شبكة ذي قار
عـاجـل










إذ تعمقنا قليلا ً في العقلية الفارسية و بنيتها و تاريخ نشوءها نجد اشكالية حقيقية في نمط التفكير و اساليب التنفيذ للفرس في كافة المستويات من شرائح المجتمع الفارسي من افراد و مثقفين و سياسيين و رجالات دين، و ذلك لكثرة التغلبات الفكرية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في الوسط الفارسي بسبب الإيديولوجيات الدينية و الفكرية المتنوعة للحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في جغرافية إيران الحالية.


فالمتابع الجيد للوضع الإيراني و خاصة في التاريخ و الأدب يجد كثرة المغالطات في الطرح و النتيجة، مما أشبع هذا الأسلوب التاريخ و الأدب الفارسي الكثير من القصص الواهية و الكاذبة و البعيدة كل البعد عن الصدق و المنطق، بالإضافة للعنصرية الذي امتاز بها الفارسي، هذه الاشكالية شكلت اساس البنية الفكرية الفارسية.
هذا النوع من التفكير الأعوج المبني على افضلية العرق الفارسي و المستمد من الحالة الإستعلائية يرى من حقه مشاركة الشعوب في حياتهم و مستقبلهم، و المثير للاستغراب بعد، مطالبة المجتمع الدولي أن يأخذ بنصايح الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشكلية الحالية في رسم السياسات الخارجية للدول و كذلك الأمن و السلم العالميين و تأكيدها على أن تراعي الدول حقوق شعوبها في التعبير و العيش الكريم.


إذا ًهكذا تطالب إيران و تدعي السمو، لكن العجيب في الأمر، أن الشباب الإيراني إناث و رجال تم اغتصابهم من قبل حراس الثورة في سجن كهريزك في العاصمة طهران لأنهم احتجوا على تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2009 !!؟


المواطن العربي في الحقيقة في حيرة من أمره في ما يخص تعاطي الجمهورية الإسلامية الإيرانية للملفات العربية و خاصة في لبنان و العراق و الخليج العربي، بحيث بات جليا ً و واضحا ً التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية و هذا التدخل السافر كان دائما ً سلبيا ً و مضر بمصالح الدول العربية و شعوبها، و مع الأسف الشديد البعض يرى من حق إيران أن تدافع عن أمنها القومي داخل الأراضي العربية، ضاربين بعرض الحاط سيادة بلدانهم من أجل التومان الإيراني و هم كثر!!!


و بفضل بوابة دمشق و حزب نصرالله و المجلس الاعلى الإسلامي و أخيرا ً جمهورية حماس المشعلية و الأهم من هذا كله الأستبداد و الظلم و الجوع من جانب الأنظمة العربية و مخابراتها العفنة، استطاعت إيران أن تستعمر الكثير من العقول العربية من مثقفين و كتاب و صحفيين و أساتذة جامعات و كذلك أحزاب و فضائيات عربية و قوى إسلامية كأخوان المسلمين و بعض صناع القرار في البلدان العربية، و لا ننسى اصحاب النفوس الرخيصة و تأجيرهم لصالحها، لذلك نرى التطاول و التدخل الإيراني في كل الاقطار العربية بدون استثناء.


و من أهم السياسات المتّبعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري (سباه باسداران) التركيز على الجانب الإعلامي و خاصة المرئي منه، بحيث بات مسيطرا ً على الساحة العربية و بواسطة ابناء العرب خاصة من سورية و لبنان، و المستغرب يتم توظيف الشيعة منهم فقط!!؟ و هذا الاختراق بين أبناءنا خطير جدا ً لأنهم يخاطبون الشعب العربي عبر أبنائهم، و ذلك لعدم وجود سياسة إعلامية مبرمجة للعرب هادفة ترتقي و تطلعات المواطن العربي الراقي.


علما ً هناك أوراق و بؤر توتر كثيرة في ما تسمى إيران الحالية ممكن للعرب أن يستغلوها لصالحهم و لسبيل المثال توجد أكثر من 35 قناة فضائية تابعة لفيلق القدس منتشرة في البلدان العربية تستهدف النسيج الاجتماعي العربي، لكن و في المقابل لا توجد قناة فضائية واحدة موجهة ضد الجمهورية الإسلامية تدار من قبل ابناء الشعوب المضطهدة في إيران الحالية و منهم عرب الأحواز و هم من أصل العرب، ك بني طي و بني كعب و الخسرج و غيرهم من القبائل العربية الأصيلة، و تعتبر قضية الشعوب الغير الفارسية أهم ضعف تعاني منه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحيث هذه الشعوب تشكل 70 في المئة من جغرافية ما تسمى إيران الحالية، إذ استغل هذا الضعف بشكل صحيح سوف تختفي المطامع الفارسية كليا ً في الخليج العربي و في المسقبل القريب.


و في ذروة الأحداث و صدى الثورة و التغيير في عالمنا العربي تتالت تصريحات الساسة الإيرانيين عن مملكة البحرين من أعلى هرم السلطة المتمثلة بالمرشد خامنه اي إلى أدنى مسؤول في السلطة السياسية من رئيس الجمهورية و البرلمان و كذلك رجالات الدين و الحوزة و البازار أيضا ً الكل و كأن البحرين محافظة إيرانية، و على ضوء التدخل السافر الإيراني القديم و الجديد في مملكة البحرين المسالمة و الذي تجلى بالرفض العربي القاطع من قبل البحرينيين عام 1971 ميلادي لازالت المطامع الفارسية قائمة، لكن رغم هذا لم يرتق الرد العربي الرسمي إلى المستوى المطلوب لردع هذه المطامع عن مملكة البحرين و أهلها.



Jamal.obeidi@yahoo.com

 

 





الخميس١٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جمال عبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة