شبكة ذي قار
عـاجـل










المجازر الطائفية التي شهدتها مدينة ديالى العراقية والتي قامت بها إحدى الميليشيات الطائفية الموالية لايران , والتي يتجاوز عددها حاليا في العراق اكثر من خمسين ميليشيا والتي كانت اللبنة الاساسية لتشكيل ماعرف بالحشد الشعبي , الذي تأسس بمباركة فتوى الجهاد الكفائي للمرجع السيستاني من أجل الدفاع عن العراق , العديد من تلك الميليشيات تتبع بعض الأحزاب والتيارات الدينية الطائفية التي تشكل وتتحكم في المشهد السياسي العراقي اليوم , بعد الغزو الأمريكي للعراق , لتنفيذ مخططات القتل والتدمير"الفوضى القتالة" في المنطقة العربية لإشغالها بنفسها بعيد عن العدو.

هنا يجب أن نضع علامة إستفهام عن سبب استثناء المجتمع الدولي لتلك الميليشيات من قوائم المنظمات الإرهابية , وسبب إحجام وسائل الإعلام وبالأخص العربية منها عن هذا الوصف , بالرغم من إن تلك المنظمات تفاخر علناً وتقوم بتصوير وتوثيق ونشر جرائمها ضد المدنيين الإبرياء , مثلما ما تفعل "داعش" في إصدارتها المرئية والتي تتفوق بها "داعش" في هذا المجال وتتساوى معها في الإجرام.

جرائم تلك الميليشيات التي تتم بشكل ممنهج ومخطط له سلفا من اجل التغيير الديمغرافي في العراق , تخطت في إستهدافها الشعب العراقي وطالت أشخاص من دول اخرى مثل إختطاف مجموعة من المواطنيين القطريين والأتراك, والمستغرب إن ذلك يحصل أمام مرأى ومسمع دول العالم والمنظمات الدولية , وأمام الحكومة العراقية التي عجزت عن مواجهة تلك الميليشيات الإرهابية القادرة حتى على منع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي , ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري من الدخول إلى ديالى , والسؤال المطروح هو في صالح من ان لا يتم ضم تلك الميليشيات لقائمة المنظمات الإرهابية وأن لا يتم التعاطي الإعلامي معها في وسائل الإعلام العربي والعالمي بصفتها تلك التي أستحقتها عن جدارة , والإكتفاء بدل ذلك بإطلاق مصطلحات مظللة عليها , من قبيل الميليشيات الوقحة او المنفلته , وعدم توصيف تلك الميليشيات في وسائل الإعلام بما تمارسه فعلا على أرض الواقع , فمتى كان يتم وصف الذبح والحرق ضد المدنيين الإبرياء وتقطيع اجزاء من جسد الإنسان وهو حي بالوقاحة؟ وليس بالقتل السادي والإرهاب , فالوقاحة فعلا هي سكوت الدول والمنظمات الدولية , ووسائل الإعلام عن تلك الجرائم , مما يشجع ويعزز المخططات الشيطانية , التي لا تريد بالعراق والمنطقة خيرا , بل تهدف لتدمير بنية المجتمع العراقي القائمة اصلا على التنوع المذهبي والقومي , والتي قدمت للعالم حضارة عريقة عبر التاريخ كان عمادها التنوع الإجتماعي , التي تحاول قوى الشيطان الأن أن تجتثها من العراق ليحل محلها سفك الدماء وتمزيق بنية ونسيج المجتمع العراقي, عن طريق قوى الظلام ومن ضمنها الميليشيات الطائفية التي تقوم بهذا الدور المرسوم لها , مع شريكتها "داعش" فعلى وسائل الإعلام ان لاتكيل بمكيالين فالقتل يبقى قتلاً والوقاحة شئ أخر , والضحية في النهاية هو الشعب العراقي بجميع مكوناته, التي الواقعة بين فكي كماشة التطرف والتعصب المذهبي, التي جلبت الويلات للعراق تمثلت في تزايد عمليات القتل والتهجير والنزوح , ناهيك عن تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الحد الإدنى من مقومات الحياة لشعب كان ينعم بدرجة متقدمة من الرفاه الإجتماعي والإقتصادي, بإعتراف المنظمات العالمية.

ان إطلاق يد الإرهاب المتمثل في الميليشيات الطائفية والمنظمات التكفيرية, عبارة عن مخطط يعمل على افراغ المجتمع العراقي , من هويته الجامعة لكل مكوناته , التي عاشت دوماً في وحدة وطنية متماسكة , وللأسف يبدو ان هذا المخطط الشرير نجح إلى حد بعيد في جعل جزء من الشعب العراقي , يتخندق وراء مذهبة وقوميتة , كخطوة ضرورية لإرغامة على تقبل فكرة ان الحل والخلاص تأتي من خلال عملية تقسيم العراق, إلى اقاليم سنية , وشيعية , وكردية , الا ان هذا المخطط يواجه معارضة ورفض , ومقاومة شديدة , من قبل شريحة كبيرة من الوطنيين العراقيين , الرافضين لمبدأ تقسيم العراق تحت اي مبرر , ولولاذلك لكان قد تم تقسيم العراق منذ مدة.





الجمعة ٩ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . إبراهيم أحمد بيت علي سليمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة