شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف يمكن للشيء الجيد ان يتحول الى سيء ؟, كيف يمكن للمظلوم اذا رفض الظلم الموجه اليه ورموزه ان يتحول ظلمه الى ظلم اكبر , وهل يمكن لمنتصري حقوق الشعب العربي ان يخدموا اعدائهم ؟! وهل يمكن لحركة تحرر الشعوب ان تنقلب لتكون نقمة عليها ؟!.


من منطلق كل شي زاد عن حده انقلب ضده اذا كانت طريقة الزيادة هذه تتم باسلوب الفوضى العارمة والغير مدروسة والعفوية التي لا تجد من يحتضنها ويوجهها نحو بر الامان ..


ولايختلف اثنان من ان غالبية الحكام العرب هم اما عملاء للدول الاجنبية التي نصبتهم او ضعيفي الارادة لا يملكون غير التوسل بالاستعمار ! وتقديم التنازل تلو التنازل .. بمعنى اخر عبيد للاجنبي اسود على ابناء جلدتهم ., او ممن يحاولون ان يفعلوا شيئا لكن يتغلب عليهم حب السلطة والابدية ! .. وعليه فان أي تغيير او ازاحة تتم فلا بد وان تخدم الشعب وترفع عن كاهله الظلم والقهر والاستعباد ,, ولما كان هذا مفهومنا , فما الذي يقلق مضجعنا من ولادة ظاهرة الانتفاضات وانتشارها وتوسعها من تونس لمصر الى بقية الاقطارالعربية الاخرى .؟ .. تعالوا معي نتخيل الاحداث بالصورة التالية :


انتقال المظاهرات من قطر عربي لاخر لتتحول الى مظاهرات دامية وقد تنقلب فيها الانظمة او يهرب قادتها كما حدث مع تونس أوالانقلاب السياسي على الحكومة الشرعية اللبنانية وغلبة قوة السلاح في التاثير بالاحداث , كل ذلك يعني ان المنطقة تقف فوق بركان هائج قد يطيح الاول بالاخر , ولما كانت مثل تلك المظاهرات ذات طابع عفوي لا حاضن سياسي لها فانها قد تاخذ شكل الفوضى الدموي و التخريب كما يحدث في القاهرة الان وكأني أرى الغوغاء الصدريين قد انتقلوا من بغداد الى القاهرة وهم يمارسون السرقات والنهب واحراق المباني الحكومية , و من الطبيعي ان تشتد ردود الفعل بين الاجهزة الامنية للرجل المريض التي اصبح يخشى على نفسه وبين بعض الغوغاء اللصوص والمخربين الا ان ذلك سيصيب المتظاهرين الاخرين السلميين نتيجة خلط الامور .


اذن حالة عدم الاستقرار ستاخذ الاقطار العربية الى متاهات جديدة من البعد عن الواقع المرير في مجابهة الصهيونية العالمية والاحتلال الامريكي والايراني للعراق , ولذلك نرى ان الدول الاستعمارية تشجع رغم عدم علمها بما جرى وبدون تخطيط منها لكنها هي الاخرى تحاول ان تحتضن الاحتجاجات العارمة لكي تطفو على السطح حكومة اخرى عميلة او مأتمرة بها اوان تنقل الاستقرار السياسي الى تصارع دموي بين الفصائل والاحزاب السياسية ومن خلال تشويه صورة الاحزاب المشاركة في التظاهرات والاحتجاجات التي لا يخدم انتقالها للسلطة اهداف العدو فتنشغل عن قضية الامة العربية المصيرية التي هي بالاساس اصابها الكهل لتموت نتيجة تحول الاهداف الانية الى التدفقات السياسية المتلاطمة فيما بينها وتأجيل النظر لما يخالف ذلك . جل ما نخشاه هو زيادة المساعي الراكضة وراء السلطة لاجل التغيير وما دام حسب علمنا ما يجري يفتقد للوحدة السياسية او انه يجري من غير وجود جبهة تلتقي فيها القوى السياسية لتقود البلاد نحو بر الامان وتتجنب الفراغ الذي سيحدث نتيجة الهروب الجماعي الذي قد يحدث .. قراءة سريعة لكتاب عميل الموساد السابق فكتور اوستروفسكي (الموساد في الداخل ) يبين سعي الموساد الاسرائيلي على تحقيق الهدف الرئيسي في الحرب النفسية التي تخوضها اسرائيل اللقيطة ضد العرب خلاصته تكريس الشعور بالهزيمة في نفوس الشعب العربي ,وهذا ما نخشاه فيما لو تحولت الاحتجاجات الى خراب وتحولت المظاهرات الى مصادمات تنتقل من بينها وبين السلطة القديمة الى بينها وبين القوى السياسية الاخرى الساعية للتغيير فيحصل الدمار والخراب وكأن حال لسان الشعب يقول ( جيتك يا عبد المعين تعينني , لكيتك يا عبد المعين تتعان ! ) وثم تحدث الصدمة الكبرى لدى الشعب ويرفض التغيير ويتحولوا الى اغنام تسوقها الايادي الخفية للموساد والصدريين وكل الغوغاء المصلحيين المندسين بين العرب .

 

مالحل اذن ؟
الحلول عديدة ومطروحة من قبل كتاب ومفكرين كثيرين لا نريد ان نعيدها ولكن نذكر اهمها, الا وهي ان تلجأ الاحزاب والتيارات السياسية فورا الى الاجتماع مع جميع القيادات السياسية في الدول العربية المرشحة للتغيير بانشاء جبهة ديمقراطية ذات اهداف محدودة تنقذ البلاد من حالات الخنوع والظلم التي تعيشها وتنتقل بها الى مرحلة التغيير السلمي الصحي .

 

 

 





الجمعة٢٤ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة