شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾

صدق الله العظيم

 

 

إن ما تعرض له البعث وثورة شعب العراق بقيادته من حملة ظالمة حاقدة شريرة، تستدعي من مناضلي الأمة وقواها المناضلة والمجاهدة جهدا كبيرا وخيرا لكشف الإستهداف لهما، لأنه لا يستهدف البعث كحزب، بل هو إستهداف للأمة وقيمها ونهوضها ومشروعها الحضاري، ويفترض أن تتنبه بلا حاجة لدعوة وتذكير كل طلائع الأمة بكل إتجاهاتها الفكرية ومناهجها النضالية لما تبغيه قوى العدوان ومرتزقتها من تلك الحملة، ولكن قائد البعث والجهاد المؤمن المجاهد يسلك ذات المعين وينهل من ذات المنهل الذي استلهم ونهل منه البعث، فوجه الدعوة وذكّر خيري الأمة ومفكريها إيمانا وعملا بقول الله: (وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين)، فمن البديهي أن من يقف مع إعلام أعداء الله وأعداء الأمة في حملة التزوير والتحريف والتضليل ضد البعث ومشروعه الحضاري هو معهم، ويعزز تضليلهم، فإن كان البعض يخشى أن نوازيه على منصب أو مطمع فنحن أكبر من ذلك، وينطبق علينا ما عمل به أسلافنا من السابقين لا نطلب منكم أجرا ولا شكورا، غايتنا أن نقاوم أعداء الله وأعداء الانسانية الذين جاءوا من أقاصي الأرض ليقاتلونا ويستبيحوا حرمات بلدنا، ويقتلوا ويهجروا شعبنا من دياره، ويدمروا جهدنا وبنية بلدنا التي دفعنا مع شعبنا أعمارنا ودمائنا كي نوجدها وننهض بها، فجعنا وسهرنا وعملنا لا لشيء الا مرضاة الله وتحرير شعبنا وأرضنا.

 

ولي أن أتمثل بقول شعراء العرب وهما يقولان:

 

عنترة وهو يقول لحبيبته:

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك         إن كنت جاهلة بمــا لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني     أغشى الوغى وأعف عند المغنمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل       مني وبيض الهند تقطر من دمي
ومدجج كره الكماة نزاله                لا ممعن هربــا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة             بمثقف صدق الكعوب مقــوم

فشككت بالرمح الأصم ثيابه              ليس الكريم على القنـا بمحرم
والخيل تقتحم الغبار عوابسا            ما بين شيظمة وأجرد شيظم

 

ونحن حبيبتنا الأمة والعراق، والله يشهد تركنا حبيباتنا وأحبتنا، ولم ندخر جهدا ولم نفكر بمغنم، وما خشينا غير الله، ولا نهاب أمريكا وحلف الشر المجرم، ولم نرضخ ولم نساوم وقدمنا الشهداء وسنظل، غير نادمين ولا آسفين، ومؤمنين بأن لا أحد يموت بغير ما كتب الله له، وبغير إنقضاء عمره ومجيئ أجله، وإن تجمعت كل قوى الارهاب والبغي والجريمة يعززها كل منحرفي ولصوص وتجارة الرذيلة بكا أنواعها، واستطاعت دخول ديارنا بحكم القوة الباغية والتباين في الإمكانات فالمعركة لم تنتهي وسنرى من يكسب أخيرا، ومن يكون نصر الله له.

 

وطرفة بن العبد وهو يقول

إذا القوم قالوا من فتى خلت          أنني دعيت فلم أكسل ولم أتبلد

 

هكذا هم البعثيون الرساليون، أما من حسبوا على الحزب أو إنتموا له في ظرف غير طبيعي أو لغاية غير هذه، فلا يقلقونا ولا يحسبوا أنهم ممثلين للبعث، فما هو أعلى عمقا وخير منا كقيادات دخل فيه من  المنافقين فهل كانوا الا كما قال الله فيهم إلا فاسقين وكاذبين، يوم تنمردت أمريكا وإعتبرت تفكك الاتحاد السوفيتي وإنهيار حلف وارشوا يعني أن العالم بات تحت هيمنتها وبقبضتها وحليفتها الصهيونية العالمية، وانزوت كثير من حركات التحرر وصمتت أو هادن كثير من الدول الكبرى، وتواطئت أو تخاذلت كثير من الأنظمة بل كثير منها شاركت، كان العراق والبعث وثورة تموز الجهة الوحيدة التي أبت الإذعان والتخاذل، وهي وشعبها ومقاومة العراق من عقر الشيطان وأوقف زحفه، يوم كان كثير من المتشدقين مع الإحتلال، ينفذوا ما يريد.

 

أود أن أقول لمن يجهل من الذي بدأ المقاومة فأقول له: إن كانوا يجهلوا فعلا فعليهم، أن يتذكروا شهداء بحر النجف الرفيق نايف شنداخ عضو قيادة قطر العراق مسؤول تنظيمات الحزب هناك ورفاقه في النجف، وعليهم أن يتذكروا الرفيق هلال ورفاقة في فرع الزحف الكبير بمحافظة ذي قار - الشطرة، وعليهم أن يتذكروا الرفاق في واسط – الكوت يوم 4/3/2003، ولو شئت أن أعدد شهداء البعث المدنيين لعجزت، وليتذكروا من جابه مرتزقة الاحتلال ومجنديه في كل محافظات العراق الحنوبية، من أم قصر وحتى دخولهم بغداد، غير أبناء العراق منتظمين ومستقلين وعشائر وجيش شعبي بقيادة البعثيين، وعندما أطلق المحتل يد مرتزقته ودخلت قوات الغدر من إيران بقيادة باقر الحكيم وعزيز الحكيم وهادي العامري وأحمد الجلبي ونوري المالكي وإستهدفوا البعثيين، وهم يعرفوهم شخوصا وعناوين ودور، وتحت غطاء جوي مكثف من طيران الاحتلال، ومن يسنده أهله وأبناء محافظته من كادر الحزب كان عبد العزيز الحكيم يبلغ الامريكان، فتأتي الدبابات والطيارات لأسره، كما حدث لكثيرين، فهل يلام من يؤسر أو يقتل أو يهجر؟

 

إن ما يقوم به البعض الآن يجعلنا نرتاب، خصوصا ممن جاءوا مع الإحتلال، ومن ثم أعلن توبته وآمنا لأن الله سبحانه يقبل التوبة، والآن يوجه فضائيته التي نجهل تمويلها، على البعث ومناضليه وأنصاره ومؤيديه وأصدقائه وحلفائه المجاهدين، وصار يتكلم بإسم العراقيين تارة وبإسم جهة منهم تارة أخرى، وبإسم المقاومة، ووصل الى حد التطاول في أنه يسمح ولا يسمح، ونسي دوره بالأمس، الصحابي العظيم خالد بن الوليد رغم إسلامه قبل الفتح وما قدمه في معارك الإسلام لكنه لم ينسى أنه كان له موقف يخشى الله فيه هو موقفه في أحد، ووحشي عندما وجه حربته الى مسليمة الكذاب تذكر موقفه وهو يوجه حربته لحمزة، فقال هذه بتلك، قتلت خير الناس وشر الناس، فارجو أن يغفر لي الله تلك بهذه، إن التوجه بإتجاه النيل من حزب البعث، ومحاولة التقليل من دوره لا يؤثر في البعث الذي تجاوز حملة كل عتات الكون ومجرميه، لن يؤثر فيه هؤلاء، ولكن مثل هذا الفعل المشين يجعلنا كشعب عراقي وعربي نشك ولو بعض الضن إثم أن هناك ربطا بين حملة الأمريكان والصهاينة وبين هذا التوجه المعادي لبعث والذي يحاول أن يسيء له وللمنهج الايماني القومي كله، وسنظل نقوم بواجبنا الشرعي كمؤمنين، والوطني كعراقيين، والمبدئي كبعثيين، والشخصي كأبناء عشائر وأصحاب عهد، بكل ما نستطيعه ويقدرنا الله عليه، والله هو العالم بما في الصدور.

 

 





السبت٠٤ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة