شبكة ذي قار
عـاجـل










اندلعت الإحتجاجات في إيران في 28 كانون الاول / ديسمبر من مدينة مشهد ذات الرمزية الدينية و سرعان ما امتدت إلى اكثر من 140 مدينة في البلاد و اتضح للعالم بأسره وحشية نظام الملالي من خلال تعامله معها وقد بدأت الانتفاضة بمطالب إقتصادية ضد الغلاء، تحولت على الفور وبسبب الوضع المتفجر داخل إيران إلى احتجاج سياسي هائل بشعار "الموت لخامنئي وروحاني".

كشفت هذه الانتفاضة حقائق هامة للعالم عن الوضع الداخلي في إيران وموقف نظام الملالي الذي ينبغي النظر فيه في التعامل مع الوضع في إيران. لقد ثبت أن النظام الديني الحاكم في إيران هو في أضعف حالاته، وأن تقدمه في المنطقة ليس بسبب قوته داخليا بل هو بسبب اللعب على الأوتار الطائفية في الدول العربية المحيطة به، فما يفعله في سوريا والعراق واليمن ولبنان و البحرين، وغيرها من البلدان، ليس الا للحفاظ على سلطته في طهران. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب الإيراني يعارض تدخل النظام وجرائمه في المنطقة، وأن ما يروج له في بلدان المنطقة أو على الصعيد العالمي بأن توسع النظام له دوافع دينية أو الدفاع عن إيران أو القومية الفارسية هو فكرة خاطئة إذ أن أغلب الشعب الإيراني معارض لنظام الملالي و سياساته في المنطقة.

و من المؤكد أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران بعد 38 عاما من حكم نظام فاسد وقمعي وصلت الآن إلى نقطة متفجرة لا رجعة منها مهما حاول النظام قمعها كي يحتفط بكيانه إذ أن الملالي لم يكن لديهم حل للأزمات في إيران، وحتى لو تم قمع المنتفضين مؤقتا، فإنهم سيبدأون من جديد ويستمرون حتى سقوط النظام. لقد وضعت الانتفاضة الإيرانية حدا وإلى الأبد، للمسرحيات الخداعية للملالي بشأن الاصلاحات والاعتدال وهذا ما أكده المتظاهرون بشعار « أيها الإصلاحي،أيها المتشدد، انتهت اللعبة الآن»، ودقوا آخر مسمار على نعش حكومة روحاني وأمثاله. خلال 38 عاما من نظام الملالي في إيران، كان ما يسمى الاصلاحيون 20 عاما، في الحكومة، وقدموا أكبر الخدمات لحفظ وبقاء نظام ولاية الفقيه فالإصلاحيون و المحافطون هما وجهان لعملة واحدة وهي ولاية الفقيه. و قد كشفت الإنتفاض الإيرانية عن جمود وهزيمة سياسة الاسترضاء مع الملالي أكثر من أي وقت مضى، واصيبت الحكومات الغربية التي تنتهج سياسة الاسترضاء بالصدمة من الانتفاضات في إيران، واستوعبت عدم جدوى الرهانات على أجنحة النظام وعقم كيان الملالي بحيث حتى بدأت تلك الصحافة في الدول الأوروبية التي كانت تروج سياسة المهادنة مع النظام تعترف بهزيمة هذه السياسة. كل هاته الحقائق تشير إلى قرب سقوط نظام الملالي في المستقبل القريب .





الخميس ١ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنور بن الطيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة