شبكة ذي قار
عـاجـل










الواقع المعلن ان صندوق النقد الدولي كمنهج يركز على خدمة الفقراء والحد من الفقر وان يضمن اعطاء اولوية قصوى لاحتياجات الفقراء في اطار المناقشات المعنية بالسياسة العامة، ولكن الواقع عكس ذلك تماما حيث ان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي متهمان من قبل غالبية الدول النامية في اشاعة الفقر في هذه الدول من خلال سياسات وبرامج التقشف التي تفرض قسرا على هذه الدول، فهو يتحيز بفرض على الدول المديونية العالمية ذاتها شروطا قاسية وتعجيزية تتمثل في :


- الغاء الرقابة والقيود على التجارة الخارجية للبلد المدين
- الغاء القيود التي تفرضها الدولة لتثبيت سعر عملتها وترك العملة لتحديد سعر صرفها في ظل دينا ميكية السوق
- وضع الترتيبات الخاصة بالسياسة النقديةوالمالية للدول حتى يمكن السيطرة والاسعار وبالتالي الاضرار بمصالح شعوب هذه الدول الفقيرة
- وضع شروط على الدول النامية بالغاء الدعم الحكومي للمشروعات العامة التي تحقق خسائر نتيجة تحديد سعر مخفض يحقق شيئا من العدالة الاجتماعية
- الالتزام بسياسات معينة لموازنة الميزانية العامة للدولة مثل تقليل الانفاق وتجنب سياسة التمويل بالعجز


ونظرا لهذه الشروط القاسية التي يضعها الصندوق فان كثيرا من اقتصادي الدول النامية يحملون بشدة على هاتين المؤسستين ويحذران الدول من الوقوع في فخ القروض الممنوحة لها.وقد اطلق الرئيس الكوبي( فيديل كاسترو) سابقا صيحة طالب فيها دول العالم الثالث تبني استراتيجية المواجهة مع الدول الدائنة لحملها على الغاء الديون رغم تاكيد مجموعة البنك الدولي سابقا على تخفيف حدة الفقر في العالم وانتشار المجاعة التي تهدد دولا كثيرة وعدم السماح لمعاناة جنس البسشر من هذه الكارثة اخلالا سافرا بالقيم الاخلاقية والانسانية وكان الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق في التسعينات مثلا واضحا على ذلك وعلى ما تسبب من موت الاف العراقيين من الاطفال والشيوخ ونقص المواد الغذائية والادويةولم يحرك ضمير ووجدان رئيس البنك الدولي ولا مدير صندوقالنقدالدولي انذاك ولم يعبرا حتى عن اسفهما واستنكارهما على استمرار ذلك الحصار وما تمخض عنه من نتائج ماساوية على شعب


العراق العظيم. وكذا الحال لما حصل للسودان وليبيا ودول اخرى تاثرت بهذالسياسة الاقتصاديه


وعلى العموم فان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الاقتصادية الدولية هي مؤسسات تسيطر عليها الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية ويبرز هذا بشكل واضح من خلال الاجتماعات السنوية والاجتماعية الاخرى التي تعقدها هذه المؤسسات ويحضرها مندوبون عن الدول المشاركة واغلبها من الدول النامية حيث تسود هذه الاجتماعات الافكار والحلول التي تتبناها الدول الغربية والولايات المتحدة والتي غالبا ما تكون لصالح الدول الغنية على حساب الدول الفقيرة التي تضررت كثيرا من جراء سياسة هذين المؤسستين .






الاربعاء ٢٢ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. شاكر كريم القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة