شبكة ذي قار
عـاجـل










تواصلاً عما بدأناه في الاجزاء الخمس الماضية والتي كانت تتحدث عن الخدمات التي أصبح اليوم يتنعم بها شعب العراق  فيما حل عليه من بركات الاحتلال والحكومات التي تشكلت في ظل حرابه وبفضل من قَدِمَ إليهِ ممن كان يسرح في ربوعِ مخابراتٍ أجنبيةٍ متعددةٍ وتحتضنه أجندات خارجية وتحركه أحقاد طائفية  فهو في ولاءه معروف وانتماءه معلوم ولكن أتضحت الصورة اليوم بشكل لم يعد فيها شك بعد أن أعلن الولاء والانتماء لدولةٍ ربته على كره العراق ومقت شعبهِ وكراهيةِ العربِ والعروبةِ وكل ما ينتمي لها وإليها من تاريخ مشرفٍ وماضٍ وضاء ،  فجعلت منه آلة تحركها كيفما تشاء ووقت ما تشاء ، تربوا على الطاعة العمياء والخنوع لمن يسرق المال وينتهك العرض تحت مسميات ليس في الاسلام منها شيء ، دون فهم أو إبداء أي ممانعة بل كانوا كالأنعام بل هم أظل ، إزاء كل من تلك الخدمات التي كان يتطلع إليها شعب العراق وفق ما أشاعوا وأعلنوا قبل قدومهم وما أن أصبح زمام الامور بأيديهم ، اتضحت الصورة المأساوية لواقع كذبهم ، فأصبح حال الشعب العراقي اليوم من البؤس والفقر والافتقار لكل شيء ومن الضحالة بالحال الذي بدأ يترحم على زمن الدولة ( الدكتاتورية القمعية الفردية الغير تعددية أو ما سبقها من حكومات ، كما علموهم زبانية جهنم وكلاب الزمهرير  ) لقد أصبح الموضوع مجاً غير مستساغ لكثرة ما تلوكه ألسنة المتقولين من دعاة الديمقراطية الزائفة حماة المحتل والمدافعين عنه .

 

سنتطرق اليوم إلى ملف خدمي مهم من تلك التي أصابها فساد معلوم وشهد بحق فسادها القاصي والداني من شعب العراق وكياناته السياسية الحالية وأشباه البشر خونة الشعب ممن تمترسوا خلف أسماء وعناوين طائفية فيما سموها بالكتل البرلمانية ، إنه ملف الكهرباء .

 

كانت خدمة الكهرباء في الزمن الوطني العراقي ، أيام العز والكرامة والسيادة الوطنية الحقيقية تُؤمن من خلال محطات توليد وشبكات تقوية وأبراج النقل موزعه على عموم محافظات القطر ، يتم السيطرة على هذه المنظومة عن طريق المؤسسة العامة للكهرباء وهي واحدة من الدوائر التابعة لوزارة الصناعة والمعادن في جمهورية العراق ( طبعاً في عراق الامس ، عراق القرار المستقل الموحد من زاخو إلى الفاو وليس عراق اليوم ! ) ، وفي وقت لاحق تم تعديل ملاك هذه الدائرة لتصبح منشأةً عامة وبنفس ملاكها السابق ضمن تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن أيضاً والتي كانت تدير المنظومة الكهربائية توليداَ وتجهيزاً وتصليحاً وتطويراً . يتذكر الجميع كيف كانت الامكانات المتاحة والمتيسرة في موضوع الكهرباء وكيف كان شعب العراق من أقصى شماله لأقصى جنوبه ، من على سفوح جباله في أعلى قممه وحتى أبعد نقطة في أهوار جنوبه ينعم بالكهرباء الوطنية  ( هذه حقيقة واقعة تفقأ عين كل كذاب أشر من أولئك الذين يدعون اليوم الحرص على شعب العراق والمتهالكين في خدمته ولم يكن ذلك سوى كذباً وبهتاناً ، وما هذا بالتقول عليهم إنما هي الحقائق والوقائع التي أصبح شعب العراق يلمسها بشكل واقعي  ) .

 

ويوم أُُتيحت الفرصة للذين خانوا العراق وغدروا بشعبه عام 1991 وما قامت به دول التحالف الثلاثيني الشرير من أعمال قصف بمختلف أنواع الاسلحةِ وحشيةً وأفتكها دماراً و لم يتخطى أو يتجاوز سلسلة الاهداف التي طالها الدمار محطات توليد الكهرباء وشبكات السيطرة ولا حتى أبراج النقل في عموم العراق ولم يُحسِن خَوَنَةُ الله والشعب الاعتراض أو تعديل خطط حلفاءهم باستثناء هذه الخدمة من قائمة الاهداف المطلوب تدميرها والتي يطال تأثيرها الشعب العراقي بعمومه والفقراء منهم بوجه خاص ( لم يخطر ببال أي بهيم فيهم عما سيتسبب من ضرر في تدمير منظومة الكهرباء في عموم حياة الشعب العراقي ولا يطال ذلك الأذى الحكومة ورموزها ، ولكن سقوطهم في وحل الخيانة وضعف إدراكهم وبلادة تفكيرهم أنساهم ذلك الامر ) ولم يبدي أي من المرجعيات التي تدعي أنها دينية ولا من أشباه رجال سَمَوا أنفسهم سياسيين معارضين ولا من أولئك الذين اشتركوا في التخطيط لجريمة العصر تلك ونفذوها أي اعتراض أو تعديل على خطط تدمير البنى التحتية في العراق والتي من المفترض أن تكون موضع اهتمام وعناية ورعاية لكل الذين ادعوا حرصهم على مصلحة العراق وشعبه ، فطال الدمار جميع محطات التوليد والتوزيع وشبكات الخطوط ، وزاد من كل تلك البشاعة يوم مارس أعداء الله والشعب خيانتهم الشعبانية فأجهزوا على ما بقي من شيء فيها فسرقوا ما تركته صواريخ وقنابل الحقد الأنجلو أمريكي ، فتركوها ركاماً .

 

بعد انتهاء هذه الصفحة السوداء المشينة في تاريخ من يدعي أنه شارك بها ،  تنادى الشرفاء من أبناء بلدي العراق وتناخوا فيسر الله يُسرَاً بعد عسر وأُُعيدت الكهرباء لتضيء وجه العراق ، سيبقى وجه العراق أبيضاً ناصعاً منيراً كما بشرنا السلف الصالح بمستقبل العراق وحتمية نصر أهله الخيرين الشرفاء ، سيقول قائل لكن الكهرباء لم تَعُد كما كانت على سابق عهدها ، والجواب نعم لان الضرر الذي لحق بالمنظومة كان شاملاً لم يُبقي ولم يَذَر ، الامر الذي حتم اللجوء للقطع المبرمج للكهرباء في عموم مناطق العراق و بغداد من ضمنها ، أليس كذلك يا سيادة رئيس الوزراء ورئيس الحكومة والأمين على مصلحة الشعب العراقي ؟ ألم تقسم بالله وعلى كتاب الله وبشرفك  الذي رددته مراراً وتكراراً في أنك ستكون حريصاً على وحدة العراق ومصلحة شعبه ! ولكنك بعيد كل البعد عن العهد والوعد لأنك بلا شرف وفاقد الشيء لا يعطيه ، فلو كنت تمتلك مثقال ذرة منه لم تجعل من ضميرك مستتراً طوال هذه المدة التي يعيش فيها شيوخ أنهكم تعب السنين والمرض وأطفال رضع ومصالح لأُناس فقراء لا يملكون قوت يومهم في مثل هذا المخاض العسير ، ناهيك عن أن الكهرباء أصبحت البديهيات المسلم بها في حياة البشر بكل التفاصيل والحيثيات ، ألم يتناهى إلى سمعك أن الدول تتبارى بطول السنوات التي لم يحصل فيها عطل في منظومة كهرباءها ؟ ومنين أنته تسمع اذا انته مطفي وطابك على صفحه ، تعرف شغلة اللغف كلش زين ، ولما تمسك الميكرفون ما يهين إلك تتركه  .

 

الذي أتمناه وأطمح إليه أن يتبادر لذهن أي من كوادر حزب الدعوة العميل أولئك الذين أعماهم الحقد الطائفي واللهاث وراء حكومة الهالك قريباً بأمر الله أن يسألون أنفسهم قبل أن يسألون حمارهم الكبير الهالكي وكل المسؤولين في   قائمة حزبهم الذي كان وأصبح وسيظل في منتهى درجات العمالة والخنوع والانبطاح للإرادة الخارجية ، ليسألوه متى وكيف سيتم أعادة إعمار البلاد عموماً والكهرباء خصوصاً ؟

 

ليس ذلك المبتغى لأن لا الهالكي و سواه من حمير الزريبة الخضراء لم ولن يتمكنوا من الاجابة على هكذا سؤال ، ولكن لينتبه أولئك الذين أصموا آذانهم وأغلقوا أعينهم في سماع أو رؤية الحقيقة من مسيرة الانجازات الكاذبة لهذه المنظومة الفاشلة والتي لا يمكن أن ترتقي لتسمية حكومة في أي من المقاييس السياسية في العالم . التحدي الذي أطرحه هو :  ليتمكن اليوم الهالكي وكل زبانيته من كلاب الزمهرير من إيصال الكهرباء إلى الحدود التي تمكنت منها الحكومة الوطنية بعد العدوان الثلاثيني عليه في فترة زمنية قياسية .

كل العراقيون عرفوا وما أفواه السارقين أنفسهم أو غرماءهم كم من الاموال سرقت في ظل هذا الملف الذي أصبح مخيفاً للجميع من كثرة تورط وزراء ومسؤولين حكوميين كبار في هذه الحكومة العميلة ، أيهم السامرائي الذي سرقت مليارين من الدولارات بعون من صديقه بريمر في عهد مجلس العقم الذي تناوب فيه الحكم وفق الدورة الشهرية لأعضائه ، تبعه محسن شلاش أيام حكم الجعفري الاشيقر الباكستاني الاصل الايراني الهوى والولاء تلاه الاكثر سوءاً كريم وحيد ثم رعد شلال سعيد . تقدر المبالغ المصروفة لتحسين أداء شبكة الكهرباء ( انتباه رجاءَ ، تحسين وليس إنشاء شبكة جديده وحديثه أسوة بما كان هؤلاء الثيران ينعمون بكهرباء في البلدان التي كانوا يسرحون بها ويَعلِفون ) بعشرات المليارات من الدولارات والتي تكفي لشراء شركة سيمنس بكل ممتلكاتها وامكانياتها ونصبها في العراق . ليس لي من تعليق على ذلك

               

      

غير قول ( الله يكون بعون العراق وشعبه على هكذا حكام خونة سراق ) .

يطول الحديث عما سرقه وزراء الكهرباء الذين توالوا على هذا المنصب ، ولكن نُذكر الشعب بالأكثر سوءاً وإيغالاً في سرقة أموال الشعب وهو كريم وحيد شريك السيد رئيس الحكومة والامين على مصالحها السيء نوري / جواد الهالكي ، في هذا الصدد ولمن يرغب الاطلاع على بذخ وإسراف هذا الوزير في حفلة زواج ابنه ، يمكن الاطلاع ومشاهدة ذلك في الرابط الاتي :

 

صور زواج ابن وزير الكهرباء وحيد كريم في اميركا‏

http://www.almanahl.com/abeer/showthread.php?t=3453

 

 

الله يكون بعون هذا الشعب المسكين الذي عانى الامرين من شخصيات قرقوزية وأسماء لا ترقى لمسمياتها التي تحملها .

سَيَقدِمُ اليومَ الذي سيدفع فيه اولئك الخونة ومصاصي دم العراقيين الثمن غالياً

 

سألوا هتلر من احقر الناس الذين قابلتهم في حياتك ؟ قال الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم .

 

يكفينا في ذلك إشارة وتلميحاً . ولنا لقاء قريب بعون الله تعالى مع ملف آخر .

 

(( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ )) ﴿٣٦﴾ الأنعام

 

 





الاثنين٢٢ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة