شبكة ذي قار
عـاجـل










 تحدث الموتورون والذين في نفوسهم مرض وورثوا عقدة الضد من البعث ، وبعض من وسائل الإعلام المسخرة لخدمة قضايا دول وحكومات واحزاب تبحث عن مصلحتها وأهدافها الشريرة ، وفي المقدمة منها الاساءة للعرب ولفكرهم الحضاري الذي رسمته قوميتهم الإنسانية التي حباها الله ولدينهم الحنيف " الإسلام المحمدي " الدين القيم الذي نطق به القرآن الكريم والامين جبريل واراده الله دين الرحمة والعدالة والسمو ومنبع الاخلاق والفضيلة ، فالبعث هو وارث لكل حضارات الامة في تاريخها الطويل وكانت رسالته تنصب على إعادة دور الأمة العربية الإنساني من خلال وحدتها وبالجغرافية التي سكنها العرب في ماضيهم وحاضرهم ، واقرن هذه الوحدة بالحرية والتي تعني التحرر اولا من السيطرة الاستعمارية والتبعية للاجنبي ومن العقائد والافكار الدخيلة على الامة ، واكد ان هذين الشرطين الوحدة والحرية لم يتحققا بمفهوم البعث ولم يستمدا قوتهما الا باطار مفهوم ثالث وعقيدة اقتصادية مستمدة من روح الامة وعصارة افكارها وهي الاشتراكية ، والاشتراكية ليست مفهوما طارئ او جديدا في السلم الفكري للامة العربية وبما انها اساس العدالة الاجتماعية ، وبما انها احترام لانسانية الانسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة والعيش السعيد دون عوز او فقر او فاقة، وبما انها الحث على العمل وتفجير طاقات الانسان ، فان البعث نجح في اعادة صياغة مفاهيم الامة على أسس صلبة لان هذه المفاهيم كانت فاعلة وحاضرة في أفئدة وقلوب الذين تصدروا المشاهد السياسية في جميع مراحل حياتها ، وحتى الناس البسطاء منهم كانوا يعون أهمية الجانب الاقتصادي في الوصول إلى السعادة والقضاء على الاستغلال وإلغاء الطبقية التي تقسم المجتمع على اساس الغني والفقير ، فالاشتراكية هي ليست توزيع المتوفر من مصادر العيش والثروة على السكان بالتساوي ، وإنما هي قدرة تفجير طاقات الأمة في سلسلة فعاليات علمية واجتماعية واقتصادية واستغلال الثروة بما يحقق هدف النهوض والتقدم ، فيتحقق تراكم مادي كبيرا يكون أساسا لبناء النهضة الجديدة وتحقيق السعادة ، وهنا يتم القضاء على الفقر والمرض فتعم العدالة الاجتماعية وبقوانين متطورة تحمي حقوق الأفراد والجماعات وتمنع الاستغلال والفساد المالي والاداري ، فيصبح الجميع أسيادها في أوطانهم ، فلا عبودية ولا قهر ولا اضطهاد، فالبعث سام وسموه تبعده عن كل المفاهيم والعقائد الظلامية الباطنية منها والتكفيرية التي جاءت لقتل الإنسانية والقضاء على ألوانها الجميلة ، فالقاعدة والدواعش والحركات الباطنية المحرفة للدين الاسلامي الحنيف هي من اعداء البعث لانها تريد ان تعيد الحياة الى عهود التخلف والى عملية تجهيل الناس حتى يكونوا كالقطعان صم بكم عمي فهم لا يفقهون ، يستغلونهم لتحقيق امانيهم واهدافهم الخاسرة الخاسئة حتى يبعدوهم عن انسانيتهم وعن فطرتهم التي فطرهم الله عليها وهي المحبة والتسامح والتمسك بالفضيلة والاخلاق الحسنة ومخافة الرب ، فكيف يجوز للبعض ان يتهم البعث بالعلاقة بالقاعدة او داعش وهم الد الخصام ، فقد سبقهم بوش مجرم الحرب وقائد الارهاب العالمي كي يسوغ احتلاله للعراق فادعى ان لنظام البعث علاقة بالقاعدة وها ان حقائق التاريخ لم تؤيد بل عارضت ونفت اي علاقة للنظام الوطني في العراق مع الارهاب ، فعقيدة النظام هي عقيدة قومية انسانية علمانية ليست علمانيتها الكفر بالله وانكار الوجود بل مؤمنة بالله وبقيم السماء وأنها ليست حيادية بين الإيمان والإلحاد وإنما هي مع الإيمان ولا يمكن ان تكون الا كذلك ، لكنها تفصل الدين عن السياسة ، لان الفلسفة البعثية تعبر عنها منطلقاته النظرية ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) وسياستها المتصلة والمبنية عليها ويشكل الدين والتراث العربي والاسلامي والعالمي روافد في صياغة نظرية العمل البعثية ،

من هذا كله تعرض البعث للطعن والعداء لانه نادى بالمبادئ العلية السامية التي تحفظ للإنسانية عدالتها وللفرد حقوقه وخرجت من رحم امة لا تؤمن بالاستعمار وبفرض السيطرة والتبعية والاستحواذ على مقدرات الشعوب والأمم الأخرى والتي من حقها الحياة بموجب قانون عدالة لا يميز على اساس الدين والطائفة والعرق ، فالناس سواسية كاسنان المشط ليس لأي منهم سلطان على الأخر الا بموجب القانون والدستور الذي ينظم حياة المجتمع على اساس العدل والمساواة والفضيلة ويحمي العلم والعلماء ويحقق تكافؤ الفرص بين الناس والمستفتى عليه شعبيا وبرضا الناس أنفسهم . وللحديث صلة .





الخميس ٩ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو مجاهد السلمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة