شبكة ذي قار
عـاجـل










نجد المصطلحات تكثر في هذه الأيام وتحور لتعطي معان غير معانيها . فقد الغمت بالكثير وأصبحت قابلة للانفجار ، كوسيلة تدميرية على الصعيدين الفكري والإنساني ! . كما انها أخذت منحى لخدمة أطراف معينة على حساب الغالبية . وكونها كذلك ، فهي وسيلة للتناحر والصراع المبني على المصلحة ذات النفع المحدود . فعندما جاء الاحتلال ومن معه ، بدأ التلاعب بالألفاظ وحولت بعض المفردات اللغوية إلى مصطلحات سياسية لا تتعدى محيط مستخدميها . وعلى سبيل المثال :


1 – الاجتثاث : أن الذين اوجدوا أو حوروا معنى هذه المفردة ، يدعون بالديمقراطية والتجديد وحقوق الإنسان .!! إن كلمة الاجتثاث تعني لغويا أن يجتث المعني دون أن يبقى له أي اثر أو وجود . فأنت عندما تجتث نبه خبيثة في مزرعة تقتلعها من الجذور أي تميتها تماما . وقد أتى عرا فوا الاحتلال ( أي عملاؤهم ) بكلمة اجتثاث ليطبقوها على شريحة اجتماعية كبيرة ذات ارث وطني . وكأنما هم لا يتعاملون مع جمع بشري له حقوق وعليه واجبات ، وهي من صلب إيمانه بالوطن والدين والإنسانية ،أما حقوقه فتدخل في مفهوم التعامل الحر ، أي حرية الإنسان في الاختيار والمعتقد والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الأخر . هنا حرف معنى الاجتثاث وفق إملاءات انتقامية لا إنسانية . فهل يريدون اجتثاث الإنسان أم الفكرة ، وفي الحالتين هم غير قادرين . كم سيذبحون أو ذبحوا ؟ آلاف . سوف ينتصر الكثير لهؤلاء ، حتى من الذين لم يكونوا في صفهم . أما الفكر فهو في عقل وضمير كل الشرفاء من العرب وممن حسبوا على العروبة ، ثقافة وحضارة ودين . فمن سيجتثوا ؟ ! البعث يمثل شجرة كبيرة ، هي الأمة العربية وتمتد جذورها حيث يوجد العرب . فماذا يريدون هؤلاء ؟ هل يقتلون العروبة بالكامل ؟ انه الغباء السياسي . هؤلاء عميت قلوبهم قبل إبصارهم وماتت ضمائرهم منذ اللحظة التي اصطفوا فيها مع الأجنبي وتؤامروا على وطنهم وشعبهم ، أذلاء . فان كانوا يقصدون قتل وإعدام مناضلي البعث وقادته في العراق ، نعم يقتلون ويعدمون ولكنهم سيحفرون قبورهم بأيديهم ، لان هؤلاء ينتمون إلى العراق اولا وعشائره ثانيا ولهم أولاد وأحفاد . فهل الاجتثاث علاج لوضع قالوا عنه ديكتاتوري أو ظالم ؟ !! أنهم ينفذون أوامر أسيادهم . وهم كالببغاء تردد ما لا تعي وتعمل ما لا تبصر . الاجتثاث جريمة جماعية كبرى . فان كانوا يتكلمون عن مقابر جماعية فماذا يسمون هذه المقبرة أو الجريمة ؟ هل هي إنسانية يقرها القانون ؟ انها عملية افتراس وحشي . تأسد العملاء بحماية الأمريكان وأعوانهم ولكن لن ولن يفلحوا وسينقلب السحر على الساحر .


2 _ أما مصطلح الشراكة : فبماذا سيتشاركون ؟ هل سيتشاركون في دم ومصير الشعب الذي يذبح يوميا ؟ وعلى حسابه كي يحققوا مآربهم الشخصية . الشراكة كلمة ذات معنى أو مدلول محدود . أنت تشترك بصفقة تجارية أو مزرعة أو مصانع ولكن الشراكة بمصير الناس تفوق كل الجرائم أي شراكة هذه ؟ هل الشعب قطيع من الأغنام وانتم تتقاسمونه أو تشتركوا فيه ؟ مصطلحات ليس لها أول ولا أخر الذين يريدون حكم الشعب وكما يدعون بالديمقراطية . فليتركوا الشعب يختار بلا شراكه وسيكون هناك قاسم مشترك ينظم الوضع . القاسم هو المصلحة الوطنية التي اختيرت لتنفيذها نخبه يختارها الشعب على أساس معايير وطنية وإنسانية بعيدة عن الفساد والمحسوبية ، لان الشعب ينتمي لحالة واحده هي الوطن . حاضر ومستقبل ممتدا إلى الماضي بما فيه من مصادر القوة المادية والمعنوية والأخلاقية .


هؤلاء الذين ينتمون للوطن هم شركاء حقيقيون ليس في الفساد والاستحواذ على المناصب وإنما شركاء في البناء والأعمار والإبداع . شركاء في تأسيس الحالات القيمية الأخلاقية التي ستضل سامية عبر الزمن كما هي في الماضي القريب . كشراكة المسلمين في بناء الحضارة الإسلامية . هل كان الخلفاء يطالب بعضهم البعض بالشراكة ؟ لقد أصبحت الشراكة متفجرات تحصد أرواح الأبرياء يوميا وإعدامات لجرائم لم ترتكب . بل أخذت الإفادات بالإكراه والتعذيب والحرب النفسية والتهديد بالعرض وكل شيء عزيز . نعم هذه الشراكة المصطلح الجديد في ظل ديمقراطية جديدة غير موجودة على سطح الأرض .


3 _المصطلح الأخر : المساءلة والعدالة !!
ياله من مصطلح كبير يفرح ولكن مع من ؟ لو كان حق لكان أول ما يطبق على الذين ينهبون أموال الشعب ويؤسسون شركات وأرصدة في الخارج . يقتلون ويذبحون وبوسائل متعددة . المساءلة لمن ؟ للذي يوزع الفرقة وينمي الطائفية ويشر ذم الوطن ؟ أم للمواطن الشريف المخلص المضحي ؟ لمن المساءلة وأين العدالة ؟ ! . لقد أصبحت كلمة العدالة كلمة فارغة آو لافتة لاستدرار العواطف أو قل لإيهام السذج والبسطاء . لو كانت هناك مساءلة وعدالة لكان الأول أن تساءل المتسلطون على رقاب الشعب وان تعدل في الإجراء معهم . فهم من يستحق المساءلة وهم من يجب أن تطبق بحقهم العدالة . والشعب هو الذي يجب أن يسالهم ويقتص منهم . نعم الشعب هو السائل والقاضي . لأنهم قتلوا أولادهم وشردوهم وأجاعوهم وفرقوهم وسرقوا كل شيء حتى شهاداتهم التي هي عصارة حياتهم الفكرية . إن الشراكة الحقيقية من حق الشعب العراقي في خطين متوازيين . خط البناء والتنمية الاقتصادية والثقافية والصحية والاجتماعية وكافة المستلزمات الحضارية أما الخط الثاني فهو : خط الحماية والدفاع عنها بكل غال ونفيس لأنها ملكه العام ومن العار أن تسلب آو تؤخذ منه .

 

فالعراق للعراقيين ومن حقهم فقط الدفاع عنه والتمتع بخيراته ويأتي بعدهم أبناء الأمة الشرفاء . والقانون لابد أن يكون من صنع الشعب وينسجم مع حقوقه وواجباته فهو القادر على تطبيقه ويعرف كيف يجتث المنحرف أو يصلحه وكيف يتعامل مع العملاء، والشعب يستطيع أن يستخرج المضموم في داخله وفي صدور وعقول كل الشرفاء من أبنائه وهنا عندما أشير إلى الشعب اقصد النخبة التي اختارها ممثلا حقيقيا عنه . كلما كانت القيادة الراسية نزيهة مخلصة تتوفر فيها معايير الوطنية والعلاقة الصميمية مع الشعب ، كلما ازدهر البلد وساد العدل والأمن والاستقرار . وهذه مهمة العراقيين وإلا سيضيعوا فلنعي جميعا تجارة المصطلحات والتلاعب بالألفاظ وخداع الشعب وما النصر إلا من عند الله .


عاش العراق حرا ساميا
عاشت المقاومة الشريفة البطلة
عليين لشهدائنا الأبرار
والمجد والخلود لامتنا المجيدة

 

 

 





الخميس ١٦ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة