شبكة ذي قار
عـاجـل










اليوم المشؤوم

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

هو اليوم الذي غزت فيه أسراب الجراد حقلنا العراقي المزدهر، لتقضم زرعه وتجوع شعبه.

هو اليوم الذي غلب فيه الظلام أنوار بغداد ولو إلى حين.

هو يوم أسود نفذ فيه الدنس إلى جسد الوطن الطاهر ليدنسه ويلوث نقاءه ويعبث بعفته.

ظن الغزاة الأمريكان ومن والاهم أن أنوار الله يمكن أن تنطفئ بإطفاء أنوار العراق الربانية، وتوهموا أن الحق يمكن أن يزهقه الباطل، فغزوا العراق الذي هو وشعبه رمح الله في الأرض.

ساقهم غرورهم وجبروتهم إلى الغرق في السراب من أن شعب العراق سينحني ويذعن ويتفرق، فأذاقهم العراقيون العذاب في أسرع وأعظم وأشجع مقاومة وطنية عرفها تاريخ الشعوب، فمزق سلاح المقاومة المؤمنة حشودهم وأذاقهم الموت الزؤام فقتل منه آلاف مؤلفة وجرح وعوق مئات الآلاف، وأخرج آلافاً أخرى منهم من عقولهم فأصابهم مس من الجنون.

هو يومٌ حالك الظلام غير أنه حفز أنوار الله في صدور شعبنا، وتورط الغزاة في فعل بدأت مع بدايته نهاياتهم.

فبغداد ظلت تضيئ الشموع وتلعن الظلام، فيولد نهارها رويداً رويداً، وهم غطسوا في برك الإثم والجريمة والفساد. ومع كل شمعة أوقدها إنسان عراقي كانت منارات التحرير تعلو وراياته تخفق وبناؤه يشهق عالياً.

يوم ٩-٤-٢٠٠٣ دخلت فيه جيوش الغزو المجرمة، ولكنه أيضاً كان يوم ولادة القرار العراقي بالتحرير.

والتحرير قادم بإذن الله وبعون وهمة الغيارى الأحرار. 




الاثنين ١٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة