شبكة ذي قار
عـاجـل










شاهدت اليوم  المؤتمر الصحفي الذي عقده  رئيس وزراء ليبيا و استمعت بإمعان  ما تحدث به و قد فهمت من حديثه أن الذي يحصل في ليبيا من هرج و مرج و استفحال ظاهرة المليشيات و تحكمها بالبلاد و مصير العباد  و تنصيب حكومة صورية توزع من خلالها المناصب  لكل من قدم خدمة للقوات ألأجنبية و ساهمت في إيصال ليبيا الى ماهي عليه الآن ..  و هذا نفس السيناريو الذي تم فيه تشكيل الحكومة العراقية بعد غزوه  في 19/3/2011 و السماح للمليشيات المدعومة من إيران أو  من الغرب  بالهيمنة على كل مجريات الأمور .

 

و يبدو أن  سيناريو العراق وهو من الإنتاج الأمريكي  سيطبق بشكل كامل على كل الدول العربية التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي حيث يراد لها أن لا تستقر و أن تبقى مشغولة في همها  المتمثل بالصراع على السلطة و جني المكاسب من خلال استغلال موارد الدولة و نهبها , و جعل المواطن العربي يعيش دائما بقلق و خوف و إرهاب مما ينسيه  قضاياه المصيرية و الذي سيتم التخلي عنها بمرور الزمن بعد أن يرحل الكبار و يكبر الصغار و يتطبعوا على ما هم عليه من أوضاع مأساوية ..  و بهذا فأن القضية الفلسطينية و الفكر القومي و الوحدة العربية سوف لن يكون لها مكان في عقل و تفكير الجيل الجديد ,  و هذا تطبيق لما قاله بن كوريون عام 1954 حيث قال ( الكبار سيرحلون و الصغار سينسون ) و بالفعل فقد صدق هذا  الإرهابي و أصبح الجيل الجديد لا يعرف شيئا عما كنا ننادي به و ما كنا نناضل من أجله فكرا و منهاجا و تثقيف هذا الجيل الجديد على العمالة و خيانة الوطن و الاستمالة الى أعداء الأمة  ,  بل حتى امتهنوا أعمالا و قاموا بأفعال  مقتناها  ولا زلنا نمقتها .. لكننا سنمضي كما هي سنة الحياة و ينتهي معنا  كل ما كنا عليه ليبدأ جيل جديد أراده الأعداء أن ينبذ ما أحببناه و ضحينا في سبيل تحقيقه .

 

هذا ما حذرت شعبنا في ليبيا منه في ليلة شن العدوان عليه وتصادف فيه ذكرى العدوان على العراق و منشور على هذا الرابط في 20/3/2011 .

 

http://www.jabha-wqs.net/article.php?14296

 

و اليوم أحذركم أيضا و أذا أعطانا الله عمرا سوف أذكركم بما سأقوله في هذه السطور القلية .. ليبيا سيستقر بها الحال كما هو عليه العراق الآن ولا أود أن أوضح حاله  لأنه معروف للجميع حيث لازالت أنهار دماء شعبنا تسفك يوميا في كافة أنحائه  بدون مسوغ و ثروات طائلة تنهب من حاكميه و بواسطتهم و تفشي الفقر المدقع بين أبناء  هذا البلد الذي رزقه الله بثروات طائلة حيث أن ميزانيته السنوية تتعدى ألـ 120 مليار دولار.

 

ولا زال هناك متسع من الوقت لمعالجة كل هذا إذا قام كل مواطن ليبي مخلص لوطنه بأخذ دوره الحقيقي و العمل على أصلاح كل ما أحدثه العدوان و نبذ الخونة والعملاء و فتح صفحة جديدة في التعامل مع كافة أبناء الشعب على مختلف توجهاتهم السياسية و المذهبية و العنصرية الى هدف واحد هو الحفاظ على ليبيا واحدة موحدة أرضا و شعبا تحت خيمة  المحبة و التسامح و نسيان الماضي بعد أن يتوكل الشرفاء على  الباري عز و جل . 

 

 





الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة