شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذا اليوم من عام 2003 شن الغزاة و شذاذ الأفاق تقودهم الولايات المتحدة الأمريكية وهي وكر الشر والإرهاب هجوما همجيا وحشيا على حاضرة العرب و المسلمين بغداد الحبيبة و كل أرض العراق لينتهي هذا الهجوم باحتلاله و بدء مرحلة في التهديم و الحرق و القتل حتى ينتهي الأمر بالعراق إلى ما نحن عليه ألان من خراب و دمار و تسلط أشخاص على مقاليد السلطة ينفذون أجندات خارجية على حساب مصلحة العراق العظيم بالوقت الذي صمدت فيه المقاومة العراقية لتجبر هذه القوة المتجبرة بالانسحاب و الهزيمة من ارض الرافدين وهي تلعق جراحها التي سوف لا تندمل إلا بعد عقود طويلة .


و اليوم يشن نفس التحالف الهمجي و بقيادة وكر الشر و الرذيلة الولايات المتحدة الأمريكية هجوما على بلد عربي آخر وهو ليبيا و بنفس الحجج الواهية التي ساقها المعتدون قبل احتلال العراق هو لخلاص الشعب الليبي من حكومته دفاعا عن حقوق الإنسان كما يدعون .. و أنما لدى الغزاة أسباب أخرى يخفوها وراء هذا الادعاء وهو تفتيت الجهد العربي المعارض للسياسة الصهيونية في منطقتنا العربية و حقدهم على إسلامنا الحنيف و أضعاف جبهته و إخراجه من دائرة الصراع العربي الصهيوني ليضمن أمن و سلامة الكيان الصهيوني ، و هذا ما ظهر واضحا على الوضع الذي يعيشه العراق اليوم حيث لا يرف جفن لهذه الدول المدعية بالدفاع عن حقوق الإنسان بما يجري في العراق من قمع و اضطهاد و قتل و تهجير و تدمير و سرقة الثروات و بالتعاون مع قوى إقليمية غاشمة و ما يعانيه شعبنا في العراق من قمع للحريات مثلما نشاهد هذه الأيام من قمع للتظاهرات و اعتقال و بطش للمتظاهرين الذين يخرجون في كافة مدن العراق للمطالبة بأبسط الحقوق المحرومين منها مثل الماء و الكهرباء و فرص للعمل وراح ضحية هذا القمع العشرات من الشهداء و مئات من الجرحى و الآلاف من المعتقلين في سجون الحكومة العراقية و قواتها المسلحة .


ففي الوقت الذي أحترم فيه أرادة شعبنا في ليبيا العزيزة في اختيار الحكم الذي يريدون ، فأنني أدعو إلى استخدام لغة الحوار بدلا من السلاح في حل المشاكل الداخلية بين أبناء الشعب الواحد و نبذ العنف بكافة أشكاله و أرفض رفضا قاطعا التدخل في الشأن الليبي و تعرضه إلى أي اعتداء و من أي جهة كانت و لأي سبب كان يمس السيادة الليبية و يسفك دماء أبناء ليبيا بكافة فئاتهم .


و أني لعلى ثقة بأن جماهيرنا العربية سوف لا تعترف بما أقدمت عليه الجامعة العربية و أمينها العام عمر موسى بإعطاء الضؤ الأخضر لدول العدوان بتنفيذ جريمتها وبقرار الجامعة هذا فأنها فقدت شرعية وجودها أو تمثيلها للشعب العربي فهي سوف لن تقف هذه الجماهير مكتوفة الأيدي من هذا العدوان الذي سوف لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء و استباحة سيادة دولة عربية مستقلة


وسوف تعلن وقوفها و تضامنها إلى جانب شعبنا العربي في ليبيا و استنكار جريمة قتل و سحق هذا البلد العربي و الإسلامي و وقف نزيف الدم و الدعوة إلى وقف هذا العدوان فورا و انسحاب كافة القوات العسكرية من ارض ليبيا و سمائها و ترك الشعب الليبي يعالج مشاكله الداخلية بالشكل الذي يضمن أمن و سلامة البلد و يعيش بأمن و سلام و استقرار ليبيا و المنطقة و العالم و سوف لن تمر هذه الجريمة كما مرت جريمة احتلال العراق و تدميره .

 

 





السبت١٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة