شبكة ذي قار
عـاجـل










يقول مارتن لوثر كنغ الثائر الامريكي الكبير ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة الامريكية ( لست فقط محاسبا على ما تقول ، انت ايضا محاسب على ما لم تقل حين كان لابد ان تقول ) ويقول المهاتما غاندي الذي قاد ثورة التحرير السلمية الهندية من الاستعمار البريطاني (غالبا ما ألح عليّ أصدقائي بالسؤال: لماذا لا تلعب الشطرنج ؟ ألا يعلمون باني من المستحيل ان اقبل بالتضحية بجنودي لكي يحيا الملك ؟ !!


وهنا في العراق وبعد ان احتل الغزاة الامريكان بلادنا ودمروا وخربوا وحرقوا كل جميل فيها ، وقتلوا واغتصبوا وعذبوا وسرقوا وفتحوا ابواب العراق واسعة امام جيوش الارهابيين ليأتوا لأرض العراق ويعيثوا فيها خرابا وتدميرا ضنَا منهم بان ارض العراق ستكون ارض المعركة الحاسمة بينهم وبين الارهاب الدولي الذي لم يعرف له العراقيون حضورا ووجها وشكلا قبل الاحتلال البغيض ، ثم جاءوا بسقط متاع الارض من بعض حاملي الجنسية العراقية ( ومعهم جنسيات دول كثيرة اخرى ) لينصَبوهم حكاما على رقاب الشعب وهم لا يمتلكون اية صفة من صفات المواطن العراقي الشريف الذي يأبى الظلم والذل والإهانة والمهانة والعوز والجوع ويتمتع رغم ذلك بالطيبة والكرم والشجاعة والعدالة والإحسان والموقف الرجولي الشجاع ضد كل من يحاول النيل منه .. فجاءت الحصيلة ان وقع العراق تحت احتلالين اولهما امريكي وثانيهما فارسي ولكن بوجوه وأسماء وأياد يفترض بأنها عراقية ، بالإضافة الى من يخطط ويدير العملية السياسية للعديد من سياسيي العراق ( الجديد ) من وراء الستار كالموساد والسي آي أيه وفيلق القدس والمخابرات الايرانية وأجهزة مخابرات اقليمية ودولية اخرى تريد ان تبقي العراق على ما هو عليه من ضعف وتشتت وطائفية بعد سنوات عجاف من الاحتراب والقتل على الهوية الطائفية ، وأجهزة امنية تديرها ميليشيات طائفية بأجندات خارجية لا عمل لها إلا من اجل مصالحها الخاصة وتنفيذ اجندات من يتبناها ويموَلها ويرعاها ...


ان ما نقوله ايها الاخوة في كل ارض العراق عن الظلم والتفتيت والتهميش والطائفية والفساد المالي والإداري الكبير الذي يديره كبار الجالسين اليوم على سدة حكم العراق ابتداءا بالمجرم الطالباني ومرورا بشبيهه المالكي وأعوانه ونوابه ووزراؤه ومستشاريه وضباطه من الذين سرقوا ونهبوا كل ثروات العراق طيلة السنوات العشر الماضية وحولوها الى خزائن ومصارف العالم واشتروا ( بعد ان لم يكونوا قبل الاحتلال يمتلكون خبز يومهم ) شركات وعمارات وقصور في شتى انحاء المعمورة ، بالإضافة الى الاعتقالات العشوائية والتعذيب والقتل في السجون العلنية والسرية التي غطت كل ارض العراق بفعل انتشار قيادات العمليات العسكرية والشرطوية والأمنية المطلقة الصلاحيات فيها والتي جعلت من ضباطها وحتى مراتبها حكاما عسكريون على كل قرية ومدينة ومحافظة عراقية يعتقلون فيها من يشاؤون ويفتحوا الابواب واسعة للسرَاق والقتلة والميليشيات ليفعلوا ما يشاؤون دون رقيب او حسيب ..


هنا اقول .. الم تعانوا في الوسط والجنوب من هذه السلطة ومن هذه الحكومة ومن هذه الاجراءات التعسفية التي لم تروا لها مثيلا طيلة تاريخ العراق ؟الم ينتشر الفقر والبطالة والجوع والظلم بين صفوفكم كما انتشر في المحافظات التي تشهد التظاهرات الشعبية الشجاعة في الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى ؟ ألا يوجد في هذه المحافظات شيعة مظلومون مثلكم انتفضوا مع اخوتهم هناك لكون الظلم قد شمل كل شعب العراق ؟ هل كان الغاء البطاقة التموينية وتسريح الجيش وقلة الرواتب وانعدام الخدمات العامة والمداهمات الليلية اليومية وازدياد عدد من يعيشوا تحت خط الفقر والأميين والعاطلين عن العمل وقلة رواتب المتقاعدين والتمييز بين شهداء العراق قبل عام 2003 ومن استشهد بعده من ابناء القوات المسلحة وقتل وتهجير العلماء وأساتذة الجامعات والتجار والصناعيين وأصحاب رؤوس الاموال حكرا على المحافظات المنتفضة اليوم ؟


اليوم انتم في امتحان وطني تقفون في مفترق طرقه .. فإما ان تكونوا مع العدل والإنصاف ورفض التعسف والفقر والجوع والبطالة والاعتقالات العشوائية و4 ارهاب والاجتثاث التعسفي الذي تمارسه حكومة المالكي والمقربين له من حزبه كل يوم وساعة في كل ارجاء العراق ضد كل من ينتقد سياساته التعسفية فتكونوا كالساكتين عن الحق او كما قال مارتن لوثر كنغ ( انت ايضا محاسب على ما لم تقل حين كان لابد ان تقول ) او ان تمتثل الحكومة لكل مطالب الشعب المشروعة من اقصى العراق لأقصاه لتفعل كما قال غاندي بأنه لم يقتنع بان يقتل جنوده من اجل ان يعيش الملك !! او ان تثوروا وتنتفضوا وتطالبوا بكل الاساليب السلمية المتاحة بحقوقكم التي سرقها وضيعها حكام العراق الفاسدون ..


ملاحظة اخيرة اود ان اقولها لكم .. ان اجهزة الاعلام المنضوية تحت عباءة الحكومة تحاول تضليلكم من خلال تحريف مطالب المتظاهرين .. فالعفو العام الذي يطالبون به لا يشمل طلب اطلاق سراح المجرمين القتلة ممن سفكوا دماء العراقيين او سرقوا ثرواتهم او اغتصبوا اعراضهم .. بل اطلاق سراح الابرياء الذين مضت سنوات عديدة على اعتقالهم دون ان يثبت بحقهم شيء ودون ان يرتكبوا جريمة سوى انهم قد يكونوا قد تواجدوا في الوقت والمكان الخطأ !


ارفعوا رايات عزتكم وانتفضوا مع اخوانكم المنتفضين في العراق ولا يغرنكم الغرور وتدافعوا عن حكومة دكتاتورية ساقطة لا محال وعندها ستعضَون على اصابعكم ندما لأنكم وقفتم الى جانب الجاني لا المجني عليه والى جانب الظالم لا المظلوم والى جانب الباطل لا الحق والى جانب الحكومة لا ألشعب فكل الحقائق ستظهر بعد ان تولي هذه الحكومة البائسة الادبار من شرائع وقوانين السماء والأرض .. وعندها لن ينفع الندم .. والله من وراء القصد .

 

 





السبت ٣٠ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عقيل شرف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة