شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هو سر بقاء البعث قوياً ثابتاً على مبادئه؟

جابر خضر الغزي

 

تطل علينا الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي , حزب الرسالة الخالدة , الذي نشأ حزبا تاريخيا منذ البدء , حيث شق طريقا خاصا غير منغلق وغير منعزل عن الفكر الانساني , ولم ينشأ ليضيف حزبا سياسيا الى بقيت الاحزاب التي سبقته بالنشأة التأسيسية , ولا حتى ليضيف حزبا اشتراكيا الى بقيت الاحزاب الاشتراكية , والتي كانت لها نظريات جاهزة تدعي انها تمتلك الحقيقة في تفسير الكون والمجتمع والحياة , الا ان البعث تجاوز تلك الافكار من خلال فكره النضالي والمعاناة , حيث ناصبه العداء بعض الاحزاب في الساحة العربية , ويسخرون منه ويقولون دع هؤلاء الصبيان يلعبون , الا ان البعث لا يبالي من خصومه الإيديولوجيين الحاقدين عليه منذ البداية , فلن تثنيه عقبه لان الله والتاريخ معه فقال مؤسسه رحمه الله " نحن في دور الممهدين فمهمتنا شق الطريق للجيل الجديد لا تعبيده , ورفع الاشواك لا زرع الرياحين , غرس البذور الخالدة لا قطف الثمار اليانعة". أما الأحزاب التي ظهرت معه أو بعده او قبله البعض منها اختفى وأصبح شيئا من الماضي لأنهم تخلوا من اللحظة الاولى عن قضايا الوطن والشعب والامة بسبب تبعيتهم، إلا أن البعث ولد من معاناة العروبة وكان ينظر للازمات والاخطار والتحديات ما هي الا تزيده إيمانا وتمسكاً بمبادئ الامة العربية الاصيلة، فكانت فلسفته هي " ثقة الامة العربية بنفسها واعتمادها على قواها ". هذا هو سر بقاءه قويا ثابتا لان فكره قوة تاريخية لا تقدر بثمن،" ولدت من نظرة فكرية ممتزجة بمعاناة وجدانية، ارادت ان تجمع شيئين اساسين هما الايمان والعقلانية ".

وفي أحد خطب الرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب رحمه الله بمناسبة تأسيس الحزب قال: " انظروا إلى مصير الحزب الشيوعي صاحب الباع الطويل في نضال شعبنا وامتنا على امتداد أكثر من سبعين عام ولكن تهاوى وانحدر وتدحرج إلى أسفل السافلين من الخيانة والعمالة، لقد خان نفسه وتاريخه وتراثه ثم خان الشعب والوطن، ثم انظروا الى حال حركة الاخوان بالعراق اولا وفي بعض اقطار الامة كيف تهاوت وتدحرجت.. املنا كبير ان تتراجع هاتين الحركتين عن الانحرافات والارتدادات لأننا واثقون بان هناك رجال مناضلون صادقون ومؤمنون قادرون على تصحيح تلك الانحدارات والعودة الى خط البداية ". لمواجهة القوى الاستعمارية والامبريالية، كما نحن نقول: انظروا بتمعن الى الخارطة العربية في احزابها الاخرى، ستجدون الوتد الاخير فظل البعث بعث الشهداء والمعتقلين والاسرى والمشردين في ديار الغربة، وما زال ينبض بالحياة من نواكشوط الى بغداد ومن لبنان العروبة حتى حضرموت.

فإنه وطن للحلم قبل ان يكون للحكم ودار للنضال قبل ان يكون للسلطة، وعرين للشهداء قبل ان يكون للغرباء، ونهر للعطاء والفداء والتضحية لا للكسب والنفوذ والامتيازات كما عبر الاستاذ العربي الكبير فهد الريماوي.

وخلاصة ما تقدم: فلا يحق لأي واحد منا ان يجتهد في تغيير او تبديل ذرة من ذرات ثوابته المبدئية الاساسية كما ذهب لذلك البعض، ولو لم يكن البعث هكذا لذهب منذ زمن بعيد كما ذهبت الاحزاب التقليدية اللاتاريخية إلى اليمين أو الشمال أو تلاشت كما نرى اليوم.

هذا هو سر بقاء البعث صامدا وقويا وثابتا على مبادئه رغم كل ما تعرض من ويلات وتشويه وشيطنة واجتثاث بكل ما تعنيه الكلمة من خبث الصهيونية والصفوية الشعوبية والامبريالية. 




الاثنين ١٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة