شبكة ذي قار
عـاجـل










مقدمة

 

يدعي المجوس القابعين في قم النجسة – وبئس ما يدعون ويظنون – أن معظم العرب، تركوا، أو ...  نسوا، أو ...  تناسوا، عداوة اسرائيل وهمجيتها واحتلالها لفلسطين والجولان، وراحوا يركزون على إيران واحتلالها – المزعوم – للعراق، وعداوتها لبعض الدول العربية، ومحاولتها إثارة القلاقل والمشاكل والنعرات المذهبية والطائفية!!!

 

طبعا هم يقولون هذا في فضائياتهم، وصحفهم، ووسائل إعلامهم، ما برحوا يرددون أنهم يتحدون أي فضائية عربية أن تتناول بالحديث اسرائيل وما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفسطيني كما تتناول إيران بالحديث والاساءة والتشهير والتقريع ... و ... و ... و ...

 

نقول لهؤلاء المجوس ...  المعادلة هي كالتالي:

 

هناك جارين في إحدى القرى  ( لنطلق عليهما لقب الجار الأول والجار الثاني  )  بينهما جار ثالث ...  الجار الأول لديه عداوة مريرة مع الجار الثاني  ...  عداوة أزلية لن تنتهي إلا بمقتل أحدهم ...  فالجار الثاني استولى على بيت الجار الأول، وأبعده عنه، وراح يعيد بناء هذا البيت ويوسع به، ويزينه ويهندسه لأولاده من بعده، ولم يكتف بهذا، بل إنه استولى على أراض أخرى تابعة للجار الأول، وراح يزرعها وينتج منها المحاصيل ويظهر أمام باقي الناس في القرية على أن هذه ارضه ورثها عن أباؤه وأجداده وأنهم كانوا هنا، لكن الجار الأول ادعاها لنفسه.. والآن ...  آن الأوان ليعود الحق إلى نصابه ...  هكذا يدعي الجار الثاني ...  الجار الأول يتحاشى هذا الجار ولا يتحدث عنه أمام أحد كثيرا، لأن الجميع في القرية يعلم عن العداوة بين الاثنين ...  فلأجل أن تبقى النار بينهما خامدة بعض الشيء، يتحاشى كل منهما التحرش بالثاني ...

 

الجار الثالث بينهما، يدعي العداوة مع الجار الثاني والصداقة مع الجار الأول ...  فدائما ما يسمع الجار الأول طيب الكلام وعذبه، وأنك مظلوم، وأنك على حق، وأن الثاني اغتصب منك الأرض، وأنه كذا وأنه كذ ...  وإنني معك، وأساندك وأؤيدك بكل ما أوتيت من قوة وهذا بيتي مفتوح لك ولأولادك تدخلون وتأخذون منه ما تشاؤون ...  وهكذ ...

 

لكنه في الخفاء، ولخبثه وسوء طويته، يذهب ليلا إلى الجار الثاني يتودد إليه ويعتذر منه عن عداوة  صـريحـة منه أمام الناس نهارا لذر الرماد في عيونهم ...  فيطلب منه السماح والغفران لما يتفوه به من كلام في النهار ...  ويسأله إن كان باستطاعته خدمته أو تنفيذ أي شيء له كي يبقى راضيا عنه ...  كي تكتمل فصول المسرحية ...  ففي النهار عداوة مزعومة أمام أهل القرية جميعا، وفي الليل صداقة خفية بل تحالف ...  إن لم نقل تزاوج!!!

 

الجار الأول يعجب كثيرا من التصرفات التي تصدر بين الفينة والأخرى من الجار الثالث ...  إذ تبدر منه أمور غريبة لا تنم عن صداقة وأخوة ومحبة له ...  فهو دائما ما يسمعه أنه معه في السراء والضراء، ولكن حين تحدث مواجهة حقيقية بينه وبين الجار الثاني  ( العدو الحقيقي )  يرى الجار الثالث إما يقف على الحياد، أو يكتفي بالكلمات النارية والجعجعة والقرقعة على البلاط!!! من هنا بدأ الجار الأول شيئا فشيئا يكتشف حقيقة الجار الثالث وسوء طويته وخبثه وحقده الأزلي عليه، وأنه كان طوال تلك الفترة مخدوعا به من حيث لا يدري!!! فيشعر بالألم الشديد والتحسر والندم على تلك السنين التي قضاها مع الجار الثالث ظنا منه أنه أخ وصديق وسند وعون، وإذا به ذئب بشري من حيث لم يدري، وإذا به عدو، وإذا به يتمنى قتله منذ الأزل بالتعاون مع الجار الثاني من أجل سرقته ومحو أثره من القرية نهائي ...  والسبب في هذ ...  أنه كان منذ مئات السنين عداوة بين جدي الطرفين  ( الأول والثاني )  وأن جد الجار الثالث كان متحالفا مع جد الجار الثاني على جد الجار الأول ...  فاستعاد الجارين  ( الأول والثالث )  ما كان من تحالف بين اسرتيهما وتم الاتفاق على انهاء وجود الجار الأول والتخلص منه نهائي ...  فكان أن عادى الجار الثاني جاره الأول عداوة صريحة غير مخفية، أما الثالث فكانت عداوته مبطنة بصداقة وهمية ظنها الأول المسكين المخدوع أنها أخوة ...

 

فراح هذا الجار الأول المسكين يتحدث هنا وهناك عن الخداع الذي وقع عليه من الجار الثالث وأنه كان متحالفا مع الثاني من وراء ظهره ...  فالمسكين فمن شدة حسرته راح يتحدث عن الثالث ولا يتحدث عن الثاني، لأن الجميع كانوا يعرفون عن عداوة بينه وبين الثاني ...  ولكن حسب فهمهم، أنه كان هناك صداقة وأخوة مع الثالث ...  وإذ بالثالث أشد عداوة له من الثاني ... 

 

ثم ولخبث الثالث، راح يقول بين الناس: انظروا إلى هذا الجار الجبان!!! ترك عداوة من سلب بيته ونهب أرضه وثرواته وقتل بعض أهله وشنع بالباقين وشردهم إلى المنافي والبلدان الغريبة ...  وراح يتحدث عني أنا المسكين الذي دائما ما كنت إلى جانبه، أقدم له العون والمدد والمساعدات بدافع إنساني أخوي!!! ويقول إنني عدو له؟ أنا أتحداه أن يقول صراحة عن جاره الثاني أنه عدو مثلما يقول عني عدو!!!!!

 

هذا حال العرب  ( الجار الأول )  مع الدولة الفارسية الكسروية المجوسية المسماة إيران  ( الجار الثالث )  ...  فقد كانوا يظنون أنها إلى جانبهم بمواجهة اسرائيل  ( الجار الثاني )  وإذ بها بتحالف وعهد ووفاق واتفاق وشراكة وأخوة وصداقة حميمة وزواج و ... و ... و ...  مع اسرائيل ...  وإذ بينهما عروة وثقى أزلية قديمة صفة الموصوف بالقدم لن تنفصم إلى قيام الساعة أو حين يفنى أحدهم ...

 

تبا للمجوس ولهذه العقلية العفنة المنتنة، التي ازداد عليها العفن وفاحت منها الروائح الكريهة بطول الزمن الذي وضعوا فيه هذه العمامة المجوسية التي يتبرأ منها الدين الاسلامي كما يتبرأ الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام ...  فالعربي الحق لم ولن ينسى عداوة الصهاينة، ولن ينسى فلسطين وأهل فلسطين، وإن كان بعض من أهل فلسطين قد تخلوا عنها، إلا أن العربي الحق تبقى فلسطين في وجدانه وضميره حية باقية إلى أن تتحرر هذه الأرض بمدد من الله أول ...  ثم بمجيء حاكم صالح يكون على نهج السلف الصالح والقادة الكبار الذين نفتخر بهم ...

 

أما لماذا يدندن المجوس على تلك النغمة هذه الايام ...  أعني نغمة الحديث الدائم عنهم وترك الحديث عن الصهاينة ... 

 

السبب في ذلك هو أن قصص اجرامهم وصلت ألى أقصى عربي يعيش في أقصى بقعة من العالم ...  وكذبهم ودجلهم صار يعرفه حتى الفتى العربي أينما كان ...  يعني بالمختصر المفيد انفضحوا وبانت عوراتهم النجسة ...  وكم كان الشيخ ابوالمنتصر البلوشي صادقا حين قال من على منبر الجزيرة يوما ما أن العرب سيكتشفون متأخرين أنهم انخدعوا بإيران وبهذه الثورة الكاذبة التي ادعت الاسلام والاسلام منها بريء ...  وهذا ما حدث فعل ...  وإذا صح ما نقلته صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز من أقوال فحواها أن دولتين في المنطقة لا تستحقان الوجود هما إسرائيل وإيران ...  فإننا نكون بالفعل أمام تحول لافت في العقلية العربية ...  على أننا لا بد أن نسجل أمرا هاما، وهو أنه إذا كان ملك السعودية قد قال هذا الكلام في أيامنا هذه، فإن رجلا آخر قالها قبله بسنين طويلة، وهو الشهيد الامام صدام حسين، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء الأبرار ...  فالشهيد صدام رحمة الله عليه كان قارئا جيدا للتأريخ، بعكس البعض، الذي يحتاج لمن يكتب له إسمه، والشهيد قرأ تأريخ العراق جيدا، وقرأ تأريخ العرب والإسلام، وقرأ التأريخ ما قبل الإسلام، وخاصة التأريخ العراقي ...  وحفظ عن ظهر قلب، أن هناك تحالف مشترك بين عنصرين بشريين هما الفرس واليهود، فإذا كان هناك قوم أخبث من الفرس، فهم اليهود حتما، وإذا كان هناك قوم أخبث من اليهود فهم الفرس بلا شك ...  هل اتضحت المعادلة ؟؟

 

كذلك حدث أمرا هاما لافتا للنظر منذ أيام أمام السفارة السعودية في لندن ...  حيث ترأس المجرم الصفوي الخنزيري الخميني خاسر الخبيث، مظاهرة تشتم "آل سعود" لكلام بذيء وتتعرض لهم ولحكمهم بكلمات أخرى نابية، ويطالبهم بالتنحي عن خدمة الحرمين الشريفين لصالح من أسماهم بـ شيعة الإسلام ...  وأن يوم "الشيعة" قد حان وآن أوان قيادتهم للعالم "الإسلامي" الخالي من "الوهابية الإجرامية"!!!!! ...  فعسى أن يكون هذا نذيرا لآل سعود لأن ينتبهو ...  وأن يعوا خطأهم الفادح مع باقي دويلات الخليج حين فرطوا بعراق الشهيد صدام حسين الذي كان سياجهم المنيع ضد الدولة الصفوية الكسروية الخمينية المارقة!!!!

 

والتأريخ يقول إن العنصرين اتحدا على العرب قديما، ثم على الاسلام حين ظهرت الدعوة الاسلامية، والتأريخ يقول إن كل مصائب المسلمين منذ البداية وإلى يومنا هذا كان سببها الرئيسي ومحركها ومثيرها ومشعلها هم إما اليهود أو الفرس أو كليهما مع ...  لذلك لم تأت كلمة الشهيد صدام من فراغ ...  عنصرين بشريين ما كان ليجب أن يكونا على وجه الأرض، وهما الفرس واليهود ...

 

والله ...  ثم والله ...  ثم والله ...  لعلي لا أبالغ إن قلت إن هذه الجملة تستحق الدراسة في المدارس العربية منذ البداية وحتى موعد التخرج في الجامعة، لتكون مقرونة مع جملة قالها عم الشهيد رحمة الله عليه، وهو الخليفة الثاني، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، الذي قال: ليت بيننا وبين الفرس جبل من نار ...  على أن من يريد تفسير لماذا قال الخليفة بن الخطاب رضي الله عنه كلمة جبل ولم يقل وادي ...  فليرجع إلى الانترنت ويكتب على جوجل هذه الجملة ليقرأ العجب العجاب!!!!!! فيجب أن يقرن كل عربي هاتان الجملتان وهو يقرأ تاريخنا الحق، حتى يتيقن يقينا لا شك بعده أن الفرس واليهود صنوان متحالفان معاديان لا يفترقان، وكلما قويت شوكة اليهود في بلادنا كلما قويت من جانب آخر شوكة الفرس ...  وايامنا هذه خير شاهد على هذا الكلام ...

 

إذن ...  الآن ...  في هذه الأيام ...  نلاحظ كثرة الحديث فعلا عن الفرس وعداوتهم للعرب، ونلاحظ أن أكثر من فضائية عربية تتناول الحديث عنهم بكل صراحة، هذا ناهيك عن مئات مواقع الانترنت التي عرتهم وفضحتهم وكشفت الثوب المجوسي الكسروي المتبرقعين به، والذي ادعوا أنه ثوب الإسلام، وإذا به ثوب كسروى أنوشروان، وإذ بهذه العمامة ما هي إلا عمامة أبولؤلؤة المجوسي، "مرشد الخميني الروحي"  وعمامة إبن سبأ وإبن ملجم وشمر بن ذي الجوشن ...  وكل هذه الأسماء المجوسية المنكرة التي اندست في تاريخنا وبين صحابتن ...  فقتلت واغتالت ...  وحرفت الدين الاسلامي عن مفهومه، ودست به تعاليم الزرادشت والمجوس وعبدة النار ...  ثم شوهت تاريخنا المشرق ورجالاتنا العظام الذين نفتخر بهم ...  وايدت على مر التاريخ كل عدوان على العرب وكل احتلال للبلاد العربية من أي صوب كان، ثم راحت تشعل بذور الفتنة بين أبناء الدين الواحد ...  وهي الفتنة التي لازال أوارها إلى اليوم، ولن تنطفيء هذه الفتنة إلا بإخماد نار المجوس إلى الأبد ...  وهو يوم ليس ببعيد إن شاء الله ...

 

ثم إن هذه الأيام أيضا تشهد مناقشات واسعة حول الحرب التي قامت بيننا وبينهم ومن الذي كان بادئا بالعدوان ...  وجزى الله كل خير الشيخ الدكتور طه الدليمي الذي من على قناة صفا راح يبين بالتاريخ والوثائق أن الذي بدأ العدوان هم الفرس وليس العراق الذي بدأ الحرب عليهم ...  كما كان يحلوا للبعض أن يقول ...  على أنه لابد من تسجيل أمرا هاما، وهو مع تقديرنا لما يقوله الدكتور طه، فإنه إذا كان البعض قد انتبه الآن للحديث عن أيام العدوان الخميني المجوسي الكسروي وتحديد من الذي بدأ الحرب، فإن حزب البعث العربي بين هذا منذ بداية العدوان الخميني الكسروي على العراق، وبياناته وبيانات رجالاته كانت السباقة في تحديد مسؤولية من بدأ الحرب ...

 

كذلك الشيء بالشيء يذكر ...  إذا كان بعض العرب قد انتبه الآن وفي أيامنا هذه لخطر إيران والفرس، فإن حزب البعث بين خطر هذه الدولة على العرب منذ ما قبل الخميني ...  لكن العراق واحتراما للجيرة، ولأنه يتصرف من أصالته وأصالة أبناءه وقيادته كان يساير الوضع السائد في تلك الفترة ...  وكانت القيادة العراقية ما برحت تكرر أننا نتعامل مع جار وشقيق ...  فمدوا له اليد على هذا الأساس ...  لكن الفرس بطبعهم اللئيم ولخبثهم وسوء طويتهم وحقارة منبتهم عضوا اليد التي مدت لهم ...  وتنكروا لكل ما قدمه العراق ...

 

ايضا.. هذه الأيام تشهد وبشكل لافت للنظر هجوما وتطاولا صفويا كسرويا خمينيا حقيرا على رموز الإسلام الأوائل، من أبوبكر الصديق وابنته الطاهرة المطهرة، الصديقة ابنة الصديق، الكريمة ابنة الاكرمين عائشة، أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، إلى أصغر صحابي عاصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى رجالاتنا الكبار العظام الذين نفتخر بهم عبر التاريخ ...  وعلى سبيل المثال لا الحصر

خالد بن الوليد وهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي ...  رضي الله عنهم جميع ...

 

تطاول وشتائم وكلمات بذيئة  ( مثل الخميني )  ما عهدناها من قبل بهذا الشكل العلني ومن قبل معممين حقراء أنجاس سفلة ...  لاهم لهم إلا إرضاء الدولة الكسروية الخمينية الفاجرة ...  والطعن في رموزنا وصحابة رسولنا بشكل وقح ...  ولعل ما حدث في لندن في الأيام الماضية من قيام حشرة صفوية خمينية كسروية اسمها خاسر الخبيث بالتطاول على الطاهرة المطهرة والصديقة ابنة الصديق، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسلام الله عليه ...  لهو أبلغ دليل على أن الفرس الصفويين الخمينيين يعتبرون أن يومهم قد حان، وأن زمن السكوت قد ولى  ( حسب زعمهم المريض )  وأنه آن الأوان لأن تكون الكلمة لهم!!!!

 

أما هذا الكتاب ...  فهو يتحدث عن الثورة البائسة التي قام بها المقبور الدجال الخميني، وادعى أنها ثورة إسلامية جاءت لانقاذ المستضعفين والمساكين في الأرض من جور الظلم والطغيان ...  وإذ بها حركة خبيثة حقيرة تريد إعادة إحياء الدولة الساسانية الصفوية التي كانت حربا شعواء على الإسلام والمسلمين والعرب والعروبة على السواء ...  إذا بها ثورة مخادعة دجالة منافقة بنفاق صاحبه ...  إذا بها ذات مباديء هدامة تدعو لهدم الدين، وإشاعة الفوضى والإباحية والفجور والفسق والسرقات في المجتمعات العربية ولإسلامية ...  ألم يقل الشهيد صدام رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء عنها إنها فوضى وليست ثورة!!! كانت ولازالت وستبقى قمة في الفوضى والمهزلة ...  وحسرة على العرب الذين لا زالوا متحالفين مع الفرس ولازالوا هائمين حبا بالفرس وبدولتهم ...  ظانين أن الخير منها وفيها ومعه ...  ربما – أو على الأكيد – عليهم قراءة التاريخ جيد ...

 

إذن ...  سأقوم بعرض هذا الكتاب كالعادة ...  مع التعليق عليه حيث يتوجب ...  وكذلك تلوين الفقرات المهمة التي ربما لن يلتفت نظر القاريء العربي إليها بسبب المشاغل – وربما المشاكل – على أنني قرأته أكثر من مرة ...  وعرضته على من هو أفضل مني في اللغة العربية والنحو، فقام مشكورا بتصحيح بعض الكلمات التي ربما وقعت خطأ أثناء الطباعة ...

 

يقول الدكتور موسى الموسوي في مقدمة كتابه :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي*
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي )

 ( طه:25-28 )

 

الإهداء

يا رسول الله يا نبي الرحمة، لقد تضافرت الفئة الضالة المضلة الحاكمة باسمك على رقاب المسلمين في تشويه رسالتك ونقاء صورتك، فصورت شريعتك السمحة السهلاء الرحماء، شريعة القتل والتعذيب والدمار والفناء ...  وبذلت هذه العصابة كل ما أوتيت من جهد وقوة وسلطان ومكر ودهاء لأن تتخذ من اسمك العظيم ورسالتك التي كانت للناس نورا وكرامة ومزيدا، ذريعة لظلم العباد وخراب البلاد فجلس كبيرهم الذي علمهم السحر على صرح من الجماجم البشرية باسم الإسلام وحوله تجري انهار من الدماء والدموع ...  لقد قتلوا العباد المخلصين باسم الله، وعذبوا خاصة الأولياء باسم الله، وسلبوا ونهبوا أموال المؤمنين باسم الله، واقترفوا كل جرم وجريرة ومنكر وفساد باسم الله، ولو أن يا رسول الله ويا إمام الهدى قدر لهذه العصابة النجاح والتوفيق في مآربها فلن يعبد الله في تلك الأرض، ولن يذكر فيها اسمك، فها أنا قد نهضت لكي أردهم على أعقابهم واكشف سرهم وافضح أمرهم واجعلهم شذرا مذرا واستمد من الله الحول والقوة والعون والتوفيق والنجاح المكلل بالنصر المبين ...

 

واليك يا رسول الله اهدي ما خطته يميني في هذه الصحائف، عسى أن يكون فيها رضا الله ورضاك وتنفعني في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

المقدمة

لأول مرة يحدث مثل هذا الانحدار الخطير في تاريخ الإسلام، حيث تقوم شرذمة باسم الدين لتملأ العالم فسادا ونكرا وشرا لم يحدث له نظير من قبل ولا من بعد ...  وان اخطر ما يكمن في هذا الفساد والشر هو أن هذه العصابة حاولت بكل ما أوتيت من قوة وسلطان أن تقلب الموازين الثابتة للأخلاق وتغير الحدود الرصينة بين الخير والشر وبين المدنية والهمجية، ولتقضي على كل ما سجلته العصور السالفة من الصور الرائعة للفداء والتضحية في سبيل الحرية وكرامة الإنسان، ولتشوه كل ما أعطته الشرائع السماوية للبشرية من خير وسعادة ولتمحو كل ما أملته المثل الأخلاقية في سجل الأخلاق، ولتضرب بعرض الحائط كل ما أملته العقول النيرة من دليل وبرهان.

 

إن هذه العصابة إذا قدر لها التوفيق في مساعيها الهدامة لكل موازين المنطق والعقل والأخلاق فإنها ستكون الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ليست على الإسلام فحسب بل على البشرية وفي كل زمان ومكان ...  فلا ولم يحدث من قبل أن ارتكبت أبشع صور الإجرام في حق الإنسان باسم الأخلاق وباسم الدين كما ارتكبه طغاة إيران، فلا ولم يحدث من قبل أن ارتكب القتل السياسي والتصفية الجسدية بحق شعب آمنٍ.

 

فباسم الواجب الديني ...  ...   ( ظهر المفسدون في الأرض )

وارتكب التعذيب بأبشع صوره باسم ... ..  ( التعزير الشرعي )

وارتكبت السرقة ونهب الأموال باسم ... .  ( حماية المستضعفين )

وارتكب خنق الحريات وخمد الأصوات في الحناجر باسم ...   ( مصالح الأمة )

وارتكب التجسس باسم ...  ...   ( حماية مكاسب الإسلام )

وارتكبت الفوضى والشر وهتك الأعراض باسم ...   ( مكاسب الثورة الإسلامية )

وارتكب التعاون مع الأجانب كعملاء وحلفاء باسم ...   ( أصدقاء الثورة الإسلامية )

 

وهكذ ...  نرى أن الحدود الفاصلة بين الأخلاق الفاضلة والرديئة قد انقلبت رأسا على عقب فأصبح الشر خيرا والقتل حياةً والظلم إحسانا وأبشع صور الحكم في تاريخ الإنسان نموذجا لمدينة فاضلة طالما دعا إليها أفلاطون والفارابي.

 

إن هذا الغزو الفكري البغيض إلى الله والى رسوله إذا نجح في تسخيره لعقول السذج من أبناء البشر ستكون نتائجه اشد وأنكى من أي غزو همجي شهدته الإنسانية في تاريخها الطويل ...  فكيف وقد تصبح الحالة هي أن الظالم ينظر إلى عمله وكأنه حق طبيعي وهبه الله إليه يستخدمه أنى ومتى شاء ويرضخ المظلوم لهذا الحق برغبة ولهفة لان الله قد كتب له أن يرضخ لمثل هذا الحق ولو كان عليه؟؟ إذن إنها صورة حية لمجتمع الغاب ...  يأكل القوي فيه الضعيف بلا خوف ولا وجل ويستسلم الضعيف للقوي بلا قيل ولا قال ...   (  (  اقرأوا تلك الفقرة مرة ثانية ...  وأخص بالذكر أخواننا في النجف وكربلاء ...  )  )  ...

 

إننا نستعرض في هذا التأليف أسرارا وحقائق وكشفا لهذه الهمجية البربرية التي أعقبت ثورة شعبية عارمة في تاريخنا المعاصر ...  نجحت بعد طول عناء وجهد وبذل تضحيات لتهزم هزيمة منكرة منذ الساعات الأولى من نجاحها.

 

إنها قصة إيران الثورة منذ بدايتها حتى نهايته ...  وان شئت قل إنها قصة شعب قدر له البؤس والشقاء في ظل التيجان والعمائم على السواء ...

 

إنها قصة الإسلام ومحنته العظيمة ...  سنقصها على الناس كافة لتكون ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

يتبع  ...

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الاثنين١٨ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة