شبكة ذي قار
عـاجـل










عروس العراق وبوابة نصره العظيم

بقلم / الرفيق ابو نداء

 

في أوائل شهر فبراير من عام ١٩٨٦ قام العدو الفارسي بعد ان سوَّلت له نفسه وبغفلة من الزمن بعد أن استخدم كل ما يمتلكه من أساليب المكر والخديعة ان يقدُم على احتلال الفاو مدينة الحنّاء وقلب العراق النابض ورئته التي تشاطئ الخليج العربي وإطلالته من خلالها على العالم ولما لها من مكانة اسالت لعاب حكام فارس طمعاً باستراتيجيتها المهمة من جانب ولخنق العراق وشل نشاطه التجاري البحري من هذا المرفق ذي الأهمية البالغة بالنسبة للبلاد وتغطيةٌ لهزائمهم المتلاحقة على كل جبهات القتال اتخذوا قرارهم الغاشم بضمها الى الأراضي الفارسية في خطوة خبيثة يقصد من وراءها لي ذراع العراق وكسر معنويات جيشه والنَيْل من هيبته ومكانته وقاموا بكل ما يمكن القيام به تشييد الأبنية والمنشئات الخدمية الأخرى  لتكريس الاحتلال وكسر أرادة العراقيون والإيحاء بعدم امكانية استردادها . ولكن هذا الشعب الشامخ الأبي لا يطيق صبراً لهذه الغطرسة المتعالية وهذا النفَس الشامت فبدأ بعد صبر دام قرابة السنتين رجال القوات المسلحة العراقية من القادة المجرَّبين من ذوي الخبرة والكفاءة والحنكة وبتوجيه وإشراف مباشر من سيادة القائد العام للقوات المسلحة الرئيس الشهيد صدّام حسين والقيادة العامة للجيش بالتخطيط الدقيق والمنسَّق واستخدام كل وسائل المناورة والخداع للتمويه على العدو لشن هجوم كاسح عليه واستعادة مدينة الفاو من سلطة محتليها واعادتها الى احضان امها برغم فداحة الخسائر البشرية والمادية التي سيضحي بها العراق من اجل ردّها بثوب عرس يليق بمكانتها وبحسبها ونسبها فأبوها هو العراق العظيم وامها البصرة الفيحاء ورضعت وترعرعت من ثدي شط العرب . وفي اليوم السابع عشر من شهر نيسان الخالد من العام ١٩٨٨ وفي ساعات الصباح الأولى من ذلك اليوم بدأت قطعات الجيش هجومها الضاري والكاسح بشتى انواع الأسلحة والصواريخ والمدفعية والراجمات ومن كل صنوف الأسلحة الحديثة وبتخطيط محكم قامت كل فرقة عسكرية بما انيط لها من واجب بكل كفاءة ونجاح ولم يتركوا شبراً من ارض الفاو إلاّ وتم حرثها بصاروخ راجمة او قذيفة مدفع او صاروخ طائرة او لغم بحري  والى آخرة من صنوف الأسلحة وقد استطاع قادة المعركة جميعاً من ارهاب العدو المحتل وحلحلة تماسكه وولى جيشهم المهزوم الدبُّر وحسم رجال العراق الاسود  المعركة بخمس وثلاثون ساعة فقط كبَّدوا فيها الإيرانيون الخسائر الباهظة وجرَّعوهم مر الهزيمة وهربوا عن ارض الفاو خائبين منكسرين يجَّرون اذيال الهزيمة . امّا الجانب العراقي فقد قدم اثنان وخمسون ألف شهيداً من ابناءه مهراً لها عدا الخسائر المادية الكبيرة من السلاح والعتاد وكل المستلزمات التي أدامت زخم المعركة وحققت النصر المؤزر والناجز. وقد وضعت هذه المعركة في الصف الأول من المعارك المعجزة التي خاضها جيش عربي باسل مثل جيش العراق وقد اذهلت العالم كله بسرعتها ودقّتها وحسن التخطيط لها وإدارة صفحاتها وقد عادت فاونا الغالية الى امِّها معززة مكرمة تزهو بثوب عرسها الذي نُسج من اجساد شهداءنا الاكرم منّا جميعاً وطُرّز بدمائهم الطاهرة. فالرحمة والخلود لكل شهيد سقط في سوح المعارك من اجل العراق. والمجد والعزة لشهيد الامة الأكبر الرئيس صدّام حسين ولقادة جيشنا الأشاوس وجنوده الذين أبلوا البلاء الحسن ورفعوا راية العراق عالية تشمخ فوق الرايات والله أكبر ومبروك لكل عراقي بهذا النصر الباهر الذي غيّر وجه تأريخ العراق.. وحقق التحرير الكامل لتراب العراق من دنس إيران الشر وقد سقت مقبورهم الخميني الدجال السم الزعاف واذعن صاغراً لوقف القتال الذي ادامه لمدة ثمان سنين.




الاثنين ٢٦ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو نداء نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة