شبكة ذي قار
عـاجـل










(( ... إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاة   فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر ... ))

 

 

أثبتت تجارب الشعوب أن الانتصار دوما حليف المقاومة الشعبية التي تسعى لتحرير أوطانها من دنس الاستعمار و نير الاحتلال و تخليص شعوبها من كل أشكال الظلم و الاستغلال لتحيا شعوبها بحرية و كرامة في وطن ينعم بالأمن و الأمان طال الزمن أم قصر. والحاضنة الشعبية تعتبرشرط أساسي لبقاء وديمومة حركات المقاومة الوطنية ، وتكاد هذه التجارب تتفق رغم خصوصية كل تجربة منها على مسلمة واحدة تتلخص في تلك المعادلة والعلاقة الطردية ما بين تصاعد المقاومة من جهة وبين سلامة نسيجها الشعبي من جهة أخرى, ويصف ماو تسي تونغ القائد الصيني ، العلاقة بين الشعب والمقاومة بـ (( إن رجال المقاومة هم كالأسماك والبحر الذي يتكاثرون فيه هو الشعب ، وبدون البحر لا تستطيع هذه الأسماك أن تسبح )) .

 

فالمقاومة لايمكن ان تعمل دون حاضنة شعبية وإسناد وتمويل وكلما اتسعت دائرة الحاضنة والإسناد والتمويل كلما استطاعت المقاومة ان تصل الى المستوى المطلوب من التكاملية المنشودة الذي يؤهلها للنصر وتحقيق الأهداف ،وعادة ما تبدأ المقاومة بالحاضنة المحلية المحيطة ثم توسع دائرتها تدريجيا بحجم الانتصارات التي تحققها وتكسبها شعبية. و يتوقف انتصار المقاومة إلي حد بعيد علي مدى علاقتها بالجماهير و مدى قدرتها على توحيدها حول قضية ما أو هدف معين فتكتسب المقاومة صفة النضال الشعبي فتكون هذه القضية هي قضية الجماهير و يكون تحقيق الهدف هو انتصار للجماهير وبهذا ستكون الجماهير حاضنة و حامية للمقاومة وعكس ذلك ستجد المقاومة نفسها معزولة عن الجماهير و بالتالي ستفقد خط الدفاع الأول اللازم لاستمراريتها و مواصلتها لتحقيق أهدافها .وهنا اذكر مقولة لشهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله عندما قال ((... لو اطبق الجناحان لما بقى الاحتلال يوما واحدا في العراق...)), في اشارة للشهيد الحي الى وحدة جناحي الشعب العراقي .

 

الحاضنة الشعبية تعتبر شرط أساسي لبقاء وديمومة حركات المقاومة الوطنية ، وتكاد هذه التجارب تتفق رغم تمايز كل تجربة منها على مسلمة واحدة تتلخص في تلك المعادلة والعلاقة الطردية ما بين تصاعد المقاومة من جهة وبين سلامة نسيجها الشعبي من جهة أخرى , و العلاقة بين قوى المقاومة و النضال وبين الجماهير علاقة جدلية فكلما كانت المقاومة قريبة من الجماهير و معبرة عن مصالحها و أهدافها نظريا و عمليا احتضنتها الجماهير و دافعت عنها وقدمت لها الحماية و ضحت من اجلها لأنها تعبر عنها و عن مصالحها. كما ان الصراع بين قوى المقاومة الوطنية و خصومها هو صراع بين الجماهير و أعداءها وهو صراع بين الحق و الباطل و بين الخير والشر. و حسم الصراع يتوقف إلى حد بعيد على موقف الجماهير وليس على الإمكانيات المادية التي يملكها كل طرف فكلما كانت الجماهير ملتصقة بالمقاومة كان النصر حليفها لان الجماهير مصدر الإمكانيات المعنوية التي تعتبر الأهم لان صراع المقاومة الوطنية مع أعداءها من احتلال و استعمار هو صراع إرادة و تصميم فالهزيمة العسكرية سجال أما الهزيمة المعنوية فهي كارثية تحتاج لفترات زمنية طويلة للتخلص من تبعاتها. فقوى المقاومة تدرك إنها لا تستطيع حسم الصراع في معركة واحدة فامكانات الاحتلال المادية تفوق إمكانات المقاومة وإلا لم يكن الاحتلال قد حصل أصلا؛ فحركات المقاومة تهدف إلى رفع كلفة الاحتلال و مراكمة الانتصارات الميدانية البسيطة ممهدة بذلك للانتصار النوعي الذي يخلص الوطن من الاحتلال محافظة في كل المراحل علي علاقتها الايجابية مع الجماهير الحاضنة للمقاومة.ولهذا تحاول قوى الشر و الاحتلال على اللعب على وتر العلاقة بين الجماهير وإبعادها عن المقاومة فالاحتلال باعتباره رمزا لأعداء الشعوب يحاول تحييد الجماهير و إبعادها عن المقاومة بل خلق واقع تشعر فيه الجماهير إن مصالحها تتعارض مع المقاومة وأنها أصبحت عبئا عليها؛ وهذه اخطر الأساليب التي يمارسها أعداء المقاومة للاستفراد بها للنيل منها والقضاء عليها.

 

من هنا تكمن أهمية هذه العلاقة في معادلة توازن القوى ما بين المقاومة والاحتلال فيمن يرجح كفة الشعب لصالحه ، فالشعب هو العنصر الحاسم في هذا الميزان ، والشعب كحاضنة للمقاومة سلاح ذو حدين لا يمكن تركه ، لذا نرى كل من طرفي الصراع يجتهد في إعداد إستراتيجية خاصة لضمان كسب هذا العامل ، أو على الأقل تحييده وربما إخراجه من معادلة القوة ، ويسعى أي احتلال فور إنجازه الصفحة العسكرية مباشرة ليقوم بإنجاز الصفحة الاجتماعية بغية ضمان فك الحصار والعزلة التي تواجهها قواته بعد دخولها البلاد عنوة ، فيحاول النفاذ من أية ثغرات عرقية أو طائفية أو عقد تاريخية لتفجير النسيج الاجتماعي من الداخل وتأليب السكان على بعضهم البعض بزرع الشكوك والمخاوف أو تعظيمها ، أو من خلال تقديم وعود زائفة بالاستقلال الذاتي والحرية , الهدف من ذلك جمع أكبر عدد من الأنصار الموالين وتشكيل وحدات خفيفة وذلك لتحويل طبيعة الصراع إلى نمط الحرب الأهلية التي تحقق له فك العزلة عنه وتتيح له قدر أكبر من هامش المناورة والسيطرة وتخفيف الكلفة

 

بالمقابل لا توجد حركة مقاومة إلا وتعي بالتجربة خطورة الحاضنة الشعبية ، ففي كل الأحوال تنبثق هذه المقاومة من رحم إرادة الشعوب, كما ان الفكر المقاوم لا يمكن أن ينبت أو يتجذر إلا في مناخ يتقبله وبيئة مؤاتية وليست مجافية له, ولكي تنطلق أية مقاومة وتضمن ديمومتها ومطاولتها ، ينبغي التأكد من أن الشعب بات يراها ضرورة وحاجة لحل معاناته ووضع نهاية لمأساته, فالمقاومة عندما تنتصر في مكان ما ذلك يعني أن الشعب هو من انتصر وليس المقاومة ككيان مجتزأ ، فهي جزء من هذا الشعب وهي إرادته الحية وليس العكس .ولم يسبق في تاريخ البشرية ان مقاومة ما ، ناجحة ومنتصرة ، أن خسرت وفقدت حاضنتها بالكامل ، لان انتصار الشعوب على الاحتلال هي حتمية تاريخية مهما طال الزمان ، سواء طال عمر الاحتلال ام قصر وذلك يعتمد بالتأكيد على عدة عناصر مترابطة تشكل بمجملها جوهر مفهوم الصراع الذي يمكن تلخيصه بعبارة واحدة وهي صراع وتنازع الإرادات ما بين الشعوب وقواها الحية من جهة وبين الاحتلال وعدوانيته وحلفائه من جهة أخرى

 

قد ينجح الاحتلال في مراحل معينة من عمره, وقد يطول عمر الاحتلال لكن في النهاية لابد للمقاومة ان تنتصر, وبالتاكيد يلجا الاحتلال الى اتخاذ خطوات تحد من خطورة المقامة او يحاول ان يعمل ما بأستطاعته لشل حركة المقاومة, من خلال قطع الرابط او الصلة او التواصل ما بين فصائل المقاومة وملا بين رافدها وهو الشعب,وخير مثال على ذلك ما قام به الفرنسيون في احتلالهم لفيتنام عندما قسموا البلاد إلى ثلاث مقاطعات ، أو كما حصل لاحقا عندما قسم الاحتلال الأمريكي فيتنام إلى دولتين وتحريض سكان الجبال بعد أن خدعهم بوعود الاستقلال ، ضد سكان السهول ، ودأبوا على إثارة الشقاق بين الجماعات القبلية وحتى بين القبائل نفسها ، وهكذا تقاتل البوذيون ضد الكاثوليك ، ولم يكتفي الفرنسيون بذلك بل قاموا بإنشاء ثلاث طوائف جديدة في المجتمع ، تناوئ الطوائف الموجودة أصلا ، وتشجيع ومساعدة كل طائفة على تشكيل جيش خاص بها .نفس التكتيك أستخدم في الجزائر حيث قام الفرنسيون بتقسيم البلاد إلى كانتونات ، وإثارة البربر ضد بقية السكان .

 

في العراق حاول الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي منذ السنوات الأولى من عمره ، تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني وتقسيم البلاد على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية إلى ثلاث مناطق ، وتحفيز طوائف وأعراق جديدة للظهور تعميقا للانقسام والتناحر ، و زراعة المخاوف وإيقاع الشكوك بين شرائح المجتمع العراقي ، فأصبح أبناء كل مدينة أو محافظة لا يكترثون ولا يعرفون ما يجري في المدن أو المحافظات الأخرى, ونجح الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي من تحييد شريحة كبيرة ومهمة من مكونات الشعب العراقي وذلك عندما تمكن من ضم الحوزة الدينية في النجف الاشرف وبمساعدة آيات الله من الفرس والتابعين الى ايران الصفوية من اصدار فتاوى تحرم قتال قوات الاحتلال, بل تم اصدار فتاوى للسير في مشاريع الاحتلال وانجاحها , وزرع الروح الطائفية ونشر بذور الشقاق التي ((كان النظام الشرعي الوطني قبل الاحتلال قد تمكن من ازالتها وتقليص الفجوات بين أبناء الشعب الواحد وربط الشمال بالجنوب والوسط ، عبر فعاليات مدروسة ذات طابع اجتماعي ووطني)) ، فقد نجح الاحتلال في تجنيد قوات حكومية ومحلية موالية ومتحالفة معه ، وبمساعدة خونة العراق متمثلين بالعصابات البرزانية والطالبانية وميليشيا فرق بدر الايرانية وحزب الدعوى العميل وكذلك الاخوان المسلمون متمثلين بالحزب الاسلامي العميل وكثير من احزاب اخرى نبتت في ظل الاحتلال وقد لمسنا ومازلنا نلمس بان الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي الهمجي يقوم بالقتل والحصار و الدمار لكل مكونات الشعب العراقي في كافة مدنه و قراه وما يتعرض له شعبنا من تصفية و اغتيال و قتل و اعتقال و تجريف و دمار و نهب للأرض و الاستيطان و تهجير للسكان وتشريدهم و هدم للبيوت و تفجير اماكن العبادة سواء كانت المساجد او الكنائس و الاستمرار في بناء جدران الفصل الطائفي في مدينة بغداد لعزل المناطق السكنية طائفيا وكل ذلك لتضييق الخناق على الجماهير وضرب مصالحهم  ولسان حال الاحتلال يقول هذا ثمن رضاكم و دعمكم للمقاومة و ذلك بهدف شرخ العلاقة بين المقاومة و الجماهير وإيهام الجماهير بان المقاومة عبء عليها ولولا المقاومة لكانت الأمور تسير على ما يرام و لم تتعرض مصالحها للخطر.

 

هنا يبدأ دور المثقف والسياسي والوطني الغيور على وطنه وعلى شعبه وعلى المقاومة العراقية , في نشر ثقافة المقاومة بين اطياف الشعب كله, وبأن الشعب كله هو الحاضنة لشخصيات وافراد المقاومة فهم المرحب بهم في كل مكان وان بيوت المواطنين ملجأ للمقاومين يتقاسمون معهم لقمة الخبز وذلك دعما لهم بما في ذلك الخدمات الاجتماعية بين افراد الشعب من نشر المحبة والالفة ومساعدة الفقراء والنيل من كل من يكون له دور في ايذاء افراد المجتمع او السيطره علي قوته من خلال جشع واحتكار بعض تجار السوق للمواد الغذائيه والحياتية, ونشر الدور التعبوي للمقاومة في أوساط الجماهير لتعزيز صمودها ماديا و معنويا وتعزيز إيمانها بقضيتها و الثقة بعدالتها وتغليب العام على الخاص و التأكيد دوما علي أن التناقض الرئيسي مع الاحتلال الذي يغتصب أرضها و يستغل ثرواتها و يحرمها من حقوقها و زرع الثقة لدى الجماهير بأن المقاومة بمثابة بندقية في الجماهير لحمايتها والدفاع عنها و انتزاع حقوقها وتحقيق أهدافها في العيش بحرية وكرامة. وبذلك يتحقق التلاحم بين قوي المقاومة والجماهير وتسود ثقافة المقاومة لتتحول بفعل لمقاومة شعبية تسخر فيها كل الطاقات والإمكانيات ملتفة حول هدف ومصير واحد مقدمة عطاء لا محدود لتحقيق الانتصار.

 

كي يتحقق النصر النهائي للمقاومة العراقية يجب ان تتوفر لهذا النصر مقومات مادية ومعنوية ظاهرة يقدرها ويلمسها البشر وأخرى باطنة غائبة او غيبية تتعلق بالقناعات العقائدية التي لا يمكن تقديرها لأنها ترتبط بالخالق عز وجل إذا قد يحدث النصر رغم قصور المقومات الظاهرة ، الا انه وفي حالات استثنائية تبدأ المقاومة بحاضنة واسعة جدا يلتف حولها المحلي والإقليمي والعالمي عندما ينتسب لها وتدعمها أطراف بعيدة في أقاصي الأرض الا انها سرعان ما تضمحل هذه الحاضنة وتخبو هذه المقاومة، وتصبح سرابا تذره الرياح لتتمحور حول أعضائها الذي يتقاضون مخصصات منها، وهناك مثال حي على ذلك المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي بدأت بحاضنة محلية وعربية وإسلامية بل وعالمية عندما كان ينتسب لها ويدعمها مناضلون من اليابان وأوروبا وأمريكا ولكنها فشلت ان تبقي هذا الزخم وتوسعه بل وسرعان ما تراجع واضمحل على ضوء وأعتاب حروبها الدامية الداخلية بين فصائلها، وبينها وبين الأنظمة الرسمية ليصل بها الأمر إلى تطلعها للكراسي ومقاتلة من يدعمها ويحتضنها حتى اختارت بنفسها أخيرا ان تكون منظمة فلسطينية على منهجية اوسلو والمفاوضات الى ان وصلت الى ما وصلت إليه كوادر تعتاش ومناصب توزع ولا حول ولا قوة الا بالله. ولكن وحمدا لله فأن حاضن المقاومة الفلسطينية بقى ثابتا وبقى يرفد المقاومة الفلسطينية وبقى يعلم اجياله حب المقاومة وبقى يزرع الامل في نفوس اطفاله في استعادة فلسطين كل فلسطين ولهذا فالمقاومة الفلسطينية مازالت حية تنبض وتتنفس وتلد اجيالا مقاومة تلو اجيال.

 

اما اهم عوامل النصر الواجب توفرها فهو وحدة المقاومة العراقية  بجميع فصائلها وبجميع مكوناتها وبجميع تياراتها وان تكون لها قيادة سياسية وعسكرية وميدانية مركزية واحدة موحدة وان اختلفت في الرؤى والافكار والمبادئ وتحقيق التكامل بين أجنحة التنظيم او الفصيل المقاوم نفسه العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية التعبوية والاجتماعية والاقتصادية ، بحيث يقوم كل بدوره دون ان يتطلع الى أنانية او تنافسية او نجومية بل كل جناح وكل قائد يعتبر نفسه مكملا للآخر وهو على ثغرة يجب ان لا يؤتى من قبله. وكذلك تحقيق التكامل بين تنظيمات المقاومة وفصائلها ، بحيث توزع القواطع والمسؤوليات وتنسق العمليات بما لا يخل في حساسية المهمة وطبيعة العمليات بل يجب على كل تنظيم ان يقدم المساعدة والعون بقدر ما يستطيع الى التنظيم الآخر في اطار تكاملي بعيدا عن التنافسية التي تزرع الأنانية والاحتكار وتضعف فاعلية المقاومة.

 

كما ان حتمية التواصل بين المقاومة كتنظيمات وبين حاضنتها الشعبية باعتارها مقاومة ايضا ولكن في ادوار الإسناد والتمويل والإغاثة والطبابة والحماية الخلفية والدعم النفسي والمعنوي في اطار تكاملي مدروس ومثبت في خطط جاهزة تنفذ في الوقت المناسب . وايضا ضرورة التواصل بين المقاومة كتنظيمات وبين إعلامها المقاوم ومع كل إعلام منصف ومتعاون ومتعاطف في إطار خطة منسقة ومعدة مسبقا للظروف الطبيعية والعملياتية. ومن الضروري جدا وجود علاقة  بين المقاومة وتنظيماتها من جهة ومنظمات المجتمع المدني ومؤسساته ،الوطنية والعربية والإسلامية والدولية او لنقل بشكل اشمل وأوضح المحلية والإقليمية والعالمية التي تدعم المقاومة وترفع صوتها وتدافع عنها بحيث تصبح هذه القوى وهذه المنظمات سبل تعبئة وتحريض وتحريك لصالح المقاومة ومشروعها الاستراتيجي والتكتيكي.

 

من يطالع التاريخ يجد ان المقاومة لأي محتل قد مرت في عدة مراحل رئيسة تصل بها الى التكاملية التي تحقق النصر وهذه المراحل تختلف من مقاومة الى اخرى ومن شعب الى آخر قد يمتد بها الزمن طويلا وقد يقصر تبعا لعوامل رئيسة تتمثل فيما يلي :

 

1ـ مستوى الوعي الوطني والقومي والعقائدي للشعب الذي هو سيفرز رجال المقاومة.
2
ـ مستوى الاستعداد النفسى والمعنوي للتضحية وتحمل الخسائر من قبل الشعب نفسه.
3
ـ طبيعة العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع المحتل ومدى الحماسة فيها لاسيما مفاهيم العزة والكرامة والمروءة والدفاع عن الارض والعرض .
4
ـ وعي قادة المقاومة ورجالها وعمق إدراكهم للواجب الذي يقومون به والمستوى التعبوي بينهم .
5
ـ توفر الامكانات المادية والتسليحية والتدريبية والمعلوماتية ( الاستخبارية) للمقاومة .
6
ـ دهاء العدو ومدى اختراقه لصفوف المقاومة او مستوى قدراته الاستخبارية في اختراق المقاومة والسيطرة عليها وتوجيهها بما يخدم المحتل .


7
ـ قوى التثبيط التي تعمل على تثبيط العزائم بين الشعب المحتل نفسه وهذه القوى لا يستهان بها فهي خليط من العملاء والطابور الخامس والمرجفين الجبناء واهل الهوى والملذات والشهوات واصحاب المصالح من ضعاف النفوس من بعض التجار ورؤس الاموال والمستثمرين .. وهنا مدى فاعلية القوى المثبطة ومدى تغلب قوى المقاومة عليهم ، واحسب هنا ان قوى المقاومة اللبنانية استطاعت ان تتغلب على قوى التثبيط بسرعة كبيرة .


8
ـ قوة العدو العسكرية ومدى قسوته في ممارستها وهنا أضعها في ذيل الأسباب لان قوة العدو المحتل وقسوته مهما بلغت تنقصها المعنويات والقناعات والاستمرارية في المواجهة لا سيما اذا واجهت مقاومة مدربة وقوية الشكيمة تعرف كيف تقاتل بأساليب مختلفة ومبتكرة .

 

إن الاحتلال الأمريكي وعمليته السياسية ومنذ العام 2003 واجه مقاومة عسكرية بطولية ضارية ومقاومة سياسية صلبة من قوى الشعب الوطنية استطاعت أن تلحق أفدح الخسائر بقوات الاحتلال ونتيجة لذلك قررت أمريكا جدولة انسحابها من العراق، وإن شعب العراق الذي عاني من القهر والقتل والاجتثاث والتهجير والتجويع طيلة ثماني سنوات وصبر على كل ذلك الضيم نتيجة القتل والاعتقالات والمطاردات والاجتثاث والتهجير والتزوير وسياسة تكميم الأفواه إلا انه وبعد أن حققت مقاومة هذا الشعب وقواه الوطنية هدفها الكبير بإجبار المحتل على الانسحاب وأفشلت مشروعه البغيض، قرر هذا الشعب التعبير عن حقه وأداء واجبه الوطني في رفض الاحتلال ومشروعه السياسي الطائفي العنصري المقيت والذي لم يجلب للعراقيين غير الجهل والتخلف ونهب ثروات الوطن وسيطرة زمرة من الخونة العملاء الفاسدين على مقاليد الأمور فقتلوا خيرة أبنائه وبددوا ثروات أجياله المقبلة وأوقفوا عجلة التقدم العلمي والحضاري للعراق تنفيذا لأجندات أسيادهم الأمريكان والصهاينة والإيرانيين، فالشعب هو صاحب القول الفصل في إنهاء الاحتلال وعملائه الأذلاء.وما  التظاهرات الاحتجاجية الكبيرة وانتفاضة شعب العراق التي انطلقت في بغداد وكافة مدن العراق الا دليل يعكس موقف العراقيين الأصيل ومناخا وبيئة كانت وما زالت وستبقى حاضنة للمقاومة الباسلة والتي لولاها لما تحقق الذي تحقق من عز وكرامة وموقف.هذه التظاهرات المعبرة عن إرادة جميع العراقيين في إنهاء الاحتلال وتصفية آثاره ومخلفاته وإفرازاته النتنة، وقد تأكد ذلك من خلال تسريب بعض المعلومات حول تهيئة عناصر من الاحزاب العميلة، للاندساس بين المتظاهرين ورفع شعارات باسم البعث مع صور القائد الشهيد صدام حسين، وصور الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم قائد البعث والجهاد والتحرير في محاولة منها لتبرير استخدام العنف ضد المتظاهرين وارتكاب جرائم بحق أبناء العراق الشرفاء الرافضين للاحتلال الامريكي الصهيوصفوي وكذلك خونة العراق من القاطنين في المنطقة الغبراء من بغداد المحتلة

 

نحن اذاً، امام واقع ميداني يبشر بالخير, فرغم مئات آلالاف من المعتقلين ومئات الالاف من الشهداء وحصار مدن ونهب ممتلكات الأبرياء وتصيدهم بالقتل والقمع والترويع لا يبدو أن في الافق احتمالاً ولو ضعيفا بإمكانية لجم هذه المقاومة الباسلة او ثني شعب العراق عن رفد مقاومته بالمال والسلاح وبالارواحو والكلمة الاخيرة ستكون للمقاومة الوطنية العراقية في كل حي وشارع ومنزل ومفرق طريق، سيتحرر العراق العظيم كله، ولن يكون للاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ولا لاتباعه وعملائه ومستشاريه غير الحجرات الباردة لمحاكم الجزاء الدولية ملتفين في اكفان شهدائنا مكللين بالعار

 

عاش العراق حرا عربيا موحدا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وبكل مسمياتها وبكل صنوفها

المجد والخلود لشهداء العراق والوطن العربي وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرانا في سجون الاحتلال

 

 





الاحد٠٦ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة