شبكة ذي قار
عـاجـل










ترتفع وتيرة "الأسعار" في مكانٍ ما أو في بلدٍ ما لأسباب عادةً ما تكون أسباب وجيهة إذا ما تركنا جانباً المناخ الاقتصادي الدولي وتأثيراته ؛ منطقة سياحيّة بعيدة عن المدن منطقة سكنيّة صحراويّة نائية أو مشروع ما يتطلّب تواجد بشري لإنشائه أو حفل شعبي احتفالي عام يجذب إليه عادةً صنوف الباعة المتجوّلون .. يعني باختصار فإنّ الاسعار ترتفع , الغذائيّة بالدرجة الأولى بالطبع , بحسب أهمّيّة "المكان" صعوداً أو نزولاً من كراجات النقل العام الصغيرة او الكبيرة الى المستشفيات الشعبيّة الصغيرة أو الكبيرة أو الملاعب على اختلافها وعلى اختلاف أهمّيّة المباريات الّتي تجري داخلها ونوعيّتها وبالأخص مباريات كرة القدم وعلى الأخصّ منها المباريات الّتي تجري بين الفرق الكبيرة أو المنافسة حيث تصل عندها أسعار المشروبات بأنواعها والمأكولات الذروة ! ومثل هذه "المكانيّة" إنّ صحّ التعبير في تغيّر الأسعار لا تبتعد عن طبيعتها "المكانيّة" الأوسع فالأوسع كالبلدان والدول , وعلى وجه الخصوص البلدان الغنيّة بالثروات ومنها البلدان النفطيّة من الّتي تكتسب الحماية على ثرواتها من الشركات الاحتكاريّة الدوليّة كدول الخليج العربي مثلاً , والعراق من بينها كما يفترض بعد أن سهّل لهذا التواجد الاحتكاري سعادة السيّد المالكي مع كل انتخابات يشارك فيها دولته .. وهذه الأماكن والدول المميّزة عادةً ماتكون مكتضّة بمختلف الشركات المستثمرة ترتفع بطبيعة الحال على أثرها أسعار جميع السلع الاستهلاكيّة والعقاريّة على السواء بما يتناسب وحجم الاستثمارات وحجم ثروات مثل هذه البلدان , أي أنّ لها تسعيراتها الخاصّة في التعاطي اليومي بمعزل عن بقيّة دول العالم رغم ثبات قيمة الدولار الّذي يشترك في ثباته الجميع , وكأن يكون في "وادي السليكون" في "سان أندريا" جنوب مدينة سان فرانسيسكو في كالفورنيا في نفس الولايات المتّحدة الأميركيّة ! .. والوادي هذا نسبة الغلاء فيه هي الأعلى عالميّاً "ما عدا العراق ! وسأذكر ذلك بالأرقام لماذا" حيث تصل في الوادي هذا أسعار العقار مثلاً , دعك عن بقيّة الأسعار الاستهلاكيّة والخدميّة , وفي أماكن مكتضّة رغم أنّها بعيدة نسبيّاً عن مصانع "التعليب الألكتروني" الّتي تميّز طبيعتها الثريّة , ولغرفة واحدة للإيجار, صغيرة لا تتعدّى مساحتها الرطبة العشرة أمتار مربّعة تحت الأرض تضمّ جميع المستلزمات الّتي تؤهّلها "بمقاسات نظريّة" إلى أن تحتسب على أنّها صالحة للسكن إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار للشهر الواحد ! .. ومع ذلك فجميع مبرّرات ارتفاع نسب الغلاء في الأماكن أو البلدن الّتي ذكرنا أو في غيرها ممّا لم نذكر فتبقى أسعاراً معقولة في حقيقتها إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المردود المادّي الكبير أو المتوازن الّذي تحصل عليه الأيدي العاملة في تلك الأماكن ممّا يشجّع هذه الأيدي العاملة على المكوث الصعب في مثل ذلك الزحام الاقتصادي الخانق , ولكنّ الّذي لا يجد المرئ له تفسيراً واضحاً ومبرّراً ومنطقيّاً ويحير فيه هو ارتفاع الأسعار لكافّة المواد الاستهلاكيّة والعقاريّة إلى مديات غير معقولة في العراق !؟ وهو البلد المنهك التعبان الفاقد لأبسط مقوّمات الدعائم الاقتصاديّة أو البنى التحتيّة والفاقد تماماً والمشلول صناعيّاً وزراعيّاً والمتسوّل تجاريّاً .. ؟ !


قيّض لي أن أكون في العراق قبل أكثر من شهر ونصف الشهر وفي بغداد تحديداً مكثت فيها لأكثر من ثلاثة أسابيع والعراق على عتبات مشارف الصيف القادم ! والعالم جميعه بات يعرف ماذا تعني جملة "صيف في العراق" وخاصّة شركات تصنيع "المهافيف" الكبرى التابعة لوزارة التصنيع العســ .. قصدي التابعة لوزارة الصناعة والمعادن العراقيّة "بعد عيني" .. كما وتعرفه وتعرف جحيمه وتتمرّن عليه ليل نهار أيضاً وبالطبع شركات صناعة "المولّدات الكهربائيّة" العالميّة ! .. لا أبالغ في ما سأذكر من "أرقام" عايشتها في بغداد ولن أكون مبالغاً في عرضها هنا في هذا المقال فليس لي رغبة في المبالغة إطلاقاً وأكرهها وأحتقر من ينتهجها رغم "صحفيّة" ذلك لتسويق "المادّة" على اعتبار "التشويق" عنصر مهني جاذب للفت الانتباه على الطريقة التهريجيّة الأميركيّة وفضائيّاتها سي ان ان والجزيرة والعربية وسكاي نيوز الخ ؛ إلاّ عند حدود النقد الساخر لا أكثر .. :ـ


لا تنسى عزيزي القارئ .. فالقيمة السعريّة للمادّة الغذائيّة في بغداد في هذا "التقييم" البسيط الّذي سأعرضه هنا هي أكثر من نظيرتها في أوروبّا وفي سوريا .. ففي احيانا كثيرة يصل فارق التسعيرة في العراق إلى الضعف عنها في الأسواق الأوروبيّة وأضعافها بكثير في السوق السوري ولا ننسى هنا أنّ دخل الفرد الأوروبّي الشهري يصل في أحيان كثيرة إلى خمسة أضعاف عمّا يتقاضاه الفرد العراقي الغير عاطل عن العمل ! ..


"وحش المزّة" .. أي "البطاطا" .. الكيلو الواحد في بغداد ما يقارب الدولار ونصف الدولا إلى دولارين في أغلب الأحيان ـ أوروبّا 80 سنت ـ سوريا 15 ليرة أي ( 15 سنت ) تقريباً !


كيلو "خيار" متوسّط النوعيّة دولارين ونصف الدولار .. في سوريا 3 كيلو خيار جيّد النوعيّة 25 ليرة أي ما قيمتها مجتمعةً اقل من نصف الدولار !


كيلو برتقال "ذابل" وصغير دولار ونصف الدولار للكيلو يقابله في سوريا 6 كيلو بأقلّ من دولارين !


بقيّة الفواكه و"الميوة" العراقيّة لا أريد إتعابكم بالتعرّف على أسعارها , لأنّها مطروحة في الأسواق العراقيّة حاليّاً ولم تنضج بعد .. أوّلاً .. ومنظرها في محلاّت البقالة يصيب المرء بالغثيان .. ذلك ثانياً .. وأسعارها لا تطاق ذلك ثالثاً .. شيئ محزن حقّاً .. أين هي محلاّتنا تلك الّتي كانت "الميوة" بأنواعها وبنكهاتها الشهيّة والّتي منظرها وحده كان كافياً لأن يبعث على الانتعاش في عزّ الصيف الّلاهب لمن يقع نظره عليها وهي معروضة تزدهي بها وتتنوّر محلاّت البقالة ... في سوريا فقط يوجد شبه ذلك حيث لا مكان لاستيرادها ! .. وفي ليبيا كانت كذلك ولو بدرجات أقل قليلاً ولا أدري تحت وضعها الحالي .. خاصّة والأحزاب الإسلاميّة الموالية للناتو هي من يقود البلاد كما في العراق ..


وحش الطاوة "الباذنجان" 4 دولار ... ـ سوريا 25سنت للكيلو ـ يورو ونصف اليورو للكيلو في اوروبا .. !


نومي حامض "عراقي" 10 دولار للكيلو الواحد ! .. إي نعم 10 دولار للكيلو ! أما النومي المستورد "مصري مثلاً" فبدولارين ونصف الدولار "وقت التعزيلة" ! .. ـ 1 كيلو نومي يساوي 1 يورو في اوروبا ـ سوريا "أكرف" بخمسة عشر سنتاً !


لأصحاب "الريجيم" "كري فروت" الكيلو الواحد دولار ونصف الدولار "تعزيلة" ـ اوروبا يورو ونصف اليورو للكيلو قبل التعزيلة ـ في سوريا 20 سنت "20" ليره يعني ؛ للكيلو , ذلك وسوريا حاليّاً يعيش شعبها تحت ضغط جميع موبقات "المجتمع الدولي" !


كيلو الطماطة 5 دولارات تقريباً للنوعية الجيدة الصالحة لـ"السلطه" .. ـ في اوروبا الكيلو "بداية هذا الصيف .. نفس الفترة في العراق يعني" يورو ونصف اليورو ! .. ـ في سوريا 20 ليرة "عشرون سنتاً تقريباً" للكيلو الواحد من الطماطة !


كيلو اللحم "خروف" 16 الف دينار عراقي .. اي ما يقارب الستة عشر دولاراً ! .. ـ في أوروبا 10 يورو لكيلو لحم الغنم المذبوح على الطريقة "الإسلاميّة" . ولا ننسى أنّ الذبح في أوروبّا اغلى من غيره !.. في سوريا 8 دولار حاليّاً .. تقريباً ..


هذه الأسعار في العراق هيه "تخمينات" واجتهادات خاصّة يضعها أصحاب المحلآت والبقالة "المؤمنون" تعمل على ألسنتهم أوتوماتيكيّاً بدون لا رقيب ولا حسيب ولا عذاب قبر ! .. لكن وقت "الصلاة" في عراق اليوم الكثير يحضرها فوراً في محلاّتهم أو في الجوامع وفي الحسينيّات بحسب توجيهات قنوات الفضاء الدينيّة لوجه الله والّتي يصنعها المسلمون لتنطلق إلى الفضاء ومفاتيح قنواتها بأيديهم ! .. فالصلاة واجبة وأدائها فرض من فروض الطاعة في عراق ما بعد التسعيرة "لكنّ العشا لأ العشا لأ العشا لأ " !!! كما يقول النقد المغنّى الساخر لمن يغيّب وعيهم التديّن السلبي ..


وضعت سوريا هنا من ضمن المقارنة لأنّها تعتبر حاليّاً من أرخص بلدان العالم في الخضروات والفواكه ولتذكير بها من لا زال يتذكّر من العراقيين عن أسعار الخضر واللحوم العراقيّة في بلدهم أيأم ما قبل "شلّ" الّتي كانت تعتبر في يومٍ ما , وفي عراق النفط أيضاً و 90 بالمائة من ميزانيّته كانت تذهب للتصنيع العسكري ؛ من أرخص بلدان العالم في يوم كان لا وجود للبطالة فيه بمعيّة 6 مليون مصري وغيرهم يوم كان متوسّط دخل الفرد العراقي "الوظيفي" فيه 150 دينار عراقي أي ما يعادل 500 دولار أميركي من دولارات أيّام زمان أي ما يعادل دخل الفرد العراقي "الّذي كان يعمل جميعه يوم لم يقتصر التعيين على التطوع في الشرطة أو الجيش وحصر الوظائف فيهما كما فعل الاحتلال لعرقنة الحرب في البلد" يعادل "المليون" دينار عراقي حاليّاً مع تراجع كبير في القيمة الشرائيّة للدولار في الوقت الحالي خلافاً لما كان عليه في "السابق" ..


"التكسي" .. وما أدراك ما التكسي في عراق اليوم الّذي تشتعل وتنطفئ فيه الكهرباء بشكل مشابه لعمل "النشرة الضوئيّة" الّتي توضع على صدارة واجهات المحلاّت لتعمل ليلاً فيما لو نظر المشاهد من نافذة الطائرة وهي تهمّ بالهبوط في بغداد أو في أحد مطارات المحافظات العراقيّة .. وما أكثر المطارات في عراق اليوم وما "أخفّها" على كاهل خزينة "الدولة" وعلى عمل مؤسّسات الأمن العراقيّة ! ..


التكسي .. أو "الطاكسي" كما يلفظه شعب المغرب الشقيق وكما يكتب فوق واجهات سيارات النقل الصغيرة لديهم .. ما أن تصل الباب الشرقي في بغداد مثلاً وأنت قادم من الاعظميّة حتّى يصدع بوجهك سائق التكسي "عشر تالاف دينار أخوية" ! .. أي عشرة دولارات أخوية ! إي نعم .. الويش لا .. شعب "مليونير" بالنكهة العراقيّة الجديدة .. المسافة نفسها في الطاكسي في أوروبّا الخالية من النفط هي 7 يورو ! في سوريا "100" ليرة .. أي أقل بعشرين سنتاً من الدولارين بدون "عدّاد" بالعدّاد دولار ونصف الدولار "75" ليرة يعني ! ..


يتحمّل العراقيّون كل هذه الأسعار ويصبرون مادامت الجوائز الانكلوسكسونـ .. عفواً ما دامت الجوائز العالميّة تنهال على أعمدة النضال والكفاح الوطني العراقي الأصيل , كالجائزة "العالميّة" الّتي تمّ منحها في جوّ احتفالي أنكلوسكسوني حميم وبهيج وسط مناخ منعش بعيداً عن حجيم شمس العراق للمؤمن السيّد الشهرستناي مؤخّراً من معهد روزفلت "جائزة التحرّر من الخوف" !! .. وقبلها السيّد المناضل موفّق الربيعي في بوسطن ! .. فيما الشعب ينتظر صابراً محتسباً بقيّة الجوائز "العالميّة" الّتي انهالت على قادته السياسيّون ولم يسمع بها بعد , أو الّتي ستنهال على هؤلاء القادة لاحقاً من منظّمات المجتمع المدني الإنسانيّة المرهفة الأحاسيس النفطيّة ومنظّمات حقوق الحيـ .. قصدي الإنسان "ويا ريت حقوق الحيوان الغربيّة فما أحلاها !" مثل جائزة نوفل .. قصدي نوبل للسلام والّتي لابدّ وسيحصل عليها حاسباً محتسباً السيّد المالكي القائد العام للقوات المسلّحة العراقيّة رئيس الوزراء وزير الداخليّة وزير الدفاع ونسيت شنو بعد ..


أحلى ما في العراق الجديد يعرض يوميّاً أمام أنظار المواطن العراقي الصابر إلى يوم يبعثون والنائم نومة أهل الكهف ع هي "معلّبات" الأجهزة الكهربائيّة بأنواعها ؟ .. فهي من التشكيلات اللونيّة ما تحسده عليها أميرة مناكو الراحلة "غريس كيلي" وأصحابها شلّة المجتمعات الغربيّة المخمليّة الّتي تملك جميع فنادق ؛ من خمسة نجوم فما فوق , وجميع خطوط صالات "الروليت" ويخوتها في أرقى سواحل العالم المرجانيّة , والمهيّأة خصّيصاً لاستقبال أمراء اللفط .. قصدي النفط العربي وشيوخه وهم بأبهى حلاّتهم ومعبّأون بدفاتر صكوك الغفران .. والحمد لله .. فـ"جماعتنه" لا يحبون ارتياد مثل تلك الأماكن"المزعجة" بالنساء الفاتنات الشبه عاريات الصدور ! الخطرة على "سمعتهم" وعلى سمعة مستقبل "الجنّة" الّتي ينتظرونها بفارغ النضال والصبر .. والحقيقة فإن ألوان هذه المعلّبات ذات الأحجام المختلفة تبعث على الغثيان لمن يمتلك حسّ وذوق بسيطين جدّاً خاصّة عندما تشاهد وهي مكدّسة على أرصفة الشوارع أمام المحلاّت ! .. وما يبعث على الغثيان أكثر وأكثر فيما لو جنحت بخيال المشاهد الحسابات والأرقام , هي كمّيّة المليارات من الدولارات الّتي تذهب أغلبها إلى إيران بواسطة هذه الأجهزة الّتي يضحكون صنّاعها بها على الشعب العراقي بعد أن كان المواطن العراقي في غابر الأزمان يستوردها من صنّاعها الأصليّون مباشرةً بدون ضحك على الذقون أو يصنعها الشعب جميعاً بمختلف وظائفها وأكثر دقّة وأمتن بكثير بما جعل العراق معها يوماً أو كاد أن يدخل بها إلى مقدمّة الدول الصناعيّة ..


ملاحظة على ذكر الاستيراد من المنشأ : والصناعة الوطنيّة لا زالت على المسار المخطّط لها ولم تكتمل بعد , فقد كان الكثير من التجأر الخليجيّون يقدمون إلى العراق لشراء البضائع الكهربائيّة والسلعيّة من شركة المخازن العراقيّة والأسواق المركزيّة منتصف سبعينيّت


القرن الماضي لثقتهم العالية أنّ العراق يستوردها , بدون غشّ , مباشرةً من المنشأ الأصلي لها ومن خيرة شركات العالم .. !


لا أريد لتحدّث هنا مع وجود شركة التنظيف الوطنيـ .. قصدي التركيّة , عن مآسي الشوارع الّتي كان العراقيّ يوماً ما ينظّفها بنفسه ليكون أكثر التصاقاً بأرضه وشعوراً مباشراً بوطنيّته , هذه الشوارع الممتلئة بالحفر وبالأخاديد والمملوءة بالحصى وبالأتربة وبالأوساخ كانت يوماً ما زاهية ومبلّطة على الوجه الأكمل خاصّة "الطرق السريعة" الّتي لم تكتمل بسبب فجائيّة الدعوة الرحمانيّة الخمينيّة لشعب العراق لإسقاط البعث "فرع العراق" ولإسقاط الدولة والتظاهر في الشوارع والأسطح من أجل "الإسلام" ! .. ومع ذلك فقد كانت في يومٍ من الأيّام , وقبل الصحوة الإسلاميّة! تلك الشوارع السريعة من أفضل الطرق السريعة في الشرق الأوسط "القديم" .. أمّا "البانزين خانات" فتشعرك بالصدمة والترويع حال مشاهدتك لها بالأخص إذا كنت تحمل في تصوّرك مسبقاً صور محطّت تعبئة الوقود الغربيّة , وكذلك انطباعاتك عنها إذا كنت قد شاهدتها في تركيا وبلدان الخليج العربي وفي المغرب وتونس على اعتبار أنّ شركات شلّ وتوتال وغيرهما هي من تتولّى صناعة استخراج النفط في العراق أيضاً ! .. هذه البانزين خانات ما بعد التحرير تشعرك بضيق التنفّس ما أن تقع عيناك على واحدة منها .. هي فعلاً صدمة وترويع إذا كنت تحمل تصوّراً "غير واقعيّاً" مسبقاً ! .. و"عيب عليهه" هذه الشركات اللفطيّة هذه الحالة المزرية للتعبئة الّتي تتواجد شركاتها وسطها ! .. إشوكت يأمّم تحالف وطن الدعوة الأوحد النفط بالعراق .. ما أدري ؟ ..


أسعار الإيجارات في العراق اليوم وفي بغداد تحديداً من أغلى الأسعار في تاريخ الوجود البشري قاطبةً إذا ما قورنت بالرواتب الّتي يستلمها موظّفوا الدولة بمختلف صنوف وضائفهم وهم الشريحة الأوسع في عراق اليوم بعد أن امتلأت سجلاّت كوادر الجيش بمليون ونصف المليون جندي وبأكثر من 500 ألف شرطي عدا الخطوط الأمنيّة "الخمس" الّتي للسيّد المالكي فيها حصّة الأسد والباقي توزّع على باقي قادتنا الميامين .. فالمليون دينار عراقي لا تكفي عائلة الموظف العراقي لسبب بسيط .. لأنّ راتبه بالكاد يسدّ إيجار "المشتمل" الّّذي يبلغ سعر إيجاره الشهري في غالبيّته السبعة "أوراق" أي السبعمائة دولار شهريّاً وفي مناطق شعبيّة مكتضّة تقريباً ! , مثل البيت الّذي استأجرته عائلة أخي المرحوم .. ممّا يضطرّ أكثر من فرد في العائلة على هذا النحو للعمل إن وجده ويمتلك المبلغ اللاّزم لحجزه! على حساب الداخل الأسري لسد احتياجات ومتطلّبات الأسرة ... في أوروبّا لا يتعدّى أجرة البيت الصالح لسكن أسرة متوسطّة الحجم وفي لبّ مناطق مدنها الزاهية الخمسة أوراق ! .. في سوريا وفي عزّ أزمتها السكنيّة بعد أن امتلأت بمئات الألوف من العراقيين الهاربين بجلودهم وباللبنانيين الثلاثمائة دولار للبيت الكبير "شقة كبيرة" خالية من الآثاث .. وفي مناطق بعيدة بمئة دولار فقط ولو سكنت أبعد فسيصل الاستئجار إلى النصف ورقة ! .. اليوم , ورغم الهجرات المتوالية لدمشق من ارياف حمص وحماه فإن سعر استأجار البيت الواسع الغير مؤثّث لا يتجاوز الورقتين في أحسن المناطق من ريف دمشق ! ..


في العراق كل شيء يلتهب على سطحه ؛ ما عدى سياسيّوه بعد عيني , فهم باردون بـ"أبرد من طـ ...  السقّا وأبرد من طـ ... الدجاجة" كما يقال .. وإن سخنوا قليلاً فمن أجل "قالت سحب الثقة وتكلّمت وحجت اتفاقيّة أربيل وذاك يهدّد وهذا يعتمد على كذبة الأغلبيّة الّتي زرعها الإعلام الغربي بقيادة الجزيرة وهو يتهيّأ لاحتلال العراق لينصّب أتباعه ثمّ يقوم بمنحهم الجوائز بعدها استهزاءاً بالشعب العراقي ونكايةً به وذاك يهدّ بالدول الإقليميّة وبأكثريّتها الّتي لا تسمن ولا تغني من جوع .. بينما الشعب العراقؤ وسطهم تفور دمائه وتحترق .. ثمّ ليبقى صابراً وهو ساخن .

 

 





السبت٢٨ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة