قالت مصادر للجزيرة إن طليعة الحافلات التي تقل مقاتلي المعارضة المسلحة من وادي
بردى بريف دمشق انطلقت نحو إدلب (شمال سوريا)، بينما أعلن جيش النظام السوري اليوم
الأحد سيطرته على كامل المنطقة.
ومن ريف إدلب، قال مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام إن 15 حافلة انطلقت من وادي
بردى وهي تحمل الدفعة الأولى من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم ممن رفضوا "تسوية الوضع"
مع النظام، ومن المتوقع أن تستغرق رحلتها ثماني ساعات حتى تصل إدلب.
وفي وقت سابق، قال المراسل إن حافلتين خرجتا وعلى متنهما سبعون جريحا وبعض
كبار السن، بينما كانت الحافلات الأخرى تنتظر الحصول على ضمانات من الهلال الأحمر
السوري ومنظمات دولية أخرى لحمايتها أثناء شق طريقها إلى أقصى الشمال السوري مرورا
بمحافظة حماة.
وتحدث المراسل عن إعلان "تجمع العزة"، وهو من أكبر فصائل المعارضة المسلحة في
ريف حماة، انسحابه من اتفاق أستانا، وذلك نظرا لاستمرار سياسة التغيير الديمغرافي
والسيطرة على الأرض بما يتنافى مع الضمانات الروسية، التي تتضمن وضع مراقبين في
وادي بردى لمنع حدوث هذه التغييرات، وهو أمر لم ينفذ بعد.
ولفت المراسل أيضا إلى استياء شعبي كبير من استمرار التهجير من طوق دمشق إلى
ريف إدلب، فضلا عن الصعوبات البالغة التي تنتظر المهجرين لدى وصولهم الليلة إلى ريف
إدلب، لا سيما في تأمين المأوى.
ويعاني المهجرون سابقا من مناطق أخرى في ريف دمشق إلى إدلب من صعوبات كبيرة،
في ظل تدني درجات الحرارة ونقص الحاجات الأساسية.
وبعد 38 يوما من المعارك، تم الاتفاق أمس على تسليم المنطقة للنظام وخروج نحو
2100 من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، بينهم سبعون جريحا، حيث ستشترك 56 حافلة في
نقلهم إلى إدلب.
من جانبه، قال محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم -التابع للنظام- إن أعمال الصيانة
بدأت اليوم في إصلاح منشأة عين الفيجة، خزان المياه المغذي للعاصمة، مضيفا أنه
"سيبدأ ضخ المياه قريبا".
ونقل التلفزيون الرسمي عن بيان لجيش النظام قوله "أنجزت وحدات من قواتنا
المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهامها في إعادة الأمن
والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات
العسكرية الناجحة".
الاحد ١ جمادي الاولى ١٤٣٨هـ - الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م
