء الاذلاء الذين يكنزون الذهب والدينار والدولار ولاينفقونها من اجل عزتهم وكرامتهم واعراضهم وتحرير اوطانهم..!! ..
فاسمعوا واتعضوا ..!! يا من تكنزون المال.. يامن عشقتم الدولار والدينار.. خير مااذكركم به ايها الغافلون .. ما قاله رب العزة جل في علاه.. (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم*يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم وظهورهم* هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ماكنتم تكنزون*) (التوبة: من الآية34)


يا من تملكون المال .. رب العزة والجلال يقول : " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة "
ايها الاثرياء .. رسول الإسلام عليه أفضل صلاة وسلام يقول : " ما نقص مال من صدقة "
يامن تملكون الخزائن .. اعلموا أن للوطن عليكم اعترافا بالجميل .. والإعتراف بالجميل لا يأتي .. إلا بأن تجودوا بمالكم لا أن تكنزوه .. ولأبناء الوطن عليكم دين يجب أن تردوه ..


فقد مات النبي صلى الله عليه و سلم ولم يورث شيء يدكر وهو خير البشر. ومات الخلفاء و لم يورثوا الا الشئ الزهيد . و ستموتون ايضا لامحاله .. وتسألون أمام الله كما يسأل ناهبي اموال الفقراء ظلما و عدوانا. و كما سال فرعون و هامان من قبلكم .. فقد مد الله لهم من اموالهم حتى ظنوا انهم احكموا قبضتم على الدنيا, فخسف الله بهم الارض و اذاقهم الهوان لبعدهم عن طريق الله . فوالله لن تتوسدو ولا دينارا واحدا في قبوركم .. وان مشواركم سيتوقف يوما عند قطعه قماش بيضاء ستلفون بها عند رحيلكم .. ولن ينفعكم وينجيكم من الهلاك سوى السخاء والإنفاق على المجاهدين، وعدم الاستثقال من تكرير العطاء وكثرة الطلب وعدم البخل عليهم بكرائم الأموال ونفائس المدَّخرات، خصوصًا ما كان ينفعهم .. ويشد من ازرهم .. ويرفع من عزائمهم ..


فهل أنتم متاجرون مع الله !؟.. هل أنتم مستجيبون لنداء الله .. !؟

اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا.

 

 





الجمعة١٠ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الكريم الشمري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة