شبكة ذي قار
عـاجـل










أعلنت حكومة الميليشيات عن ( تحرير ) محافظة نينوى بعد أن مكّنوا هم أنفسهم دخول عصابات التطرف اليها وسلموها تسليم يد هي وثلاث محافظات غيرها قبل ثلاثة أعوام من الآن، كما سلّموا مع الارض اطناناً من الذخيرة والسلاح لتلك العصابات، وهزمت فرقتين بكامل عدتها وعتادها مما يسمى بالجيش العراقي، والتي كانت تشرف على المدن المذكورة، وخلال أيام قلائل سيطر المتطرفون على ثلث أراضي العراق بإحكام، ولم تنفع تبريراتهم حينها عن الاسباب التي ادت الى الانكسار العسكري المريع والذي ادى الى سقوط وضياع اربع محافظات هي على التوالي نينوى والانبار وصلاح الدين واطراف من ديالى وكركوك!!

وبما اننا كنا قد عاهدنا الله وشبابنا الواعي على فضح كل تحركات وممارسات حكومة الميليشيات العميلة، وما زلنا نفعل، فإليكم اهم اسباب سقوط تلك المحافظات حتى لا يظن أحداً من جيل اليوم ان ما حصل هو مؤامرة خارجية فقط، وانما هي فعل خبيث تم الاتفاق عليه بين كل الاطراف الخارجية والداخلية لتقسيم العراق واذكاء نار الحرب الطائفية بين فئات الشعب الواحد إستكمالاً لما بدأته امريكا عند غزوها للعراق، ولكي نفصل الامر اليكم الاحداث بالتدريج :

· ثار الشعب ( بكل طوائفه ) على حكومة الميليشيات في محافظات غرب وشمال وشرق العراق، بالاضافة إلى حزام بغداد، رافقها مظاهرات في بغداد العاصمة بسبب سوء الخدمات والتمييز بالتعيين الحكومي وتراجع الدعم الحكومي لجميع الخدمات الاساسية والبنى التحتية لمناطق بعينها!!

· رفضت حكومة الميليشيات هذه المظاهرات، على الرغم من ادعائها انها حكومة ديمقراطية ترعى الحريات، وادعت انها مظاهرات ( تخريبية ) و ( يرعاها حزب البعث ) و ( متطرفة وارهابية ) و ( مؤامرة خارجية لإسقاط تجربة الديمقراطية ) و ( فقاعة ) .. بالإضافة إلى العديد من المسميات التي ظهرت حينها على شاشات التلفزة بصوت ابواق الحكومة المليشياوية.

· تم محاصرة هذه المظاهرات من قبل ميليشيات الحكومة وتم القاء القبض على العديد من الناشطين المدنيين والزج بهم في سجون خاصة في العاصمة بغداد.

· عندما فشلت الحكومة بإخماد المظاهرات استعانت بالشيطان الاكبر ( دولة احفاد كسرى ) ، والتي كان لها رأي اخر، حيث انها اوعزت لأزلامها في المنطقة الخضراء بأن تطعّم تلك المظاهرات بمتطرفين لكي يصدق قول المدعين انها مظاهرات يقف وراءها متطرفين وارهابيين وليست مظاهرات للمطالبة بحقوق مدنية مشروعة، وراق هذا القرار للعديد من الدول التي ترعى الارهاب في العراق، فليست ايران وحدها هي اللاعب الرئيسي، فالكثير من الدول الإقليمية لا تريد لأرض العراق وشعبه سوى الدمار والخراب، وهنا بدأت تتوافد حشود التكفيريين الى ارض العراق من كل الدول وتدخل ضمن تلك المظاهرات وترفع شعاراتهم وتتحدث بلسان المتظاهرين ولكن اجندتهم كانت تختلف تماما.

· عندما اكتمل امر ارسالهم بدأت الامور تأخذ منحا اخر تماما بالتزامن من الضعف الشديد للدولة وتشتت الولائات وانعدام العقيدة العسكرية لما يسمى بالجيش العراقي، وضعف الشرطة واجهزة الامن وتعدد انتمائاتها وتشعب مصالح من يقودها، بدأت بوادر الانهيار وبدأت المدن تسقط تباعا.

· وهنا انتصرت دولة احفاد كسرى بفكرتها الشيطانية ولكنها لم تكملها بعد، حيث بدأت بجزئها الثاني عندما اوعزت لمراجع الدين بجنوب العراق بأن يصدروا فتوى مقاتلة تلك التنظيمات وتشكيل ميليشيات رديفة للجيش ولكن تحت مسميات طائفية بحتة، ( علماً بأنّ نفس المرجعية المذكورة لم تفتِ بمحاربة او مقاومة المحتل الاجنبي ابان غزو العراق وما تلاه من احداث، بل أفتت بمعاملة المحتل كضيف، كما اعترف مؤخراً موفق الربيعي، أحد رجال إيران في العراق ومن أتباع المرجعية!! ) وهي تعلم علم اليقين امرين مهمين جداً، اولهما ان اغلب ابناء جنوب العراق لا وظائف لهم وانهم يريدون اية فرصة للعمل، وأن فتوى كهذه كفيلة بأن تخلق لهم فرصة عمل حتى لو كان مردودها المادي بسيطاً، ولكنها فرصة للعمل تنتشلهم من براثن الفقر والعوز، وثانيهما أن كل ابناء المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف لا يمتلكون أية قطعة سلاح، وبالتالي فإنّ تهمة " ان ابناء المحافظات المنكوبة هم من سهل امر دخول الارهاب ستكون مصدقة من الجميع " لان ابناء المناطق المنكوبة والمحتلة من قبل التنظيمات المتطرفة كان يمنع عليهم امتلاك اية قطعة سلاح، حتى لو كانت صغيرة وغير قتالية كجزء من خطة معدة مسبقا لهذه الحالات، وبالتالي فحتى لو انهم رفضوا وانتفضوا ضد التنظيمات الارهابية فبأي سلاح سوف يقاتلونهم، بينما التنظيمات الارهابية لديها من الاسلحة الكثير، منها ما سرقته من سوريا والتي نشأت بها اصلا ومنها من اهدته لها حكومة الميليشيات في العراق عن سابق قصد وترصد.

· لم ينتهي الامر إلى هنا ... في فترة احتلال تلك المحافظات تم تدمير كل الارث الحضاري والتراثي لتلك المناطق، فلم يسلم متحف ولا منطقة اثرية من التهديم والتفجير، جوامع قديمة يعود تاريخها لمئات السنين، كنائس اقدم يعود تاريخها للآلاف السنين، اثار حضارة اشور وشواهدها، مراقد الأنبياء ( النبي يونس، النبي شيت، والنبي جرجيس ) هدمت وسوّت بالأرض، وكأنها حرب ابادة لتاريخ وحاضر ومستقبل، الخاسر الوحيد فيها هو العراق وشعبه!!

· بدأت العمليات العسكرية وتم تشكيل تحالف دولي للقضاء على التنظيمات الارهابية و ( تحرير ) المناطق المحتلة، ولكن على الارض كان الامر أسوء، فإذا كان التحاف الدولي يقصف من الجو، فالارض تملكها الميليشيات، حيث قامت الاخيرة بتهجير اغلب سكان المناطق ( المحرّرة ) ومنعتهم من العودة لبيوتهم، على الرغم من ان هنالك مناطق ( حررت ) منذ اكثر من سنتين، لكن اهلها ما زالوا يسكنون مناطق اخرى في مخيمات بائسة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وما نازحي مناطق جرف الصخر وبيجي واجزاء من الفلوجة والعوجة ومناطق اخرى الا دليل دامغ على ذلك.

· بدأت معركة الموصل قبل عام من الآن، وسبقها اتفاقات عديدة اغلبها مشبوهة، مثلا تم الاتفاق مع الاكراد على تحرير مناطق بعينها على ان تعود لهم في حال انتهت المعركة وليس للحكومة المركزية، منها على سبيل المثال لا الحصر مناطق سهل نينوى وسنجار.. يتم تأجيل تحرير الحويجة ( وهي منطقة تقع شرق وجنوب كركوك ) لاحتوائها على النفط، وتقسيم غنائم النفط يحتاج لصفقات كبيرة بين سرّاق الوطن.. تأجيل تحرير تلعفر وهي ناحية صغيرة ولا تحتاج الى جهد عسكري لانها تحوي قومية بعينها، وهذه القومية المكوّنة من طائفتين تتعايشان معاً منذ آلاف السنين، لكن النزاع بين دولة احفاد كسرى وتركيا على هذه الارض يمنع تحريرها حاليا لان كلا البلدين يريد لطائفته ان تبقى في هذه الارض.. مدن عانة وراوة وكبيسة بلدات صغيرة على اطراف نهر الفرات في محافظة الانبار، تم تاجيل تحريرها لوجود اتفاق بين حكومة الميليشيات وايران حول الطريق المؤدي الى سوريا.

· وبالعودة للموصل ومعركتها فإن المنظمات الدولية تقدر بأن حجم الدمار فيها بنسبة خمسة وسبعون بالمائة، يشمل هذا الرقم منازل المواطنين انفسهم بالاضافة إلى البنى التحتية، كما اوردت نفس المنظمات ان ماتحتاجه المحافظة من مبالغ لإعادة الاعمار يتجاوز العشرة مليارات دولار امريكي، اضف اليه، والارقام لنفس المنظمات، ان عدد النازحين من تلك المحافظة يبلغ ثلاثة ملايين شخص من اصل عدد سكانها البالغ اربعة ملايين، وان عودة مليون منهم ستستغرق اشهر عدة لصعوبة اعادة اعمار منازلهم وشوارعهم، واغلب هؤلاء المواطنين يعيشون في ذات المخيمات التي ذكرناها سلفا تحت ظروف معيشية اقل ما يقال عنها انها غير آدمية تماما.. ناهيك عن عشرات الآلاف من الشهداء والمعوقين والمفقودين.

· بعد هذا كله، وبعد كل ما سببته سياسات حكومة الميليشيات الرعناء وما جرته من ويلات على أبناء شعبنا ومحافظاتنا العزيزة، والخطط الشيطانية المنفذة من قبلها بأمر دولة احفاد كسرى، وبنظرة سريعة على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، نجد ان اغلب التعليقات مازالت تتهم ابناء تلك المحافظات بتسهيل دخول التنظيمات الارهابية لمحافظاتهم، وكذلك تطالبهم بشكر الميليشيات، والتي كانت في الحقيقة هي السبب الرئيسي في احتلال تلك المحافظات وتدميرها، كما انها تحذرهم بتحذير شديد اللهجة بأن لا يطالبوا بأي مطالب جديدة.. أليس هذا إرهاباً منظماً يوازي إرهاب التنظيمات المتطرفة ؟

· ( تحررت ) نينوى بعد ان سويت بالارض، وبعد ان شرد اهلها الكرام وبعد أن هدمت كل بناها التحتية، تماما كما حدث مع صلاح الدين والانبار وديالى، وهنا نسأل من سيعمر هذه الارض ومن سيعيد للأم الثكلى اولادها وزوجها واخوتها، وكم سيسرق من اموال بإسم اعمار نينوى ثاني اكبر محافظة في العراق، ومن سيعيد الآثار المنهوبة، إرث الحضارات الذي باعته ايران والصهاينة وكل من له يد بذلك على ايدي التنظيمات التي شكلوها هم ؟

· والشئ بالشئ يذكر... وبما اننا في صدد ذكر الاعمار واعادة الاعمار، نقول انه عندما شن العالم كله عدوانا على العراق في تسعينيات القرن المنصرم، وبعد انتهاء الحرب كانت الكثير من المدن مدمرة ومعها بناها التحتية، وقبلها كان هنالك مؤامرة على العراق وقيادته وجيشه، حيث تم دفع العديد من افراد الحرس الثوري الايراني لمدن جنوب العراق لإثارة البلبلة والتأثير المعنوي على ابناء الشعب العراقي وقتل ضباط الجيش، حيث تصدى لها في حينها ابطال الحرس الجمهوري وامسكوا بالمخربين ولم يطل المواطنين الامنين اي ضرر ولا تضررت المدن او قصفت الدوائر الرسمية وعادت الحياة الى طبيعتها خلال شهر من الزمن وليس سنة كاملة لتحرير مدينة واحدة، مقابل شهر لتحرير ستة مدن، اما عن البنى التحتية وتحت شعار ( يعمر الاخيار ما دمره الاشرار ) والذي رفعته القيادة الوطنية، تم حينها اعادة كل ما هدم من طرق وجسور ومباني وبدالات اتصال ومحطات كهرباء وماء، واكثر من ذلك تم انشاء مشاريع جديدة في نفس المدة وكل ذلك خلال ستة اشهر من انتهاء الحرب بفضل حكمة وهمة قيادة لم تؤمن الا بعراق واحد موحد، وتحت ظرف اقتصادي صعب جدا، حيث كان العالم كله يحاصر العراق ويمنع عنه حتى الغذاء والدواء فما بالكم بمواد البناء!

وهنا نقول بما انكم اليوم يا حكومة الميليشيات تعيشون بحبوحة سرقة نفط العراق ومقدراته وتمتلئ جيوبكم بمال السحت الذي نهبتموه من افواه الشعب، بعدما أضعتم سيادة العراق واستقلاله واستعبدتكم إيران وحرسها الثوري، لتكونوا كالغربان التي تنعق فوق الخرائب!! فنحن على يقين بأن شعب العراق العظيم ماضٍ في تحرير بلده من براثن الاحتلال الفارسي وكل إفرازاته بمختلف مسمياتهم، ليعود العراق وشعبه الصابر المجاهد حراً ابياً واحداً موحداً وإن غداً لناظره قريب ...


لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج
 





الاربعاء ١٨ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة